رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«صندوق».. فايزة وفشلة أمريكا

الكاتب الأمريكي الأكثر اثارة للجدل توماس فريدمان قال في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» قبل أيام: «الولايات المتحدة الأمريكية قد «ترنحت» بشدة مع بزوغ ثورات الصحوة العربية التي انبثقت في العديد من الدول العربية كتونس ومصر وليبيا وسورية، والسياسة الخارجية الامريكية تجاه دول ما يعرف بـ«الربيع العربي» كانت سياسة فاشلة، فقد استخدمت سياسة «قطع الرأس» مع القذافي في ليبيا وفشلت، كما استخدمت سياسة التنازلات المتتالية مع نظام الأسد في سورية.. وفشلت، ودعمت بقوة الديموقراطية التي جاءت بالإخوان المسلمين في مصر، وثار الشعب وفشلت

السياسة الامريكية ايضا، وقبل ذلك جربت واشنطن مع العراق سياسة الغزو والاحتلال والتنازل وأيضا فشلت».
وتساءل الكاتب بما معناه: اذا كانت الولايات المتحدة لا يمكنها تجاهل الشرق الاوسط، أو بالمعنى الدارج «تسيبه ف حاله»، فهل الافضل اتباع سياسة الاحتواء من خلال العمل مع القوى الإقليمية للتصدي للأزمات، مع اتباع أقصى درجات الحرص والحذر في دول مثل العراق ومصر والجزائر؟
.. صراحة لا يمكن «تجاهل» ما يكتبه توماس فريدمان عن مصر خصوصاً، والشرق الأوسط عموماً، خاصة أن الجزء التحليلي الخاص بنوعية «التدخلات» وفشلها في كل مرة كان صحيحاً، تبقى مسألة «التعاون» مع «القوى الإقليمية» لتنفيذ سياسة الاحتواء، وهي تستحق التعليق.
.. لقد حاولت واشنطن بالفعل تجربة التعاون مع قوى إقليمية مثل «إيران»، وكانت النتيجة ما نراه في العراق من تمزق وتشرذم، ثم الصعود الصاروخي للوجود «الداعشي»، ومقابله نفوذ إيراني لا تخطئه العين، ثم أخيراً تعلن واشنطن أنها تفكر في تسليح العشائر «السنية» لوقف زحف «داعش» التي تنسب للإسلام السني، وهي لم تذبح سوى «السنة» أنفسهم حتى الآن!! ناسية التجربة القريبة جداً عندما

قامت بتسليح «الجيش الحر» في سورية، وما تواتر عن هروب قائده سليم إدريس، بعد أخبار عن اقتراب انهيار هذا الجيش الذي راهنت عليه واشنطن بالكامل، وبعد أن أمدته بالسلاح
والعتاد الذي وقع كاملاً في أيدي مقاتلي «الجبهة الإسلامية» وقتها.
والدلائل كثيرة على «سوء التقدير» الأمريكي  - وهو تعبير مهذب جداً  - فيما يتعلق بسياساتها تجاه مصر، ويكفي «التخبط» الذي ميز ردود فعل واشنطن منذ ثورة 25 يناير، مروراً بالمجلس العسكري، فحكم مرسي والاخوان، وصولاً الى مرحلة انتخاب السيسي.
وهذا يوصلنا الى بيت القصيد، وهو «سر» تعيين د.فايزة أبوالنجا مستشاراً للأمن القومي لرئيس الجمهورية، رغم عدم وجود خلفية عسكرية او مخابراتية لها!!.. إلا انها تحتفظ بمفاتيح «الصندوق الأسود» للوبي الأمريكي في مصر، وهو ما يعني ايضا أن الرئيس ذا الخلفية العسكرية يدرك تماماً أهمية وجود الخبرات غير العسكرية في منظومة الرئاسة.
.. والأهم من كل ذلك أن «أبواق» اللوبيين: الأمريكي في مصر والصهيوني في واشنطن، قد أطلقت صراخها اعتراضاً على التعيين.. ما يعني أنه – تأكيداً – في صالح مصر!!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.


[email protected]
[email protected]