رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيد النساء.. عروس تدفع زوجها لذبح والده

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كتب: أحمد سلامة

محمود مزارع بسيط يعيش في قرية محلة على إحدى قرى مدينة المحلة الكبري بمحافظة الغربية لم ينل أي قسط من التعليم وأنهى فترة التجنيد وحياته ليس فيها سوى الحقل والجلوس لبعض الوقت على المقهى مع الأصدقاء، الأب مزارع والأم فارقت الحياة منذ بضعة أشهر وله شقيق أصغر يدعى محمد.

الأب يحاول جاهداً أن يقوم بدور الأم في تجهيز الطعام وغسل الملابس وترتيب المنزل وغيرها من متطلبات الأسرة إضافة إلى مساعدته لابنه الأكبر في الحقل، وبعد مرور عدة أشهر على وفاة الزوجة نصح الأصدقاء الأب بالزواج لكي تكون بالمنزل سيدة تتحمل المسئولية وتقوم على خدمته هو أبنائه.

بعد تفكير عميق يرفض الأب الفكرة ويفضل ابنه الأكبر محمود على نفسه ويعرض عليه أن يتزوج هو لم تطرأ له فكرة الزواج على بال ولكنه بدأ يفكر جدياً فيها بعد أن تلقى العرض من الوالد، خاصة وأنه أصبح شاباً وأنهى الخدمة العسكرية إضافة إلى احتياج المنزل لسيدة.

اختمرت الفكرة في عقل محمود وبدأ يبحث عن بنت الحلال التي ستشاركه حياته وتريح والده من رحلة العذاب اليومية والإشراف على متطلبات الأسرة، وفي إحدى ليالي الصيف وتحت ضوء القمر الساطع كان محمود يجلس كعادته مع أصدقائه على المقهى ومرت من أمامهم «هدى» إحدى فتيات القرية تعمل في أحد مصانع النسيج.

بدأت ضربات قلب محمود تتزايد وأحس بأحاسيس لم يشعر بها من قبل وحاول أن يوقف نفسه من النهوض ومغادرة المقهى لكنه لم يستطع، وظل يتابع الفتاة حتى تعرف على مكان منزلها.

بدأ الحب يدق أبواب قلب محمود واستمر لعدة أيام في متابعة «هدى» أثناء ذهابها للعمل وعند عودتها للقرية، كعادة أبناء الريف لم يحاول محمود أن يتحدث إلى الفتاة التي خطفت قلبه وعقله من اول نظرة، ولكنه فضل أن يدخل البيت من بابه وأخبر والده بأنه عثر على ضالته المنشودة، وأنه يريد الارتباط بها.

غمرت الفرحة قلب الأب عندما أخبره محمود برغبته في الارتباط بهدى، وقال له «خير البر عاجله»، وسأل عن والد الفتاة وأرسل إليه وفقاً للأعراف والتقاليد الريفية أنه سيزورهم، تجهز محمود وارتدى أفضل ثيابه ووضع الطيب على جسده وملابسه وذهب لطلب يد فتاة أحلامه.

رحب والد هدى بالضيوف كما رحب بعرضهم الزوج من ابنته وطلب مهلة «قصيرة» للتشاور والرد، ظل محمود ينتظر الرد بفارغ الصبر وكلما دق الباب هرع مسرعاً ظناً منه أنه والد العروس أو مرسال من طرفه إلى أن تحقق مراده وقدم للمنزل والد هدى ليخبرهم بقبول طلبهم ويدعوهم للتعارف على الأسرة والاتفاق على تفاصيل الزواج.

طار محمود فرحاً وجلس مع والده للاستعداد لطلبات أسرة العروسة من مهر وشبكة وأثاث وخلافه.

عاش محمود أسعد أيام حياته أثناء فترة الخطوبة مع هدى وأحس أنها الهدية التي منحها الله إياها لتعوضه فقدان حنان الأم وتريح الأب من كافة الأعباء المنزلية، تحدد يوم عقد القران والزفاف واختلى محمود بمعشوقته هدى وعبر كلاهما عن مدى حبه واشتياقه وسعادته بالآخر.

مرت الأيام والأسابيع ومحمود وهدى في قمة السعادة والوالد هو الآخر سعيد لسعادة ابنه رغم تجاهل هدى له وعدم اهتمامها بنظافة غرفته ومتطلباته، بدأت المشاكل تدب بين الزوجين عندما طلبت هدى من محمود العودة إلى عملها في مصنع النسيج، وأنها ملت من الجلوس في البيت واشتاقت إلى صديقاتها وزميلاتها.

