عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بيت الطاعة..زوجة ترفض طاعة زوجها المتوحش

بوابة الوفد الإلكترونية

تدق الساعة العاشرة صباحًا لتستقر «أمل» الزوجة العشرينية على كرسى خشبى متواجد فى أحد جنبات قاعة الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، تضع وسادتها الصغيرة إلى جوارها، وفجأة تهبط برأسها المثقل بالهموم على الوسادة غير عابئة بنظرات الناس المصوبة تجاهها ومصمصة شفاههم على فعلتها تلك، تسحب الهواء حتى يعلو صدرها، معلنة حالة الاستنفار القصوى بجميع حواسها، فى انتظار بدء جلسة الاعتراض على إنذار الطاعة الذى أقامه ضدها زوجها.

كان علامات الإنهاك والارتباك تغزو قسمات وجهها المليء بآثار جروح قديمة، وكانت تُدارى جسدها الهزيل بعباءة فضفاضة، وتطوِّق عنقها بوشاح أبيض حريرى، وتدارى عينيها اللتين أذهب الحزن والهم بريقهما وراء عدسات نظارتها الشمسية، وتتحايل على قلقها وبطء مرور الساعات بالعبث فى هاتفها المحمول.

«أهل زوجى بيعذبونى كل يوم.. أرجع أعيش معاهم فى بيت واحد إزاي».. بهذه الكلمات الحزينة التى يعتريها القلق وقلة الحيلة بدأت الزوجة العشرينية سرد روايتها قائلة: «تملكنى الخوف بعد وفاة والدى، فقد رحل عائلنا الوحيد، وتركنا أنا وأمى المريضة وشقيقاتى بين جدران غرفة فقيرة فى حى يتفجر الشقاء والبؤس من بين جنباته، ويلون القهر والمرض قسمات وجوه القاطنين به، بلا مال يقينا شر العوز والحاجة وسؤال العالمين، لا سند يحمينا من الأيادى الطامعة فى أعراض نساء لا رجل لهن ولا قريب، فبِتُّ أبحث عن الأمان فى وجوه المتقدمين لخطبتى، وحينما طلب زوجى أن أكون له رفيقة فى دربه قبلت بلا تردد، وللأسف صدقت ما نطق به الوسيط بأنه سيتقى الله فى، وسيصون عشرتى، وسيحسن معاملتى، وسيوفر لى حياة كريمة مع أهله».

بعين تتفحص كل شيء يحوطها تابعت الزوجة الشابة حكايتها قائلة: «وافقت على الزواج منه، وقبلت بأن أتزوج فى «بيت عائلة»، وسرعان ما تمت الزيجة ليزاح الستار عن حقيقة زوجى، لأكتشف أننى تزوجت من رجل سليط اللسان، قاسى القلب، كان يتعمد سبِّى وإهانتى، وقذفى بسيل من الشتائم والألفاظ المشينة أمام أفراد عائلته، ويفرض عليَّ خدمة والده ووالدته وشقيقاته البنات، وليس لى حق الاعتراض، والمرة الوحيدة التى اعترضت فيها على ظلمه قال لى بنبرة متبجحة «أنا جايبك خدَّامة»، وهذا فتح الباب لأهله ليتعدوا بالقول والسب وأعطى لهم الفرصة لجرح كرامتى، فباتت والدته تتعدى على مع كل طلعة شمس

إذا عارضتها فى أى شيء، حتى وإن لم أعترض تتصنع المبررات التافهة من وحى خيالها لتتعدى عليّ وتستدعى بناتها ليشاركوها فعلتها، وللأسف ليس لى أحد يوقفهن عند حدِّهن، فوالدتى عجوز لا حول لها ولا قوة، وتؤمن بأن الطلاق من المحرمات، وأن الزوجة مكانها بيت زوجها ووجب عليها طاعته، وتنفيذ أوامره كافة، حتى يرضى عنها الله، مهما فعل بها حتى ولو كسرها وجرح أنوثتها وكرامتها، وجعلها تفقد الثقة بنفسها وتفكر فى الخلاص من حياتها كل يوم، وكذلك عليها الحفاظ على بيتها وكسب رضا حماتها، وهى لا تدرى كم بذلت من المحاولات للتودد والتقرب إليها وباءت بالفشل».

اختتمت الزوجة الشابة حديثها قائلة: «يا ليته اكتفى بما فعل بى، وأنه وأهله كانوا سببًا فى تدهور حالتى الصحية والنفسية، واننى أجبرت على ترك المنزل بل فُوجئت به ينذرنى بالدخول فى طاعته، واتهمنى بأننى تركت منزل الزوجية دون علمه، أو سبب يُذكر، وأنه حاول أن يعيدنى إليه لكننى رفضت، مستغلًا طبيعتى المسالمة التى لا تخشى الدخول فى صراع مع أحد، لكن يبدو أننى يجب عليَّ هذه المرة أن أتخلَّى عن تلك الطبيعة وأواجهه، فاعترضت على إنذار الطاعة خلال الـ30 يومًا، وهى المدة القانونية التى حدَّدها القانون للاعتراض، فلا يرضى أحد أن أعود إلى الجحيم مرة أخرى لأكمل مسلسل التنكيل بى، وها أنا أنتظر القضاء لكى يقول كلمته فى اعتراضى على إنذار الطاعة، ويعيد لى حقى وكرامتى التى سلبت على يد زوجى وأسرتى».