رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالمستندات.. رحلة مريض باءت بالفشل.. والسبب كيس دم

مصطفي ضحية الاهمال
مصطفي ضحية الاهمال الطبي

 كتب- على الشريف:

اعتاد مصطفى صاحب الـ 29 عامًا على العمل منذ صغره وتنقل فى أعمال صغيرة حتى استقر به الحال فى العمل بمصنع خراطة وبعد أن قضى بداخله عدة سنوات تعرض لحادثة وسقطت قطعة حديدة على ظهره كانت سببًا فى  بداية تفشى الأمراض بجسده بعدما تم إهماله وعدم تلقيه العلاج اللازم بالسرعة المطلوبة.

التقى محرر  الوفد بالضحية أثناء جلوسه على رصيف قضبان السكك الحديدية، وعلامات الحزن والقهر تشكل ملامح وجهه فأقتربنا منه وبدء فى سرد حكايته البائسة والمتوقفة على المال لإكمال علاجه، وفور وصول القطار تم مساعدته فى الركوب ليفاجئ الجميع أنه غير قادر على الجلوس ليتم رفعه ووضعه فى المكان المخصص لحقائب الركاب  ليستكمل حكايته.

"يارب نفسي في كيس دم " كلمات قالها مصطفى بعد رحلة شاقة داخل مستشفي جامعة الإسكندرية فاستقل القطار المتجه للقاهرة أملًا فى الحصول على  كيس الدم من مستشفيات القاهرة ولكن  قلة المال ونقص الدم حال بينه وبين علاجه وإسعافه فعاد مرة أخرى للقطار ولكن فى تلك المرة متجهًا إلى منزله فاقدًا للأمل فى الحياة.

نهش المرض جسد مصطفى فى بداية حياته والبداية كانت بعمر 5 سنوات عندما أصيب بمرض السكر وعرفت الأمراض طريق جسده حتى أصيب بالفشل الكلوى وسرطان الرئة، تطور الداء وتفشى فى جسده حتى تطلب إجراء بتر فى أصابع قدمه لازدياد الأمر سوءا.

بعيون تملأها الدموع واصل مصطفى حديثه مؤكدا أنه منذ 5 أعوام تعرض لغيبوبة وتم نقله إلى القصر العينى وبعد أيام من إسعافه تفاجى بالفاجعة الكبرى، بعدما جلس وحيدًا داخل غرفته ينتظر أبويه للاطمئنان عليه، حتى علم أنه لقيا مصرعها فى حادث سيارة أثناء ذهابهما للاطمئنان عليه داخل المستشفى ليلفظا أنفاسهما الأخيرة وقلبها مليء بالألم على نجلهم الوحيد ويتركوه وحيدًا قى الدنيا يصارع مرضه دون المال الكافى بعدما تخلى الأهل والأصحاب عنه.

 تابع مصطفى  حديثه قائلًا: "المرض تسبب فى بتر أصابع قدمي وكان بسبب غرغرينه نتجت بسبب الأهمال الطبي في مستشفي جامعة الإسكندرية ويواصل أنه استطاع أن يقاوم مرض الصغر  والتحق بالعمل في إحدي ورش الخراطة  التى كانت سبب أزمته الصحية بعدما سقطت قطعة حديدية على ظهره وأصيب بكسر في العمود الفقري ولم يجد أحد من المسؤلين داخل مستشفي جامعة الإسكندرية يهتمون به ثم مع مرور الوقت وقلة الرعاية الطبية أصيب بمرض الفشل الكلوي ثم أمراض مزمنة فى الكلي.

"كل شوية دم دم دم ومش عارف أجيب الدم ولو في دم بتذل للدنيا علشان أجيبه".. كلمات عبر بها مصطفى عن استيائه من الإهمال الناتج بسبب فقره، ليضيف من المؤسف أن الخدمات كافة داخل مبنى المستشفى قائمة على "البقشيش" ويجب أن تدفع من أجل الرعاية والخدمات الكاملة داخل أروقة المستشفى.

ونوه مصطفى عن صعوبة الحصول على كيس من الدم داخل المستشفى مما يدفعه إلى التنقل بين العديد من المستشفيات بحثًا على هذا الكيس من بينهما مستشفى الدمرداش والقصرالعيني نظرًا لعدم وجوده داخل المستشفي وارتفاع سعره.

كما أكد أن كثيرًا من أطباء مستشفى الدمرداش يقفون بجانبه عند عمل "أشعة الرنين والمسح الذري" وأن تلك الرعاية لم يجدها داخل مستشفى جامعة الإسكندرية إلا أن كيس الدم هو الأزمة الوحيدة وأيضا لم يجده داخل مستشفي الدمرداش إلا أن "مصطفي "كان يعتمد على التبرعات التي

كانت تمثل الدخل الوحيد له".

كما أضاف أن سعر كيس الدم في مستشفى إسكندرية الدولي بسموحة وصل لـ 690 جنيهًا أما في المطرية إن وجد فبلغ ثمنه 750 جنيهًا والمعادي 1250 جنيهًا.

كما أوضح أنه لايملك شقة سكنية للعيش فيها وهو موجود دائما داخل محطة سيدي جابر بالإسكندرية وأنه يتيم الأب والأم يتمني من الله أن يقف بجانبه ويحنن قلب البشر عليه اختصر الكلام والأمنيات قائلًا "كل ما احتاجه هو كشك اشتغل وأعيش فية علشان أصرف فيه على علاجى".

الأوراق والمستندات الطبية الصادرة من مستشفى جامعة الإسكندرية التى تبرز حالة مصطفى وحصلت عليها "الوفد" مدون عليها أنه لا بد من سرعة نقل دم وإجراء الغسيل الكلوى ومدون بأعلى الصفحة: " لايوجد فصائل دم A b  سالب  وفصيلة الدم  بـ 690 جنيهًا فى مستشفى المطرية وأوقفوا علاج المريض تاركينه يصارع الموت بحثًا عن كيس دم  على الرغم من أنه لا يملك فى جيبه ثمن تذكرة القطار.

لا يزال الفشل الكلوي من أكثر الأمراض تأثيرًا على حياة المرضى نظرًا لكونه يصحب المريض مدى الحياة ويتطلب منه متابعة يومية وقضاء أوقات مديدة من عمره في أروقة يغسل دمه من الشوائب التي كانت تقوم بها الكليتان بشكل صامت ودون ضوضاء، إذ إن المريض الذي يحتاج إلى غسيل الكلى يمضي من عمره 576 ساعة سنويًا في المستشفى لغسيل الدم بمعدل 4 ساعات للجلسة الواحدة، مما يترك لديه أضرارًا كبيرة نفسية واجتماعية، ناهيك عن الكلفة الاقتصادية التي تنجم عن التغيب أو الانقطاع عن العمل.

وحذّر أطباء من تزايد عدد المصابين بالفشل الكلوي بسبب ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري الذي يعاني منه أكثر من 19% من السكان في الدولة، وتكون الإصابات باعتلال الكلى بسبب الاضطرابات التي ترتبط مع مرض السكري، ومن أهمها إصابة الأوعية الدموية الصغيرة في الكليتين واختلال وظيفة تصفية الدم من الشوائب وتدهور وظائف الكلى، التي تتطور إلى الفشل الكلوي التام.

«مصطفي» حالة من الإهمال الطبي لابد من التوقف عنده والحساب لكل مخطئ ومقصر وجاهل في عمله حتى لا يصبح الغلابة من خلق الله في بر مصر ضحايا لجهل أطباء لا يحملون من الكلمة سوى اللقب.