رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احذروا الحرب العالمية الثالثة

بينما انشغل الشرق الاوسط بأحداث الربيع العربى وتساقط رموز الديكتاتورية العربية واحدةَ تلو الأخرى كانت هناك أحداث جسام تتبلور جزيئاتها لتصبح أزمة عالمية قد ينجم عنها صدام قد يتطور ليصبح حرباَ عالمية.

لم تكن زيارة السيد طيب أردوغان إلى مصر وليبيا مجرد زيارة تأييد ومشاركة لكنها كانت وليدة الأحداث الجسام والسحب الرمادية التى تتلبد وتتجمع فوق آسيا الصغرى وبحثا عن شركاء نجاح محتملين ولكن القائمين على وضع وتنفيذ برامج الإسلام السياسى والذين يأملونا فى الحصول على نسبة برلمانية يعدد بها انشغلوا بتعريف العلمانية ولم يرضهم تعريف السيد أردوغان لها فانفضوا من حوله بسذاجة سياسية وغفلوا عن الغرض من وراء الزيارة وهو تكوين جبهة اقتصادية سياسية فى ضوء المتغيرات وذلك لغياب الرؤية السياسية الدولية لدى أصحاب البرامج السياسية الإسلامية.
لقد انشغلت دول الشرق الأوسط بشئونها الداخلية وعجزت عن ربط ما يحدث بها مع باقى الأحداث التى تجرى على المسرح العالمى وإذا عجزت هذه الثورات عن قراءة هذه الاحداث وهو المطلوب فإن الشرق الاوسط سوف يهال عليه التراب لأنه بذلك يكون جثة هامدة لا رجاء فيها وهذه المقدمة ضرورية للأحداث التى جرت على المنوال الآتى:
- تم إقصاء تركيا عن الاتحاد الأوروبى لعدم توائمها مع نسيج الحضارة الأوروبية وعدم صلاحيتها لعضوية الاتحاد الأوروبى وكونها جسرا يصل بين الشرق و الغرب لا يؤهلها لعضوية الاتحاد الأوروبى.
- إن تنامى النفوذ السياسى والاقتصادى لتركيا فى جمهوريات القوقاز (تركستان – كازاخستان – أوزبكستان – قزغيرستان – طاجستان) ذلك النفوذ الذى ترجم الى نجاح اقتصادى قذف بتركيا الى العشرين الكبار (ذلك المنتدى الذى لا يتبوأ عضويته إلا الدول الناجحة اقتصادياَ) وهو ما كان مطلوباَ من تركيا لتتأهل وتكون عضواَ بالاتحاد الاوروبى و لكن ما اشبه اليوم بالبارحة . عندما قامت انجلترا و فرنسا بتحجيم الامبراطورية العثمانية إبان الحرب العالمية الاولى و تقطيع اوصالها.
- قيام فرنسا بدور جد خطير فى محاولة ليس فقط استبعاد تركيا من الاتحاد الاوروبى بل حصارها اقتصادياَ بمحاولة الاتحاد الاوروبى التقرب من دول جمهوريات القوقاز وإقناع جمهورية جورجيا بتغيير مسار خط البترول الذى يغذى أوروبا عبر تركيا و المسمى خط BTC بخط أنابيب آخر يمر الى اوروبا عبر بلغاريا مباشرة الى اوروبا و بذلك تفقد تركيا مصدراَ مهماَ للدخل الذى تحصل عليه جراء مرور البترول الروسى الى اوروبا عبر أراضيها.
- إن الوعود التى قطعها الرئيس ساركوزى للجالية الأرمنية المقيمة فى فرنسا والمتجنسة بالجنسية الفرنسية والتى لم يستطع الوفاء بها اثناء حملته الانتخابية فإذا به يحاول ان يتملق هذه الجالية الارمنية اثناء زيارته لجمهورية ارمينيا وذلك بتصريح مفاده أنه يجب على تركيا الاعتذار لشعب ارمينيا عن المذابح التى قامت بها الدولة العثمانية فى 1915 ضد الشعب الارمنى الذى كان جزءا من الامبراطورية العثمانية أسوة بشعوب كثيرة فى المنطقة وتناسى الرئيس ساركوزى المذابح التى قامت بها فرنسا فى الجزائر بلد المليون شهيد و لم يراع المثل القائل "من كان بيته من زجاج لا يجب عليه قذف الآخرين بالحجارة".
- كما ان تدخل الاتحاد الاوروبى فى الخلاف بين ارمينيا وأذربيجان على اقليم ناجورنوكراباخ لمن شأنه إكساب الرئيس ساركوزى بعض الشعبية المفقودة فى فرنسا كذلك فى اكتساب حظوة لدى جمهورية اذربيجان الغنية بالبترول والتى تحاول فرنسا استمالتها لاستكمال حصار تركيا اقتصاديا من الشمال .
-إن قيام الاتحاد الاوروبى بدور الوسيط غير الشريف فى الخلاف بين روسيا وجمهورية جورجيا على اقليمى (ارسيتيا و ابخازيا) و اللتين ترغبان فى الاستقلال عن جورجيا والانضمام لاتحاد الجمهوريات الروسية هو دور

