رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«مصر القوية» بـ«الدستور» و«الأمة»

فاجأني صديقي الصحفي الشاب بسؤاله هل ستشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة تغييرا جذريا في تركيبة مجلس الشعب الذي شهدناه بعد الثورة؟
وهل ستشكل الاحزاب الجديدة التي ضمت تكتلات متباينة منافسا قويا لحزبي «الحرية والعدالة».. و«النور»؟ بحيث تنهي الاحزاب الجديدة حالة الاستقطاب السياسي التي انتهت بسيطرة «الحرية والعدالة» وحليفه النور على نصف مقاعد مجلس الشعب؟

استنفر سؤاله ذاكرتي.. وقلت له:
في اعتقادي ان احزاب: «الامة» الذي ينشئه الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، و«مصر القوية» الذي اطلقه الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح، و«الدستور» الذي اعلن عنه د.محمد البرادعي.. سيكون لها تأثير كبير في الانتخابات المقبلة، وما لم تسارع الاحزاب التي فازت بتمثيل نيابي قوي في أول انتخابات حرة ونزيهة بعد الثورة وهي احزاب «الحرية والعدالة» و«النور» و«الوفد» فسوف تتغير اوزانها النسبية في البرلمان القادم لأسباب عديدة.
فحزب «النور» سيخسر مقاعد لصالح حزب «الأمة» بسبب الأداء البرلماني غير المقنع لأعضائه خلال الفترة البرلمانية الوجيزة التي عاشها مجلس الشعب، والمشاكل التي وقعت في قمة الحزب وأثرت على قاعدته الشعبية، إضافة إلى الشعبية الكبيرة، والكاريزما «الطاغية» التي يتمتع بها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والتي ستؤدي لحدوث انتقالات واسعة من «النور» في اتجاه حزب «الأمة» الجديد.
وحزب «الحرية والعدالة»، صاحب الأغلبية البرلمانية الكبيرة، والذراع السياسية بجماعة الإخوان المسلمين، الأكثر تنظيماً والأقوى التزاماً، استشعر الخطر مبكراً، وبدأ بالفعل في اختيار «دماء جديدة» للترشح، والتخلص من بعض الوجوه السياسية التي لم تلق قبولاً حتى يحافظ على صدارته للمشهد السياسي، وحتى لا ينجح حزب «مصر القوية» في استقطاب شرائح من «شباب الإخوان» الذين لم يأخذوا فرصتهم كاملة خلال الفترة الماضية.
كذلك فإن الظروف الصعبة التي شهدتها مصر طوال الشهور الماضية، والتي حكم فيها «الإخوان» من

خلال «الحرية والعدالة» تجعل فئات كبيرة من الشعب تحملهم مسؤولية «البطء» في التخلص من الأزمات التي تواجهها البلاد على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد يكون من سوء حظ اي فصيل سياسي أن يتولى الحكم عقب الثورة، ويواجه مشكلات عديدة ورثها ولم يصنعها، لكنه - للأسف - سيتحمل مسؤولية عدم حلها أمام الناخبين، ما لم «يقنعهم» بعكس ذلك!
.. أما حزب «الدستور» الذي يتزعمه د.محمد البرادعي ويضم العديد من رموز الثورة مثل د.أحمد حرارة «مبصر الثورة»، والدكتور محمد غنيم، والدكتور محمد يسري سلامة (المتحدث السابق لحزب النور السلفي)، وجورج اسحاق منسق حركة كفاية السابق، واحد ابرز الرموز المسيحية على الساحة السياسية، وغيرهم.. فسوف يستقطب وجوهاً «ليبرالية» عديدة، وقوى سياسية تقليدية، ربما تخصم من رصيد حزب «الوفد»، الذي نتمنى أن يعود الى سابق قوته وعهده ليثري الحياة السياسية المصرية.
.. في كل الأحوال فإن ظهور أحزاب قوية، لها قواعد شعبية، وتقودها شخصيات تتمتع بالاحترام والقبول الشعبي، يصب في صالح مصر، ويدفع الأحزاب القائمة الى إعادة ترتيب أوراقها، والدفع بأفضل ما لديها من كوادر.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
[email protected]
[email protected]