عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خذوا الحكمة من «سواق التاكسى»

شاء حظى أن أكون فى مرمى كلام سائق تاكسى ركبت معه لمدة لم تتجاوز 7 دقائق لتوصية سريعة لولا خشونة الركبة لكنت قد أعفيت من حالة الدهشة التى انتابنتى من كلامه، ولكن رب ضارة نافعة فما قاله الرجل يكشف إلى أى مدى يتفشى الجهل وعدم تدقيق المعلومات لدى الكثير من المصريين وكذلك إلى أى مدى يردد البعض كلاماً من عينة: «هم قالوا وبيقولك وقالك إيه»، فى النهاية لا تعرف مصدر المعلومة الحقيقى التى فى الغالب لا هى معلومة ولا يحزنون هى مجرد كلام مرسل بلا أدنى منطق.

المهم أعود إلى حديث مرافق رحلة السبع دقائق بعد أن أعلمنى أن العداد عطلان وأن الدنيا زحمة والحاجة غالية.. جاءت المعلومة المؤكدة عن لسانه «بيقولوا الحكومة هترفع المرتبات من أول يوليو الجاى 80%  والحكومة قالت للتجار اعملوا اللى أنتم عاوزينه وارفعوا الأسعار لحد 200%»، كان ردى عليه: «مين اللى قال كده؟».. قال لى: «بيقولوا»، استبعدت أن أخرج منه بمصدر صريح لما يدعيه طبعاً، فقلت له: «والحكومة هتجيب منين علشان ترفع المرتبات دى الظروف صعبة والبلد حالتها الاقتصادية مش ولابد ولسه قدامنا شوية».. فقال العالم ببواطن الأمور: «اللى قالوله كل حاجة البورصة فيها سيولة الحكومة هتاخد من البورصة»، طبعاً مع المعلومة الرهيبة والعبقرية التى ساقها الرجل ليبرهن على صحة كلامه، ما كان منى إلا أن توقفت عن

الكلام تماماً، أولاً لأن المشوار خلص، ثانياً لأننى خشيت أن أقول له إن أموال البورصة لا علاقة لها بموازنة الحكومة وأنها أسهم لها أصحابها وأن.. وأن، وإلا لأتحفنى بالمزيد من السخافات التى لن أستطيع تحملها وسيكون ردى عليها هو أن أسارع بترك عملى بمجال الصحافة الاقتصادية لأننى اكتشفت بعد كل هذه السنوات وبعد كل ما نكتبه نحن معشر الصحفيين الاقتصاديين يمكن أن تدمره عبارات من عينة «بيقولوا» وأن انتشار الأمية الاقتصادية كارثة على مصر ربما تفوق كارثة أمية القراءة والكتابة، الأخيرة يمكن أن تمحوها برامج محو الأمية ولكن من يستطيع تدارك كارثة الأمية الاقتصادية التى أعترف أنها منتشرة حتى بين الطبقات المتعلمة، التى رغم متابعتها الأخبار لا تعرف على وجه الدقة الكثير من المصطلحات مثل التضخم والدين المحلى والخارجى والفرق بين الميزانية والموازنة التى أزعم أن بعض الإلمام بها سيكون له إثر إيجابى على المجتمع.