رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غول الإدمان.. محمد ذبح والديه بسبب الكيف

بوابة الوفد الإلكترونية

فى مساء يوم مشئوم، وليلة قاتمة لن تمحى تفاصيلها من مخيلة «محمد» الشاب العشرينى، أبد الدهر، منذ أن وطئت قدماه منزل العائلة إذا بهدوء يخيم عليه مستديرا يمينا ويسارا لم يجد والديه فجميع الأبواب مؤصدة والنوافذ مغلقة.

ذلك المنظر البشع كان كفيلا ببث الرعب فى نفس «محمد» إلى أن رأى دماء على الأرض، فظل متتبعاً آثارها حتى وصل إلى نهايتها هناك عند دورة المياه التى كانت قد أحكم إقفالها لكى لا يدخلها أحد ليصدم بوجود جثتى والديه غارقتين فى دمائهما، وفى وصف المشهد من الداخل كان هناك الكثير من الدماء وعلى الأرضية تمدد والدا «محمد» جثتين هامدتين وكان وجهاهما نحو الأسفل، يرتديان كامل ملابسهما، تنزف الدماء من جروح طعنية متفرقة بالصدر والبطن لديهما، وإلى جوارهما تقبع ملابس داخلية بيضاء اللون مدممة وفانلة ممزقة فهرع إلى الخارج يصرخ: أخى «عبدالرحمن» قتل أبى وأمى.

فأبطال قصتنا «أحمد» رجل فى الستينات من عمره، موظف بالمعاش وزوجته «ليلى» امرأة فى الخمسينات من عمرها، أفنيا شبابهما وحرما أنفسهما من كل شىء لتوفير حياة كريمة لأبنائهما، شيّد الزوج بقطرات عرقه بيتا، وهوّن وجود أبنائه حوله متاعب الدنيا، توسم فيهم خيراً يدخره لعمره القادم، باغتته الدنيا وأحالت حلمه النبيل لكابوس قاس، متمثلاً فى ابنه «عبدالرحمن»، ذلك الفتى العشرينى الذى وسوس إليه الشيطان وجعله مدمنا للمخدرات فبدلا من أن يكون عونا ومعينا لوالديه أصبح مصدر شقائهما، وعبئا ثقيلا، فيوماً تلو الآخر يحدث مشادات بينهم ويقوم بالتعدى عليهما للحصول على مبالغ مالية لشراء المخدرات، حتى وصلت المشادات ذروتها فى يوم وقوع الجريمة البشعة.

وفق رواية «محمد» شقيق «عبدالرحمن» لم يكمل تعليمه الثانوى ومتعثر دراسيا لمروره بظروف نفسية بالغة الصعوبة وكان دائم الشجار مع والديه، وأن المتهم كان يتعاطى أدوية مخدرة لعلاج الأمراض النفسية خاصة مع مروره بنوبات عصبية حادة أكثر من مرة، وتجعله غير متزن نفسيا ودائم التعدى على والديه، للاستيلاء منهما على مبالغ مالية لشراء المخدرات، وسبق قيامه بسرقة الهاتف المحمول الخاص بوالده والتعدى عليه بالضرب.

أفاق القاتل من شروده على سؤال وكيل النيابة الذى يجلس أمامه وبصوت مبحوح قائلا: المخدرات دمرتنى وليس لدى من الأموال لأقوم بشرائها فلم أجد أمامى

إلا والدىّ فبدلا من أن أكون سندا لهما كنت عبئا عليهما، ومشاجرة وراء مشاجرة معهما فهما بقلبهما الطيب يريدان خلاصى من إدمانى للمخدرات وأنا كنت قدرهما، أجبرهما وأذلهما وأستولى على أموالهما بدم بارد وأتطاول عليهما بالضرب.

وكمهزوم طأطأ برأسه أرضاً وقال مقاوماً دموعاً تكاد تنهمر: قبل اليوم المشئوم حدثت مشادة بينى وبينهما لرفضهما إعطائى مبلغا ماليا لشراء المواد المخدرة ولكن وسوس لى الشيطان فقررت التخلص منهما وحانت اللحظة المنتظرة فكانت والدتى جالسة بمفردها بالمنزل ووالدى بالخارج وقمت بإحضار سكين المطبخ وطعنتها فى رقبتها ثم عدة طعنات متفرقة بجسدها حتى سقطت أرضا وفارقت الحياة وبعد الانتهاء منها انتظرت عودة أبى من الخارج وما أن دخل المنزل حتى عاجلته بطعنة فى رقبته وعدة طعنات متفرقة نافذة بالسكين فى جسده وسقط أرضا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وبعد موتهما سحبت جثتيهما إلى دورة المياه وغيرت ملابسى الملطخة بالدماء والممزقة من آثار مقاومتهما لى وتركتها بجوار الجثتين ثم أحكمت غلق باب دورة المياه وذهبت كالمجنون إلى غرفة نومهما وقمت بسرقة 3 هواتف محمولة خاصة بوالدى وبعض متعلقات والدتى الذهبية ودفتر توفير وبطاقة رقم قومى وهربت إلى أحد أصدقائى بمدينة المنصورة بعدما ألقيت بأداة الجريمة بأحد المبانى المهجورة حتى تم القبض علىّ.

وما لبثت عيناه أن غرقت بدموع القهر فدفن وجهه بين كفيه محاولا دفن كابوس يحياه بعد أن تأكد أن الطريق الذى التمس فيه حياته سيشهد خطواته الأخيرة نحو النهاية الأبدية.