رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذبيحة الغيرة.. دنيا ذبحت جنا بسبب حب والدها

بوابة الوفد الإلكترونية

«دينا، وجنى» طفلتان شقيقتان كانتا تقيمان بعزبة «أبوعشري» لمركز الستامونى بالدقهلية.. الأولى تبلغ من العمر 14 عامًا والثانية 5 أعوام جمعهما صلة الرحم وفرقتهما «الغيرة» التى أطلت على حياتهما فأضاعت الطفلة الصغرى التى ربما لا تعرف عن الحياة شيئًا غير ملامح والديها وأشقائها وبعضًا من الكلمات التى ترددها بين الحين والآخر. ملامح الطفولة التى تبدو على الطفلة «جنى» كانت كفيلة ربما بالاطمئنان لخواطرها وأحلامها الصغيرة، لكن القدر وضعها فى موضع ليست مسئولة عنه، ولم يدر سوى فى خاطر شقيقتها الكبرى التى اعتقدت أن والدها يفضلها عليها فقررت التخلص من شقيقتها الصغرى لعلها تطفئ نيران الغيرة بداخلها.

مؤكد أن أحضان الشقيقة الكبرى «دينا» كانت تستوعب أنامل شقيقتها الصغرى «جنى» وكانت تمسح دموعها بين الحين والآخر فالفرق الزمنى بينها 9 أعوام كاملة، فهل سيظن أحد مهما بلغت قسوته القاسية أن تلفظ الشقيقة الكبرى هذا الحضن البريء لمجرد «غيرة»؟ لن يتصور أحد هذا السيناريو على الإطلاق فإذا كان ضد الفطرة الإنسانية الطبيعية فهو أيضًا ضد حسابات العقل والمنطق.

تدور الأيام وتلاحظ «دينا» أن والدها الذى يعمل عاملًا زراعيًا يفضل شقيقتها الصغرى عليها ويتعاطف معها فى أوقات عديدة، ويتسبب هذا الشعور فى بركان يغلى بداخلها وعلامات استفهام تتوالى وتتصاعد يوميًا فى داخلها ولا تبوح بهذا الشعور لأحد، لكن البركان يثور بداخلها كل يوم، حتى حانت اللحظة الفارقة، فبينما الطفلة الصغرى جنى تلهو مع صديقاتها بعد تناول الإفطار اختفت فجأة، وراح الأهل يبحثون عنها دون جدوى، وبعد أن يأس الأهل فى التوصل إليها قاموا بإبلاغ الشرطة التى كثفت جهودها لمحاولة الوصول إلى مكان الطفلة، وبعد أيام عثر الأهالى على الطفلة مذبوحة من رقبتها ومسجاة على وجهها وترتدى ملابسها بالكامل داخل حظيرة قريبة من منزلها.

وبدأ رجال المباحث فى تكثيف البحث والتحريات لكشف غموض الجريمة البشعة وبتعليمات من مدير أمن الدقهلية اللواء فاضل عمار الذى وجه بسرعة كشف ملابسات الحادث والقبض على المتهم.

وبسؤال والد الطفلة أكد تركه الطفلة تغط فى نوم عميق قرابة الساعة السادسة صباحًا وتوجه للعمل بالحقل، مشيرًا إلى علمه بالواقعة من أحد الأشخاص فحضر على الفور، وأكد أنه لا توجد خلافات سابقة له مع أحد ولم يتهم أحدًا بارتكاب الجريمة، أقوال الأب وضعت رجال المباحث فى حيرة، فهو لا يتهم أحدًا، والتحريات أكدت أيضاً عدم وجود خلافات بينه وبين أحد،

لكن شيئًا غامضًا أمام المباحث بدأ يتكشف من خلال فحص موقع الجريمة والأداة المستخدمة فى الحادث لتصل التحريات إلى أن مرتكب الجريمة البشعة الشقيقة الكبرى، حيث شاهد الجيران الطفلة جنى وهى تلعب مع شقيقتها الكبرى قبل اختفائها وقامت الشقيقة الكبرى بالاعتداء على الشقيقة الصغرى بالضرب المبرح حتى أغمى عليها ثم استلت سكينا من المطبخ وحملت شقيقتها على يديها وتوجهت بها إلى الحظيرة وذبحتها من رقبتها، خاصة بعد أن هددتها الشقيقة الصغرى بإبلاغ والدها فخافت «دينا» من رد فعل والدها لتعاطفه الدائم مع الضحية، فقررت التخلص منها، وعقب القبض عليها أفصحت المتهمة بأن السبب فى ارتكاب الجريمة تعاطف والدها الدائم مع شقيقتها الصغرى، وحبه المبالغ فيه لها وتفضيله عليها، بينما نفى الأب أمام المباحث تفضيل ابنته الصغرى على الكبرى، وأعرب عن اندهاشه من ارتكاب ابنته الكبرى لهذه الجريمة.

انكشفت الجريمة سريعًا، وسطرت «الغيرة» نهاية مأساوية للطفلة البريئة التى قتلت قبل أن تلتمس خطواتها فى الحياة وهى ربما لم تدر وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة الذنب التى ارتكبته حتى تلقى هذا المصير؟

وتساءل الجميع كيف حدث هذا وأى غيرة تلك التى تدفع فتاة بالغة عاقلة أن تقتل شقيقتها الصغيرة والتى هى فى مقام ابنتها لا أكثر.. وماذا تعرف عن الغيرة.. الحب أو التفضيل.. ومن المفروض أن تكون الطفلة مفضلة من الجميع حتى من أختها القاتلة فهكذا يكون حال الصغار دوماً يكونوا مفضلين وسط الأسرة.. ولكن هذا ما حدث، وتحول حال الأسرة إلى الحزن والندم بعد أن كان يقال إن هذا بيتنا سعيد بوجود «جني».