عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

- أطباء الموت..قتلوا هدير وطفلتيها التوأم

بوابة الوفد الإلكترونية

«فى منتصف أغسطس القادم.. كان من المفترض أن تحتفل هدير بعيد جوازها الأول بصحبة زوجها وتوءمها «جودى وجورى» ووسط عائلتها التي طالما حلمت وانتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر...إلا أن الحلم تحول إلى كابوس مفزع بعد أن قتل الإهمال هدير أثناء إجرائها عملية ولادة قيصرية فلقيت حتفها وجنينيها بسيف الإهمال الطبى.

«هدير» البالغة من العمر 20 عاماً لم تشتكِ من مرض قط وكانت تتمتع بصحه يحسدها الكثير عليها كلما علموا بحملها التوءم وممارستها حياتها بشكل طبيعى دون أي شكوى أصيبت في غضون ساعات بفشل كلوى وكبدى بسبب حدوث تسمم حمل نتيجة وفاة أحد طفليها دون أن يدرك الطبيب المعالج بالمستشفى ذلك مما ترتب عليه وفاة الجنين الآخر وإصابة الأم بتسمم حمل.

الحديث مع والدة هدير أمر مستحيل.. فهى فاقده للوعى منذ أن علمت بهذا الخبر المشؤوم، تستيقظ لدقائق.. تصرخ وتصرخ في أرجاء المنزل بحثاً عن ابنتها الوحيدة محتضنة فساتين وملابس حفيدتيها التي اشترتها هي وفلذة كبدها- هدير دون أن تعلما عما يخبئه القدر لهن.

أسرتها تموت ببطىء، تمر عليهم الأيام ثقيلة ومريرة لا يعلمون كيف يتحركون ولا إلى أين يتوجهون ولمن يلجأون، ولسان حالهم كيف سنقدر على مواجهة مافيا من الأطباء يملؤون الفضائيات بالكلام المعسول والحديث عن المثل وأيديهم ملطخة بالدماء.

يحكى محمد كمال والد الضحية، ويعمل عاملاً فى قرية سبرباى، مركز طنطا بمحافظة الغربية، تفاصيل الواقعة والدموع تنهمر من عينيه قائلاً: «شعرت نجلتى بآلام الولادة فاصطحبتها إلى أحد المستشفيات الخاصة بشارع النحاس بمدينة طنطا واستقبلها الطبيب المقيم بالمستشفى والذى قام بالكشف عليها وعمل سونار للاطمئنان على صحة طفليتها.. وقال لنا الطبيب كله تمام والأجنة بخير وعلى الأم العودة للمنزل ولا داعى للقلق ويمكن الانتظار حتى بداية الشهر التاسع لإجراء عملية الولادة فخرجنا مطمئنين إلا أن آلام المخاض عادت لهدير مرة أخرى فتوجهنا الى الطبيبة الخاصة «ش. م. ر» التي تتابع الحالة بقرية نواج فقامت بالكشف الظاهرى على الحالة وأكدت أن الحالة مطمئنة ولا داعى للولادة المبكرة.

وتابع «استمرت آلام الولادة فرجعنا إلى المستشفى مرة أخرى في الساعة الثامنة مساء وقام أحد الأطباء بالكشف على هدير بالسونار وصرخ قائلاً: «الأجنة متوفين وهناك جنين متوفى من عدة أيام تحلل وتسبب في وفاة الجنين الآخر وتسمم والدته وعندما قلت له كيف ذلك فقد أجرينا متابعة منذ يوم بالمستشفى وأكد الطبيب أن الطفلين بصحة جيدة فتجهم الطبيب وبدأ ينادى على الأطباء ويناقش معهم باللغة الإنجليزية ما حدث واصفاً الأمر بالكارثة، ثم طلب أحد الأطباء وهو ابن صاحب المستشفى وطبيب مشهور بالفضائيات إجراء بعد التحاليل وقام بإعطاء «هدير» جرعة بنج ليقوم بعملية استئصال الرحم لوقف النزيف دون أن ينتظر نتيجة التحاليل أو تجهيز ما تتطلبه العملية من دم وبلازما وطلبوا منا شراء تلك الأشياء أثناء العملية وبكميات كبيرة وأظهرت التحاليل فيما بعد حدوث فشل كلوى وكبدى.

وتم إدخالها الطوارئ على الفور بعد أن اكتشف طبيب آخر وفاة الأجنة وإصابة الأم بتسمم حمل.

وينخرط والد «هدير» في البكاء قائلاً: «أصيبت ابنتى بالتسمم وتم

دخولها لغرفة العمليات، حيث تم عمل ولادة قيصرية لإخراج التوءم من رحم الأم بعد وفاتهما وتعرضت «هدير» لنزيف حاد أثناء العملية وتم نقلها وهى فى غيبوبة تامة وتوقف الكبد والكلى وأصيبت بالتسمم، وطلب المستشفى منى ٢٥ ألف جنيه تكاليف العلاج وتلاعبوا في إقرار موافقتى على إجراء ابنتى عملية قيصرية لإنقاذ حياتها بدعوى أنه إجراء روتينى يتم إجراؤه في كل الحالات ثم قاموا بتزوير تقرير بموافقتى على إجراء العملية رغم أنها مهددة بالموت وأنكروا دخول الضحية يوم 5-6 وإجراء عملية ولادة قيصرية.

ويلتقط شقيق الضحية طرف الحديث من والده قائلاً: «في تمام الساعة الواحدة أعطونا الأجنة لدفنها وظلت شقيقتى بغرفة العمليات حتى الثالثة صباحاً ثم خرجت إلى غرفة العناية المركزة مباشرة في حالة فقدان للوعى ومع تدهور حال ترك أطباء العناية المستشفى ولم يقم أحد بمتابعه الحالة لأكثر من 6 ساعات ولم يحضر أي طبيب إلا بعد أن اتصلنا على الشرطة لإثبات الإهمال الواضح وعدم وجود أي طبيب لمتابعة الحالة وتم إعطاؤنا شهادة وفاة طبية لاستخراج تصريح بالدفن من مكتب صحة طنطا وقام مفتش صحة أول طنطا بالشك في شهادة الوفاة وانتقل للمستشفى للكشف على الحالة لمعرفة أسباب الوفاة وأصر على تحويل الموضوع لنيابة طنطا أول للتحقيق في الإهمال الجسيم بالمستشفى مدير.

ويؤكد محمود كمال، عم الضحية على تمسكه بحق نجلة شقيقه مهما كلفهم الأمر معبراً عن حزنه لوفاة «هدير» في ريعان شبابها وهى التي كانت تملأ المنزل بهجة وسعادة.

ويسترجع عم الضحية آخر حوار دار بينه وبين «هدير» قائلاً: عاتبتنى هدير مازحة قبل وفاتها بأيام قليلة لأننى أعطيتها عيدية لها وحدها، دون أن أعطيها لتوءمها الراحل قائلة: فين عيدية جودى وجورى كما كانت تطلق عليهم، فكانت لا تتوقف عن التفكير والحديث عنهم ومستقبلهم.

ويصمت العم برهة بعد أن أجهش بالبكاء قائلاً: «حرام والله ما حدث، ذنبها إيه هدير عشان تتبهدل كل البهدلة دى وننحرم منها، مؤكداً تمسكه بمساءلة القائمين على المستشفى الخاص والطبيبة الخاصة التي كانت تتابع الحالة.