رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحذيرات من اتساع فجوة الغذاء بالوطن العربي


حذر خبراء في المؤتمر السنوي للجمعية العربية للبحوث من ارتفاع أزمة الغذاء في الوطن العربي خلال السنوات القادمة. وقال الدكتور معين رجب عضو الجمعية إن الفجوة الغذائية العربية تزايدت خلال العقد الأول من الألفية الثالثة مقارنة بفترة التسعينيات من القرن الماضي‮. ‬وتقدر قيمة هذه الفجوة بنحو‮ ‬27‮ ‬مليار دولار للعام الحالي وتوقع ارتفاعها إلي‮ ‬44‮ ‬ملياراً‮ ‬عام‮ ‬2020‭.‬‮ ‬وقد تمثلت فجوة الغذاء في عدم قدرة الإنتاج المحلي الغذائي في البلدان العربية علي مواكبة الطلب المحلي الذي تتسارع وتيرة زيادته من عام لآخر لأسباب عديدة منها ارتفاع معدل النمو السكاني،‮ ‬وتحسن المستوي المعيشي لطوائف عديدة من المجتمع‮. ‬وعليه فإن الاكتفاء الذاتي العربي يقدر في الوقت الحاضر بنحو‮ ‬50٪‮ ‬فقط من مجموع الاحتياجات الفعلية‮.‬

 

وأرجع الضعف الإنتاجي إلي ارتفاع التكاليف من جهة،‮ ‬وانخفاض مستوي الإنتاجية من جهة أخري‮. ‬كما جاءت الارتفاعات الإضافية في أسعار الحبوب لتضيف أبعادا جديدة لأزمة الفجوة الغذائية العربية‮. ‬إذ تزايدت قيمة الواردات بأسرع من نمو الاحتياجات الكمية‮. ‬وقد ترتب علي ذلك حدوث عجز كبير في الموازين التجارية للسلع الغذائية وبخاصة الحبوب‮. ‬ثم أخذ هذا العجز في التفاقم لتصل كمية الواردات من الحبوب لنحو‮ ‬60‮ ‬مليون طن‮. ‬كما أصبحت الأسواق العربية من أكبر الأسواق استيرادا للحبوب علي المستوي العالمي،‮ ‬وانعكس ذلك علي مستوي الفقر في البلاد العربية التي تأثرت بموجبها شرائح عديدة من الطبقات الفقيرة وذات الدخل المحدود‮.‬

وتأتي هذه التطورات في أزمة الفجوة الغذائية بالرغم من الموارد الهائلة المتاحة للبلدان العربية،‮ ‬سواء من حيث مساحة الأرض الصالحة للزراعة أو القابلة للاستصلاح أو الأيدي العاملة الزراعية،‮ ‬أو رءوس الأموال،‮ ‬إضافة إلي التكنولوجيا الحديثة‮.‬

وقال‮ »‬معين‮« ‬إن بوادر الأزمة الحالية لم تكن مفاجئة أو وليدة السنوات المشار إليها بل إنها تعود إلي عشرات السنوات من قبل،‮ ‬فقد تم طرح العديد من الحلول سواء منها ما

يتعلق بالأوضاع الطارئة ذات البعد الاقتصادي قصير الأجل أو علي المستوي الاستراتيجي بعيد الأمد للسنوات‮ »‬2005‮ - ‬2006‮« ‬،‮ ‬أو علي مستوي القمم العربية التي تزايد اهتمامها بأزمة الغذاء العربي منذ قمة الجزائر‮ ‬2005‮ ‬مرورا بقمة الرياض‮ ‬2007‮ ‬وانتهاء بقمة الكويت‮ ‬2009‭.‬‮ ‬ولكن لم‮ ‬يحدث شيء‮.‬

وقال الدكتور سمير مصطفي مقرر المؤتمر إن أزمة الفجوة الغذائية العربية الحالية ليست قاصرة علي السلع الزراعية التي في طليعتها الحبوب والمحاصيل الحقلية،‮ ‬وإنما تمتد أيضا إلي أزمة المياه التي تتعدد استخداماتها في المجال الاستهلاكي المنزلي وفي المجالات الانتاجية الصناعية والخدمية والزراعية،‮ ‬ويأتي الري الزراعي في طليعة هذه الاستخدامات‮. ‬وحذر من سلبيات انفصال السودان عن سلة الغذاء العربي‮.‬

وقد أوصت دراسة بحثية للمؤتمر‮ - ‬بتسليط الضوء علي تجربة يوسف عليه السلام التي استندت إلي قيادة حكيمة،‮ ‬حازمة وواعية وسلوك إنتاجي واستهلاكي واستثماري رشيد في ظل تخطيط علمي مدروس قادر علي توظيف الموادر المادية والبشرية لمواجهة تحديات أزمة الغذاء‮.‬

وأوصت بزيادة الاستثمارات في الأراضي الزراعية وفي العنصر البشري الزراعي وكذلك في تفعيل الكم الكبير من قرارات القمم العربية والمنظمة العربية الزراعية ومراكز البحث العلمي،‮ ‬وغيرها من الجهات،‮ ‬خاصة أن الجزء الأكبر من هذه القرارات لم ير النور حتي الآن‮.‬