عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعم قفزنا على الثورة

كلما تحدثت إلى أحد الليبراليين وصمني بهذه التهمة: أنتم قفزتم على الثورة. كيف تسيطرون بعد ذلك على لجنة وضع الدستور؟ أليس شباب الثورة أمثال حرارة ووائل غنيم أحق من الكتاتني ومحمد يسري بكتابة دستور الثورة؟

ولا أبالغ إن قلت إن مثل هذه السجالات تذكِّرني بالصحابيين الجليلين أبي ذر الغفاري وخالد بن الوليد رضي الله عنهما. تمهلوا من فضلكم فثمة علاقة وسأروي لكم القصة.
لا يخفى عليكم أن أبا ذر الغفاري كان أحد المسلمين الأوائل، فقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم سرا بمكة وخرج ليجهر بإسلامه في وجه قريش فضربوه حتى كادوا أن يقتلوه لولا تدخل العباس عم النبي، كما ورد بصحيح البخاري.
لقد شارك أبو ذر في الثورة بالمفهوم الليبرالي منذ بدايتها وكاد أن يدفع حياته ثمنا لإيمانه بها. وبالمفهوم ذاته، بات الصحابي الجليل مرشحا وبقوة لدور في الدولة الإسلامية الجديدة بعد سنوات من التضحية. لقد طلبها فعلا من النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: ألا تستعملني؟ ولكن الإجابة جاءت على غير المتوقع: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة.
إنها رسالة لكل من يظن أن قيادة الدولة لابد أن تكون بأسبقية الحجز في الثورة، وأن التفاضل بين الناس يحدده تاريخ اللحاق بها.
وعلى النقيض، يتخلف خالد بن الوليد عن الثورة فالرجل لم يشهد بدرا وحارب المسلمين في غزوة أحد وكان سببا رئيسيا في هزيمة المسلمين وسقوط عشرات الشهداء ومنهم عم النبي حمزة. إنه مثال للوقوف في وجه الثورة.

موقف يستدعي على الأقل استبعاد الرجل من أي دور في الدولة الجديدة.
لكن النبي مع كل هذا يقول عن خالد: ما مثله يجهل الإسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيراً له، ولقدمناه على غيره!
ويسلم خالد في السنة الثامنة بعد الهجرة (بعد ثمان سنوات من نجاح الثورة)، ويوليه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش المسلمين ليصير أميرا على من تجرعوا مرار التعذيب ببطن مكة ودون أن يعترض أحد.
أيها الليبراليون.. واجهوا أنفسكم وسلوها بصدق هل أنتم الأكثر تنظيما وقدرة على إدارة البلاد؟ هل تملكون حتى القدرة على التأثير في الشارع؟
أيها الليبراليون.. لن ندافع عن أنفسنا بعد اليوم. لن نحدثكم عن معاناتنا في معتقلات أمن الدولة. لن نحتفظ بمقاطع الشيوخ: محمد عبد المقصود وفوزي السعيد ونشأت أحمد لنثبت لكم مشاركة السلفيين في الثورة منذ يوم 28 يناير. سنقول لكم: نعم قفزنا على الثورة لأننا كإسلاميين الأكثر تنظيما والأقدر على قيادة مصر. سنحيا كراما.