رفض محمود رفضاً قاطعاً فكرة عودتها للعمل حالتهم ميسورة، أصرت هدى على طلبها في العودة للعمل بالمصنع وأصر محمود على الرفض، وبدأت المشاكل تعكر صفو الحياة الزوجية بينهما.

ازداد إهمال هدى لوالد محمود لاعتقادها أنه هو السبب الرئيسي في رفض محمود فكرة عودتها للعمل، بدأت تهمل ملابسه وغرفته ولا تهتم بتجهيز طعامه والوالد في حالة سكوت تام خشية أن يوقع بين ابنه وزوجته.

بدأت هدى في التفكير في حيلة شيطانية للتخلص من الأب الذي يقف في طريق تحقيق أحلامها من وجهة نظرها، فهو المتحكم في كل شىء، اعتادت هدى على الشكوى لمحمود من بخل أبيه في إعطائها

مصروف البيت وفي الحياة البسيطة التي تحياها مع زوجها رغم كونهم ميسورى الحال.. حاولت هدى إقناع محمود بأن يطلب من أبيه بيع جزء من الأرض الزراعية وشراء شقة بمدينة المحلة ولكن طلبه قوبل بالرفض من قبل الوالد.

ظلت هدى تكيد المكائد للوالد المسكين الذي ضحى بنفسه من أجل سعادة ابنه لتجلس يومياً تهمس في أذن محمود أن والده هو الذي يقف في طريق سعادتهما، وأن حياة المدينة تختلف تماماً عن حياة القرية.

وأن بيع الأرض الزراعية وشراء شقة وعمل مشروع تجاري سيجعله رجل أعمال يعيش حياة مختلفة وسط مجتمع راقٍ يختلف تماماً عن مجتمع القرية الذي تربى فيه.. بدأ محمود رويداً رويداً يقتنع بفكرة زوجته وحاول أن يقنع والده بالفكرة لكن العجوز الذي يعشق أرضه، ويعتقد أن من يفرط في أرضه كمن يفرط في عرضه رفض الفكرة تماماً ونهر محمود وطلب منه أن ينسى فكرة بيع الأرض تماماً.

بدأت هدى في استخدام كيد النساء وممارسة كل أساليب الضغط على زوجها لتوهمه أن والده هو من يقف في طريقهما، وأن التخلص منه هو الحل الوحيد ليواصلا حياتهما ويعود الحب المفقود بينهما وترفرف السعادة من جديد على عشهما.

اخترق الشيطان أذن محمود فهو بين كفي كيد هدى شيطانة الإنس من جانب وشيطان الجن من جانب آخر الذي سول له أن قتل أبيه سيفتح له كل أبواب السعادة.

تناسى محمود أن أباه هو سر وجوده في الحياة وهو من فضله عليه في الزواج، استمع محمود إلى نداء الشيطان وترك نداء العقل والدين استمع إلى شهواته وملذاته وترك القيم والتقاليد والأعراف التي تربى عليها.

وضع محمود وهدى الخطة للتخلص من الأب عن طريق ضربه بآلة حادة فوق رأسه، وفقد على أثرها الحياة وحمله ليلاً وألقى الجثة بأحد المصارف القريبة من الحقل لإيهام الشرطة أن الجريمة بغرض السرقة من أجل سرقة المواشي، قام الأهالي بإبلاغ قسم شرطة المحلة بالعثور على الرجل صاحب الـ 60 عاماً ملقى في المصرف.

وتم تشكيل فريق بحث بالتنسيق مع مديرية الأمن وبعد الحصول على معلومات من أفراد الشرطة السريين عن وجود خلافات بين الضحية وابنه، تم إلقاء القبض على محمود وهدى وبعض تضييق الخناق عليهما اعترافا بارتكاب الحادث والتخلص من الأب من أجل بيع الأرض وشراء شقة وعمل مشروع بمدينة المحلة.. أحيلا إلى النيابة ولحين صدور القرار اقتيد محمود إلى سجن الرجال وهدى إلى سجن النساء، محمود يهذي بكلمات ليتنى لم أمش وراء أطماع الشيطانة زوجتي سامحني يا أبي.. أما هدى فقد فقدت كل شىء وكيد النسا لم يشفع لها، وأن الجريمة في النهاية لا تفيد.