رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحياة الإلكترونيــة

رغم كل ما يقدمه العلم الحديث من ابتكارات تجعل الحياة سهلة وممتعة، أشعر دائما باللا راحة، لدرجة اننى أتساءل: هل هناك علاقة بين التسهيلات التى تقدمها التكنولوجية الحديثة لنا وبين تضاؤل الاحساس بالمتعة والبهجة والسعادة لماذا تزداد الحياة صعوبة وقسوة رغم كل التسهيلات التى أصبحت بين أيدينا متوافرة وممكنة وتصل الى المنزل «دليفرى». لم يعد الجديد المقدم لنا يأتينا على فترات متباعدة بل أصبحت المنتجات تقريبا كل يوم وقريبا كل ساعة. رسائل الكترونية تعلمك بالجديد فى عالم المتعة والخدمات تصل يوميا وعليك الاختيار ما بينها.

منذ عدة سنوات اعتقدنا جميعا أن قمة السهولة فى الهاتف المحمول الذى أصبح ساعة ومفكرة يومية ومدون اجتماعات ومترجم فى اليد ويجعلك على تواصل مع كل دول العالم وعلى اتصال بكل جديد يحدث فى التو واللحظة وتقبلنا تطوراته المستمرة التى جعلت الحياة سهلة جدا. ولكننا اكتشفنا أن مع تسارعها ضاعت البهجة والمتعة اتضح ان التأنى يجلب الهدوء والراحة النفسية واصبح من يطلب اجازة يكون أول شروطه واستعداداته فيها هى غلق الهواتف المحمولة وما شابهها المهم أن تفقد الاتصال مع العالم الخارجى ولو

لمدة يومين فقط.
لم تعد خدمات الحياة الالكترونية مرهونة فقط بالعمل وانجازه بل زادت لتقدم لنا قائمة بالتمارين الرياضية التى علينا القيام بها دون الحاجة إلى دخول صالة تمارين حتى اختيار ما تحب أن تقرأه فى الصحف أصبح ممكنا عن طريق تطبيقات الكترونية ومؤخرا اثبت التسوق الالكترونى نجاحا كبيرا وانتشر بصورة تدعو للتساؤل حول حجم الانشغالات التى أصابتنا لدرجة أصبحت متعة التسوق التى كان الجميع يحرص عليها بوصفها واحدة من فرص الخروج من بين جدران المنزل ومع ذلك تنازلوا عنها لصالح التسوق ونحن على كراسينا فى المنازل أو مكاتب العمل.
حتى خدمات تنظيف المنزل تقدم الان عبر الخدمات الالكترونية.
عذرا ماذا تبقى لنا لنتمتع بالحياة الحقيقية.. أعتقد أن الحياة الالكترونية على سهولتها أصبحت صعبة جدا.