رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أصحاب الأموال ومساعدة مصر

بعض المعلومات المتوافرة لدي أن الصندوق الذي فتح حساباً باسمه لدعم مصر من أبنائها بالتبرع لها يعاني قلة الإقبال علي إمداده بما تيسر من المال!، وكنت قد قرأت من أسابيع أن هذا الصندوق الذي أعلن عنه - ورقم حسابه معلوم للكافة - لم يتجاوز التبرع له مبلغ 71 مليون جنيه!،

وهذا مبلغ زهيد بالفعل، إذ أنه - وبحسب أن ضمنه تبرعات من مصريين بسطاء الدخل - يصبح ما تبرع به أصحاب الثروات في مصر مجرد «سد خانة» و«ذرا للرماد في العيون»!، فهذه الثروات إنما كانت حصيلة عمل واستثمار داخل مصر، وبرعاية تسهيلات وقوانين سوغت لهؤلاء سهلت تكوين هذه الثروات داخل مصر!، وهم يعلمون أنهم في الظروف العادية التي تعيش فيها مصر - ما قبل 52 يناير - كانت الناس - ومازالت - تعاني شظف العيش وشح ما تحصل عليه من الدخل، ومصر في مجملها العام تعاني تفاوتاً فلكياً في الدخول يجعل الهوة سحيقة ما بين السفح والقمة!، وما أبعد الشقة بين ثروات تحققت للبعض بالمليارات، وأغلبية ساحقة لم تصل حصيلتها من دخلها المحدود إلا جنيهات لا تفي بمتطلبات الحياة الضرورية!، ومع ذلك فقد أقبل بعض مواطني مصر بنخوة واستجابة فورية إلي التبرع بالقليل الذي تملكه وتستطيع التنازل عنه!، ويصبح هذا بالقياس إلي حصيلة التبرعات التي أعلن عنها في الصندوق معبراً عن روح لم تتحل بها القلة الأعلي ثراء!، وكان أولي بهذه القلة أن تقدم أكثر وأكثر من أجل مصر! خاصة أن البعض من هذه القلة كان يدفع قبل ثورة 52 يناير الملايين ابتغاء مرضاة ذوي سلطان العهد الذي سقط!، ويدفع الملايين تبرعاً لمشروعات تافهة

في بعضها تبناها أصحاب السلطان، وملايين كثيرة ذهبت إلي الحزب الحاكم المنحل حتي يحظي المتبرعون بها بالانضمام إلي قافلة المرشحين علي ذمة الحزب للانتخابات المزورة!

وحتي لا تكون هناك شبهة تعتيم فيما أقول، فإننى أذكر هنا لبعض الشركات الوطنية أنها قد فضلت أن تساهم بأموالها في تقديم خدمات جليلة مثل توصيل مياه الشرب إلي القري، وإيجاد 002 ألف فرصة عمل للمتعطلين، وباب المشروعات للإسهام مازال مفتوحاً علي مصراعيه لمن يريد من أصحاب الشركات التي تدفع الملايين يومياً للإعلان عن بضائعها التي يشتد عليها الطلب في رمضان وغير رمضان!، لكنني لا أكاد أصدق أن هناك من ضنوا ببعض ملايينهم أو ملياراتهم علي مصر بما يساوي أو يناسب ما أعطتهم مصر!، وهي في عثرتها الاقتصادية التي تحتاج فيها كل قرش!، ولا أتصور أن هناك أشقاء عرباً لنا قد قدموا المساعدات العاجلة لمصر إبان ثورتها تقديراً واحتراماً، ثم يحجم البعض عندنا فيضن علي بلاده بما يمكنه من المساعدة!، وعلينا أن نتذكر جميعاً أن مصر الثورة تستحق منا كل عون!، بل هو واجبنا الأصيل نحوها ما بقيت وبقينا.