عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة أب.. يتخلص من طفله الرضيع بسبب بكائه في المنزل

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب – أحمد شرباش:

فى لحظة غضب نسى عامل بالحوامدية الفرحة التى غمرته، عندما علم بحمل زوجته، وكيف كان يريد أن يحملها من على الأرض إلى أن تضع له ولى العهد الذى سيحمل اسم عائلته، وأنهى حياة طفله الرضيع بعدة لكمات بسبب كثرة بكائه وصراخه وفشله فى إسكاته.

تفاصيل تلك الواقعة دارت أحداثها داخل شقة بسيطة يقطنها عامل بمطحن بن وزوجته الفتاة العشرينية، برفقة رضيعهما «إسلام»، صاحب الـ4 أشهر، كعادة أى سيدة خرجت الزوجة لتقضى بعض احتياجات المنزل من السوق، وتركت رضيعها بين يدى والده ظنًا منها بأنه ستكون أكثر أماناً من أن تحمله على كتفها أثناء ذهابها إلى السوق، لكنها لم تكن تعلم بأنها تركته بين أيدى شريرة لا تعرف معنى للرحمة وتتناسى كل شىء فى لحظة غضب، وأنها ستعود لتجده قتيلاً وجثة هامدة.

ودعت الأم رضيعها بعد أن أطعمته وتركته يلهو على يد والده وأوصته بأن يرعاه حتى عودتها، وتركتهما على أمل أن تنهى احتياجاتهما فى أسرع وقت وتعود بلهفتها وشوقها إلى رضيعها الذى ينتظر حضورها ليرتمى بين أحضانها، وتضمه هى إلى صدرها ضمة تحتاج اليها أكثر مما يحتاج هو لها.

بعد انصراف الأم، بدأ الرضيع فى البكاء وحاول الأب إسكاته لكن كل محاولاته باءت بالفشل، وتملكه الغضب من صراخ الرضيع الذى أتعب أذنيه وأصبح لا يقوى على سماع صوته، نظر الأب إلى طفله وعامله على أنه شخص بالغ يرفض الانصياع لأوامره، فقرر معاقبته بلكمة قوية فى الوجه لعله يكف عن البكاء، فزاد صراخ الرضيع وزادت ضربات الأب المجنون حتى طحن والده عظمه، وكأنها حبات من البن الذى اعتاد على طحنها يومياً بمكان عمله.

بعد ساعة عادت الأم من السوق متلهفة لحمل رضيعها لإرضاعه لكنها لم تجده كما تركته وتغيرت ملامح وجهه وتبدل لونه إلى الأزرق مع وجود بقع حمراء، ضمت الأم رضيعها إلى صدرها وعيناها تذرفان بالدموع «لازم نروح بيه المستشفى» ليبرر الأب فعلته «مبطلش زن».

فى محاولة لإخفاء جريمته أقنعها الأب بأنها كدمات بسيطة ستختفى بعد يوم أو اثنين لكن الأمر ازداد سوءاً، وتدهورت صحة الرضيع بعد أن انكسرت عظمه فى وجهه البرىء، فلم تجد الأم بديلاً سوى إنقاذه بحمله إلى أقرب مستشفى، لكن لم تستقبله المستشفيات القريبة منها لسوء حالته وطالبوها بالتوجه إلى مستشفى أبوالريش المتخصص فى علاج الأطفال.

بعينين تذرفان الدموع وقلب متعلق بالدعاء ولسان لم يهدأ من طلب النجاة من الله توجهت الأم إلى المستشفى لتنقذ رضيعها، الذى فتك به أبوه إلا أنها كانت بين نارين لمحاولتها

فى الوقت نفسه عدم الإبلاغ عن زوجها، بعد أن وصلت إلى المستشفى، شك الأطباء فى إصابة الطفل ولم يقتنعوا برواية الأم التى حاولت أن تخفى عنهم الحقيقة حتى لا تخسر زوجها وطفلها وأخبرتهم بأنه سقط أثناء نومه من على السرير.

عدة ساعات قضاها الطفل تحت الأجهزة فى محاولة لإسعافه «كنتوا فين من أول ما وقع الطفل حالته سيئة» لكن جسده النحيل لم يتحمل الألم كل تلك الأيام وفارق الحياة دون أى ذنب اقترفه سوى أنه رزق بأب قلبه من حجر لا يعرف الحب ولا معنى الأبوة، ولم يجد الأطباء بديلاً سوى إخبار قسم شرطة الحوامدية بالواقعة لكشف غموضها.

«فيه طفل على جسده آثار تعذيب» بمجرد أن تلقى رجال المباحث البلاغ انتقلوا على الفور إلى المستشفى لمعاينة جثة الضحية وكشف المتسبب فى إزهاق روح البرىء، تقابل رجال المباحث مع والدة الطفل فظلت على نفس روايتها لكنها فى النهاية انهارت بعد الضغط عليها «أبوه اللى قتله» وبدأت فى سرد تفاصيل الواقعة ووجهت تهمة قتل طفلهما إلى الأب.

أمام رجال المباحث وقف الأب يعتصره الحزن لكنه بدا متماسكاً «ما أقصدش أقتله.. لكن ماعرفتش أسكته».. عدة لكمات فقط وجهتها إليه ليصمت عن الصراخ الذى تواصل منه دون انقطاع، ولأننى متعب وأريد الراحة فقدت أعصابى ولم أستطع السيطرة على نفسى من هذا الصوت الخارج من هذا الصغير، ضربته حتى صمت ولم أكن أقصد قتله بالطبع فهو ابنى وفرحة عمرى ولكن هذا ما حدث.. وانتهى به الأمر إلى حجز مركز الحوامدية لانتظار الحكم بتهمة ضرب طفله الرضيع حتى الموت.

عادت الأم فارغة اليدين دون طفل ودون زوج ودون حياة.. البيت فارغ.. الجدران باردة.. ماتت الحياة!