عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النساء قادمات.. هل تحول ضرب الأزواج إلى ظاهرة

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

كتب:أحمد البحراوي.

هل كلهن طائعات صاغرات؟، هل كلهن حمل وديع والرجال هم الذئاب؟، إنه رداء تتوارى خلفه بعض المطالبات بحقوق النساء، لتؤكد أنهن ضعيفات وصاحبات حق مهدور في هذا المجتمع الذكوري الذي على حد قولهم يميل للرجل على حساب المرأة.

لكن هل حقا هذه الحقيقة؟ هل النساء مظلومات والرجال ظالمون وجبارون؟، جاءت إحصائيات حديثة صادرة عن محاكم الأسرة لتكشف الستار عن واقع آخر غير المعلن على الرأي العام من اضطهاد النساء، ولتزيح الساتر عن قضايا يحاول أصحابها التستر عليها، أملًا فى اتخاذ إجراء مناسب لإصلاح الأحوال وللتصدي لهذه الظاهرة.

 %66 من النساء يعتدين على أزواجهن بالضرب نسبة مخيفة ونذير شر قادم، جاءت احصائيات المحاكم من وقع القضايا التي تنظرها يوميا من خلع وطلاق، ما يعني أن النسبة ليست ممثلة للمجتمع ككل ولكنها تمثل القضايا المعروضة أمام المحكمة، ولكن لا تخلو من إشارات أن قضايا المحكمة ما هي إلا انعكساس لوضع مجتمعي بدأ واضحا على الساحة.

وأوضحت إحصائية محكمة الأسرة الأساليب المستخدمة في الضرب منها "الحزام، أدوات المطبخ،الأحذية، اليد، العض" وأن بعض النساء تلجاء للمنوم لتخدير ازواجهن، ليعاقبهن أزواجهن بالضرب أو الحرق أو عن طريق استخدام الدبابيس والأدوات الحادة، ليتركن آثارًا فى أجسادهم لا يعرفون مصدرها عند الاستيقاظ.

وفي نفس الصدد أعلن مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة، أن المرأة المصرية تحتل المركز الأول على نساء العالم في ضرب زوجها بنسبة تقدر بـ 28% وتليها في الترتيب أمريكا بنسبة بـ 23%

والسؤال هنا هل انقلبت الصورة الذهنية لـ"سي السيد"  تحل مكانها الـ "ست أمينة"؟، وهل تغير الحال داخل البيوت المصرية بالقدر الذي فقد الرجل أمامه رجولته وأصبح يتقبل الأهانة من زوجته كشيء عادي معتاد؟

بل وجاء في إحدى الدراسات أن معظم الأزواج المضروبين يحمد الله على تلطف زوجته به الذي يجعلها تضربه داخل البيت وبين جدران أربعة!

عن هذا جاءت دراسة للدكتور السيد عوض أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة قنا، تقول إن أكثر من 50% من الرجال المصريين معرضون للقتل على يد زوجاتهم، لتظهر في الصورة فكرة" قطعيه وعبيه في أكياس نايلون" ، ولكن يبقي السؤال لماذا وصل الأمر إلى هذا الحد وما الحلول؟.

وعقب الدكتور وائل أبو هندي، أستاذ الطب النفسي بجامعة

الزقازيق على الدراسة قائلًا "كلنا نتعرض للعنف رجالا ونساء وأطفالاً ولا بد لذلك أن تكون له ردة فعل"، ليؤكد أن عنف الرجل ضد المرأة قديم ومعروف ،وهناك قوانين كثيرة تجرمه وتحاربه، بينما عنف المرأة ضد زوجها أو ما يعرف بـ"العنف النسائي" ويتم بطرق مختلفة مثل السحر (الخيانة، العنف اللفظي والمعنوي، الحرمان من الرعاية، الحرمان من العلاقة الزوجية) وكلها طرق نسوية لعقاب الرجل ولكن بشكل مستتر وخفي، ولكن بخصوص العنف النسائي الجديد الذي اتخذت فيه النساء منطلق الرجال في القديم ليستخدمن الضرب كأوضح صورة، فهو كما سماه هندي" عنف نسائي أسري على الطريقة الرجولية"، وإن كانت نتائج الدراسات العلمية تشير أحيانًا إلى أن العنف الأنثوي ضد الرجل لا يزال أقلَّ دموية من عنف الرجل، وأحيانًا أخرى تشير إلى عنف أنثوي أكثر دموية وأمضى كارثية من عنف الرجل ضد المرأة، وأكد هندي تقبل الوضع لأنه أصبح واقعا ملموسا قائلا: "فباختصارٍ أصبح عندنا عنف نسائي أسري على الطريقة الرجولية".

وأكد "الهندي" أن بحكم عمله كطبيب نفسي أستمع لاعترافات أزواج تحملوا عنف زوجاتهم واعتدائهن عليهم بالضرب والعض أحيانًا، واستنتج أن الرجل الذي يتحمل عنف زوجته الجسدي ليس بالضرورة أن يكون مصابًا بالمازوخية او يتمتع  بإلحاق الألم أو الإذلال به، فقد تكون المرأة مريضة باضطراب شخصية أو شكاكة لدرجة الجنون وتضرب أحيانًا ويتحمل الرجل ولا يشكو، مشددًا على أن هناك رجالا يتحملون عنف زوجاتهم تحت تأثير عوامل عديدة منها النفسي والاجتماعي والاقتصادي.