مغرض وخبيث ففى الوقت الذى تقود فيه فرنسا فريق الواسطه الأوروبية وتقوم فرنسا بالتمهيد لضم كل من اوكرانيا و جورجيا الى العضوية الكاملة لحلف الناتو.
- سوف يتم نشر صواريخ حلف الناتو فى بولندا فى خلال عام 2012 وبذلك يتم حصار روسيا مرة اخرى واستكمال الطوق الصاروخى حول روسيا فى دول تعتبر الفناء الخلفى لروسيا وتهديداَ مباشراَ لروسيا وجمهورياتها ومما هو جدير بالذكر ان هذا الوضع مشابه للوضع الذى نشأ عندما نشر الاتحاد السوفيتى السابق صواريخه فى كوبا على بعد أميال بسيطة من الشاطئ الامريكى وذلك فى الستينيات من القرن الماضى وأقامت الولايات المتحدة الأمريكية الدنيا ولم تقعدها وضربت حصاراَ بحرياَ على كوبا وذلك لما فيه من تهديد لأمن الولايات المتحدة وأنا أرى ان الوضع متشابه ويجب على دول الاتحاد الاوروبى وذراعها العسكرى مراعاة ان روسيا الأمس ليست روسيا اليوم فقد قفزت روسيا قفزات واسعة فى المجال الاقتصادى والعسكرى وتجاوزت هذه الفوضى التى أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتى سابقاً.
- إن تحركات الاتحاد الأوروبى بزعامة فرنسا هى تحركات غريبة خاصة بعد النجاح الذى حققته كل من فرنسا وانجلترا فى ليبيا مما زاد من سقف طموحات الدولتين وسوف يؤدى فى نهاية الأمر الى ظهور أقطاب متعددة ومواجهة عسكرية محتملة خاصة ان الضغوط الدولية على ايران والحصار العسكرى بواسطة حلف الناتو حول روسيا وإقصاء تركيا من الاتحاد الأوروبى ومحاولة تحجيم الدور التركى فى دول القوقاز خاصة ان دول الشرق الأوسط الغنية بالبترول هى فى الواقع شريك استراتيجى للولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى الذى يلعب دوراً فى القيام بشن حروب بالوكالة ضد العناصر التى قد تسبب قلقاً للمعسكر الغربى فى حالة حدوث مواجهة محتملة بين أقطاب القرن الحادى والعشرين.
-إن اختفاء مئات الأسلحة النووية إبان سقوط الاتحاد السوفيتى وحصار روسيا وإيران وتركيا يجعل من هذه الدول حلفاء بالضرورة ويكسب إيران أهمية كبرى باعتبارها نافذة على دول الخليج الغنية بالبترول وسوف تكون هدفاً استراتيجيا فى حالة حدوث مواجهة محتملة لذا يجب على مصر مراجعة سياستها ورؤيتها للمسرح العالمى وعمل استيراتجية تتناسب مع الحداث وألا تستغرقنا الأحداث الداخلية فنصبح مجرد أوراق يلعب بها الكبار.
إن فشل القوى السياسية الدينية التى ليست لها رؤية سياسية دولية فى استثمار زيارة الطيب أردوغان لمصر يجب تداركه قبل فوات الأوان.
----------
وزير التنمية العمرانية بالحكومة الموازية الوفدية