رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خمسينة لمحكمة الأسرة: عاوزة أؤمن مستقبل حفيدتي

تتكأ على عجازها لتستقر عند باب محكمة الأسرة بزنانيري، إنها "إحسان" الجدة الخمسينية التي تقف مرتدية ثيابها السوداء المتواضعة إلى جوار حفيدتها "هنزادة"، التي ملأت الرواق بضحكاتها البريئة، تُقَلِّب كفيها على ما ذاقته من مرارة اليُتم والتشرد رغم أن والديها لا يزالان على قيد الحياة، وما ينتظرها من مستقبل باهت الملامح إذا ما غادرت روحها جسدها بلا عودة، ولم يخرجها من دوامات التفكير سوى إعلان الحاجب الثلاثيني قرب بدء جلسة دعوى الحبس التي أقامتها ضد طليق ابنتها، لامتناعه عن سداد متجمد نفقة للصغيرة.

 

بنبرة تتلون بالحزن تستهل الجدة الخمسينية حديثها: "تزوجت ابنتي من ابن عمتها منذ سنوات، ووقفت إلى جواره، وساعدته حتى تبدَّل حاله وتحوَّل من مجرد رجل بسيط يتنقل بين المهن ويلهث وراء بضعة جنيهات لا تُسمن ولا تُغني من جوع إلى تاجر يمتلك محال وأموالًا، وبمجرد أن عرف المال طريق جيبه الخاوي تنكر لها وأدار ظهره لطفلته، وبحث عن زوجة أخرى ينفق عليها نقوده التي تحصَّل عليها بفضل ابنتي، وكف عن إرسال مصروفات لها ولابنته، وكأنها لم تكن سوى مجرد محطة في حياته أو كما يقولون "سلم وطلع عليه"، وبعد فشل الوسطاء في حل الخلافات بين ابنتي وزوجها، وتمسكه بحياته الجديدة، وإصراره على سوء معاشرتها وإهانتها وقع الطلاق، وظلت الصغيرة بيد والدتها وفي حضانتها".

 

بصوت مرتعش تواصل الجدة العجوز روايتها: "وبعد سنوات قليلة تزوجت ابنتي هي الأخرى، وانتقلت الصغيرة للعيش مع والدها وزوجته الجديدة التي تفننت فى إساءة معاملتها وتأليبه عليها والوسوسة إليه بمنعها من الذهاب إلى المدرسة وتوفير نفقة تعليمها، وكأنها عدوة لها، حتى ساءت حالة حفيدتي النفسية وصارت تتبول بشكل لا إرادى أثناء نومها، وبدلًا

من أن يتنبه والدها إلى حالها ويحاول أن يداويها ويغمرها بحنانه ضربها ومنعها من الذهاب إلى المدرسة عقابًا لها على فعلتها وإرضاء لزوجته التى أعلنت رفضها لبقاء ابنة زوجها معها، وأصرت على طردها، وفور علمي بما حدث، قررت أن أضمها لحضانتي، وأتولى أنا رعايتها، وأرحمها من حياة التيه والتشرد التي كانت تعيشها".

 

تختتم الجدة الخمسينية حديثها سريعًا فقد حان موعد جلسة دعوى الحبس: "وبعد انتقال الصغيرة للعيش معي طلبت من والدها أن يرسل لها نفقتها خاصة أن معاشي بسيط لكنه تهرب كعادته، فلجأت إلى محكمة الأسرة وأقمت ضده دعوى نفقة للصغيرة باعتباري حاضنة لها بعد سقوط حضانة والدتها لزواجها بآخر، وبالفعل صدر حكم لصالحي لكنه امتنع عن سداد مبلغ النفقة حتى تراكم عليه، فطرقت أبواب المحكمة للمرة الثانية وحركت ضده دعوى وطالبت فيها بإلزامه بسداد مبلغ متجمد النفقة، وها أنا أنتظر الحكم، كل ما أتمناه أن يسخر الله لي أُناس يساعدونني في تأسيس مشروع صغير كي أؤمن به مستقبل هذه الطفلة، التي لا حول لها ولا قوة، وأكفيها شر الحاجة والعوز إذا ما وافتني المنية".