عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رصاصة أمين شرطة قتلت «كريم» والداخلية فشلت في ضبطه

المجنى علية ليلة
المجنى علية ليلة زفافه

طلقة ميري عرفت طريقها إلي فمه فأسقطته علي الأرض ليودع الدنيا ويسلم الراية لفلذة كبده الذي سيبصر النور بعد 5 أشهر لتحمله والدته الأرملة المتشحة بحزنها علي زوجها الشاب القتيل وسط أسرته التي لم تجف دموعها علي نجلهم الأكبر.

نحكي قصة قتل كريم عنتر (33 سنة) نجار مسلح يسكن بدار السلام، ضحية الصدفة التي جعلته يمر بشارع علي حافظ بجزيرة دار السلام يوم 26 ديسمبر الماضي أثناء مشاجرة دارت بين طرفين أحدهما (محمد) أمين شرطة، وشهرته محمد فرخة وأخويه مصطفي وأحمد، والطرف الثاني (حسام أ. أ)، و(أحمد أ)، وأثناء المشاجرة تم تبادل إطلاق النار من أسلحة مختلفة حملها الطرف الأول والثاني.
جلس عنتر جاد الكريم 48 سنة والد كريم وسط أسرته، قبل أن يأتي الخبر الأصعب علي أسرته وهو «الحقوا كريم اتعور في خناقة» ليهرول الأب مسرعاً ويجد نجله علي الأرض تسيل من فمه الدماء، فحمله إلي المستوصف الذي أبلغه بضرورة نقله لمستشفي ذات إمكانيات كبيرة، فكانت النهاية في مستشفي القوات المسلحة، وبعد دقائق من الانتظار، جاءت الكلمة الكئيبة «البقية في حياتكم» ليصطدم بها عنتر ويتوقف لفقدان نجله الأكبر ويعود سريعا لوعيه ليبحث عن قاتل فرحة شبابه.
يحكي أبوكريم مأساته قائلا: إنه عاد لموقع الحادث ليعرف سبب مقتل ابنه، فأخبره شهود العيان بالمشاجرة وان كريم قتل نتيجة إطلاق النيران من جانب الطرفين المتصارعين أثناء مروره بالمصادفة من أمام المشاجرة، وأضاف: «أخبرني الشهود أن الشجار بدأ لخلاف علي قرص حشيش وهؤلاء اعتادوا فرض سطوتهم علي المنطقة بحماية من شقيقهم أمين الشرطة، وتوجهت إلي قسم شرطة دار السلام لتحرير محضر بالواقعة في نفس اليوم وأبلغت بمقتل ابنى في حوالي الثامنة مساء، وجاءت المعاينة في الثالثة فجراً، ورئيس المباحث محمود سمبل وعدني بالحصول علي حق ابني».
وأضاف والد كريم «الشرطة أهملت في جمع الأحراز وتعاملت باستهتار مع القضية، فالأهالي هم من قاموا بجمع فوارغ الطلقات النارية من الشارع وكانت عبارة عن 4 طلقات خرطوش و6 طلقات آلي ومثلها طلقات 9 مللي، وسلمتهم إلي رئيس المباحث بشكل شخصي، لكن

لم يتم تسليمهم ضمن الأحراز».
ويتابع: بعد يومين زرت رئيس المباحث لمتابعة سير القضية.. وسألته عن الأحراز فرد «الأحراز هتضعف موقف القضية مش هتقويه سيبك من الأحراز» فذهبت إلي النيابة العامة وأبلغت المحقق بقصة الأحراز فاستنكر الوضع وأكد أن القضية لم يأت بها أي أحراز، وطلب إحضار 4 شهور بدلا من 2 حتي يقوي موقف القضية، وتم سماع جميع الشهود الذين أكدوا مقتل كريم علي يد مصطفي شقيق أمين الشرطة.
ويختتم الأب المكتوم حديثه قائلاً: كل ما أتمناه أن يعود حق ابني لأحافظ علي دمه الذي ذهب هدرا وهو عريس لم يكمل شهره الخامس، فكان سندي في الدنيا وراح ضحية بلطجة يمارسها من يفرضون سيطرتهم علي المنطقة لكسب المال تحت حماية الشرطة التي تمتلك أعيناً في كل مكان وتأبي أن تعمل علي تأمين المواطنين، فقد حرموني من رؤية اللحظة التي ينتظرها كل رجل بفرحته بأول حفيد، وحرموا زوجته منه وحرموا طفله الذي سيأتي إلي الدنيا بعد 5 أشهر ليجد نفسه يتمياً».
أما سارة زوجة كريم، فقالت: في أسي: «كنت أجلس وسط أسرتنا ننتظر كريم وفجأة جاء لنا الخبر الأليم، نزلنا الشارع فأخد الناس يصبرونا وجرينا علي المستشفي وجدنا الكل حزينا والدموع في عيونهم جميعا ساعتها ما حستش بنفسي تعبت وفقدت الوعي، فهي حبيبي وزوجي وكنا ننتظر طفلنا، لكنه تركني وحدي بالدنيا وربنا رحيم بعباده».