عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بين الحضارة و الاحتضار

رغم تشابه حروف كلمتى «الحضارة» و «الاحتضار» الا ان معنى الكلمتين مختلف تماماً، فبينما تعنى كلمة «الحضارة» ازدهار الانسانية بمعانيها السامية والبناء والرقى والحياة فإن كلمة «الاحتضار» تعنى الأفول والإشراف على النهاية – نهاية الحياة.

إن مصر التى عانت اشد المعاناة وبدت كأنها فى مرحلة الاحتضار الحضارى بفعل عقود طويلة من الاستبعاد وإهدار الكرامة الانسانية لشعبها الذى فقد الإرادة و الرغبة فى الحياة فإذا به يفاجئ العالم اجمع بثورة سلمية ابهرت العالم و أعادته الى ركب الشعوب المتطلعة لبناء حضارة تواكب الحالة التى يعيشها العالم اجمع وهو التحضير لمرحلة جديدة فى تاريخ البشرية وإرساء قواعد جديدة ثابتة غير قابلة للمناقشات الجدلية فيما يخص عمومية الحريات التى ارستها الامم المتحدة وكانت قاصرة لعقود طويلة على دول المصاف الاول حضارياً و أعنى بها الولايات المتحدة وأوروبا.
إن الحريات الممنوحة للغرب تضمن حرية الكلمة بمعناها المطلق لتصل الى حد التعامل مع الاديان و الانبياء بحرية وتوجيه النقد لهذه الاديان و هؤلاء الانبياء.
إن المحنة التى نعيشها فى ايامنا هذه وتتمثل فى إهانة كتابنا المقدس «القرآن» بحرقه او مهزلة «محاكمة الرسول» و عمل فيلم يسىء للرسول قام بإخراجه مجموعة من الدجالين و الأفاقين الموتورين، قد نكون قد شاركنا فيها بغير قصد وأعطينا اعداءنا الفرصة لإظهارنا فى ثياب الارهاب والتعطش لسفك الدماء وانعدام الرؤية و الظلم واستعباد النساء ومعاداة الغرب وقد قال الشيخ محمد عبده عند عودته من فرنسا إلى أرض الوطن «لقد رأيت فى الغرب إسلاماً بلا مسلمين ورأيت فى الشرق مسلمين بلا إسلام».
إن المسلمين فى عصرنا هذا نسوا أن الإسلام هو دين للبشرية جمعاء وأن سيدنا رسول الله هو رسول الانسانية وأنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق وأن سيد الأنام كان جاره اليهودى يسبه كل يوم فلما غاب عن السباب اليومى سأل عنه رسول الله – صلي الله عليه وسلم - فقيل له انه مريض فعاده (أى زاره فى بيته) ليطمئن عليه فخجل اليهودى من خلق الرسول الكريم و أعلن إسلامه.
إن الاعتداء على السفارات الأجنبية مع ما أظهرته الدول المعتدى عليها من ضبط للنفس يحسب لها قد وضع المصريين فى صورة غير متحضرة وأوضح للعالم أجمع فشل الثورة فى الانتقال الى مستوى ثقافى وحضارى راق يتمشى مع الأعراف والمواثيق الدولية فى شعب يفترض انه عرف الحضارة عندما كان العالم غارقا فى الظلام، ويحسب للعدو الإسرائيلى ما أظهره من حكمة و تفهم إبان مأساة اغتيال ابنائنا فى سيناء وما سمعناه من تعاون و تعطيل العمل باتفاقية السلام «الشق العسكرى» للسماح بتعقب و تطهير سيناء من البؤر الجهادية «الاجرامية».
إن سفارات الدول تعتبر قطعة من ارضها ولها سيادة كاملة عليها وإن كانت واقعة فى احضان الوطن وان سفراء الدول ما هم الا ممثلون لدولهم ومبعوثون يجب علينا حمايتهم وصون سيادة هذه الدول على سفارتهم حيث ان هذه الدول تعامل سفاراتنا وسفراءنا باحترام و تقدير وإذا

كانت الاعتداءات الغوغائية على السفارات هى من أعمال البطولة فإن المتوقع ان تقوم هذه الدول بإتاحة الفرصة للغوغاء - هذا بفرض ان الغوغاء موجودون بهذه الدول – للاعتداء على سفاراتنا وسفرائنا فى الخارج إعمالاً بمبدأ المعاملة بالمثل و إظهاراً للبطولة نفسها إن جاز التعبير.
إن الاعتداء على السفارة الإسرائيلية وتمجيد «الرجل العنكبوت» وهو الاعتداء الذى لم يسفر عن أى شىء له قيمه وطنية ومن بعده الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية والذى ترتب عليه سحب السفير السعودى وما اعقبه من اعتذارات شعبية ورسمية وإحراج شديد وتوتر فى العلاقات الاخوية. وما حدث مؤخراً من اعتداء على السفارة الأمريكية وحرق العلم الامريكى كل هذا من شأنه إظهار الشعب المصرى بمظهر التطرف والتخلف والجهل. إن انهيار النسيج الثقافى والاخلاقى على مر السنين الذى قابله استغراق التطرف الدينى فى المقابل يمكن ان يفرز من خلال 40 مليون مصرى يعانون من الأمية وتحت خط الفقر آلاف «الصيع» و«البلطجية» الذين يقومون بأعمال البلطجة حيث ان الذين يعانون من البطالة فى مصر حالياً لا يقلون عن 10 ملايين منتشرين فى ربوع مصر ومنهم فى العاصمة وحدها ما لا يقل عن 3 ملايين عاطل وطفل مشرد يشتركون فى هذه الاعمال الإجرامية على سبيل التسلية وشغل أوقات الفراغ.
كنت أود ان أرى ليس مليونية واحدة بل ملايين عديدة تصلى لله وتعتكف فى صلاة «لفك كرب» المسلمين و الدعاء لنصرة لسيدنا رسول الله بملائكة بدر «إن الله يدافع عن الذين آمنوا».
إن اسلوب الاحتجاج المتحضر الذى يظهر سماحة الاسلام وقوته هو المطلوب فى هذه المرحلة ولا ننسى أن السيدة العذراء الطاهرة أم النبى عيسى هى أشرف سيدات الجنة وان سيدنا رسول الله قال انه اتى ليتم ما بناه أخوه عيسى. إن المقصود هو الفرقة والفتنة و لكن ايها المسلمون تذكروا قول الرسول – صلي الله عليه وسلم - «من آذى ذمياً فقد آذانى».

مساعد رئيس حزب الوفد