رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان والجنازة الناصرية!

رصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط ضمن ما غطته من مشهد جنازة المرحوم خالد عبدالناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أن الجنازة لم تشهد حضوراً من جانب الإخوان والسلفيين!،

ورأت في ذلك أن العداء التاريخي بين سلطة عبدالناصر والإخوان هو الذي حال دون حضورهم جنازة النجل!، ولما كان الإخوان شأن سائر البشر يمكن لهم أن يتسامحوا ـ أو لا يتسامحوا ـ فيما حاق بهم خلال حكم عبدالناصر مما هو ليس بالقليل ولا الخصومة السياسية العادية، فإنني أحمد الذين لا يندهشون لعدم تسامح الإخوان مع حكم عدوهم التاريخي ـ عبدالناصر ـ حتي في الموساة عندما يتوفي الله نجل هذا الزعيم!، ولست أندهش من ذلك ليس لما لاقاه «الإخوان» علي يد سلطات حكم عبدالناصر من تنكيل وتعذيب وحتي الاعتقال الدائم وأحكام الإعدام في القضايا التي حوكم فيها أعضاء جماعة الإخوان ـ وهي كثيرة ـ فكان الإعدام حكماً تكرر في هذه القضايا، فهذا من الحلقات الدامية التي كانت أبشع ما لاقاه جميع خصوم نظام عبدالناصر من اليمين إلي اليسار!، وإذا كان الشيوعيون قد ضمتهم جميع السجون والمعتقلات وعلاقتهم بسلطة الثورة التي راحت تتراوح بين الشد والجذب، مما انتهت بالحزب الشيوعي المصري إلي المبادرة بحل الحزب رسمياً في الستينيات وتعاون معظم فرسان اليسار المصري مع النظام الذي رأي فيه اليسار نظاماً اشتراكياً يعادي الاستعمار وإسرائيل، مما أشاع جواً من «التسامح» اليساري مع نظام عبدالناصر حتي بعد رحيله!، وكان البعض من اليساريين، ومازال، يدين بالولاء لأفكار عبدالناصر رغم كل ما أذاقه نظامه للشيوعيين المصريين ويسار مصر عموماً!، ومما كان يأخذه الكثير من السياسيين علي اليسار المصري الذي تسامح فيما جري له

علي يد عبدالناصر، ورغم فحشه في بعض الحالات!، ولكن الإخوان ظلوا علي ثبات أفكارهم، وترابط جماعتهم واستمرارها رغم حظرها الرسمي والذي استمر إلي العهد القريب الذي سقط في 25 يناير.

ولكنني لا أري في موقف الإخوان من رحيل الزعيم نفسه أو ذوي قرباه غير أنه رافد من موقف نظام عبدالناصر نفسه في مسألة رحيل الخصوم السياسيين أو من يمت لهم بصلة!، فكلنا يتذكر ـ مثلاً ـ كيف منعت الجماهير واعتقل الكثير منها عندما أرادت السير في جنازة الزعيم الراحل مصطفي النحاس!، كما أن نظام عبدالناصر كان يمنع المعتقلين من الخروج لتلقي العزاء في أقرب المقربين إليهم أو السير في جنازاتهم، كما أن الخصومة بين سلطة عبدالناصر والرئيس الأول لجمهورية مصر محمد نجيب قد حالت دون سير الناس في جنازة الرجل، أو مجرد زيارته في المسكن الذي حددته سلطة عبدالناصر لإقامة الرجل حتي مات محمد نجيب نسياً منسياً!، وأذكر ذلك وغيره للعبرة ليس إلا!، حيث يتحول البشر إلي دائن ومدين، فترد الديون إلي أصحابها من ذات النوازع، حيث لا جناح ولا تثريب علي البشر كافة!