«التعذيب الأمريكي» سياسة دولة!
انفجار حزمة جرائم التعذيب التي مارستها عناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ضد سجناء عدد من السجون ومراكز الاحتجاز الطويل التي تضع الوكالة أيديها عليها داخل أمريكا وخارجها في بعض الدول التي تمارس عليها أمريكا سيطرة الحركة العسكرية في باكستان وأفغانستان وغيرهما من الدول التي كانت القوات الأمريكية تحتلها احتلالاً صريحاً مثل العراق!،
ثم تبني الولايات المتحدة الأمريكية لفكرة «التعذيب بالوكالة» التي مورست في بعض الدول- ومنها مصر «مبارك»- هذا الانفجار مؤخراً ترتبت عليه عناصر حرج بالغ للإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما!، ولا تشفع عملية الإيذان الرسمي بمناقشة تقرير التعذيب الذي مارسته وكالة المخابرات وعرض ملخص له في 500 صفحة من أصل 6000 صفحة تحوي التقرير كاملا!، فالأصل في الموضوع أن هناك عناصر قامت بأساليب تبعث علي الاشمئزاز لانتزاع اعترافات من السجناء الذين كانوا موضع اشتباه بعد تفجيرات 11 سبتمبر بواسطة طائرتين داهمتا برجي التجارة العالمي في نيويورك مما أدي إلي سقوط أكثر من 350 قتيلاً وجريحاً كانوا داخل المبنيين!، وذكر التقرير أن هذه العناصر والتابعين لها مارسوا هذه النوعية الشاذة من تعذيب المقبوض عليهم في سجون «أبو غريب» العراقي، وغيره من السجون التي تخضع لإدارة أمريكية عبر وكالة المخابرات الأمريكية، ويحكي البعض ممن خضعوا لهذا التعذيب المثير للاشمئزاز في معتقل «جوانتانامو» الأمريكي عن الأهوال التي تعرضوا لها خلال مدة السنوات التي مرت عليهم معتقلين دون أن يخضعوا لأي محاكمة عادلة أمام أي قضاء!.
ولكن انفجار حقائق التعذيب «الأمريكي» لا يعني أكثر من أن الإدارة الأمريكية «الديمقراطية» الحالية سوف تفعل ما يمليه عليها «ضميرها» وهي التي تعتبر نفسها المدافع الأول عن حقوق الإنسان في العالم مدعية أنها وحدها حاملة لواء مناهضة التعذيب في العالم!، وهي التي تعطي لنفسها الحق في توجيه الأسئلة بشأن هذين الموضوعين والتطورات الجارية بشأن التحقيق فيهما بعد تحريها الوقائع الخاصة بذلك!، وقد قدمت صحيفة «تلجراف» البريطانية خمسة أسباب تمنع الإدارة الأمريكية من اجراء أي تحقيق في الوقائع التي فجرها تقرير تعذيب عناصر الوكالة الأمريكية للاستخبارات والضحايا الذين تعرضوا لذلك!، وقد نشرت جريدة