عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

أصبحت السنون تمضي‮ - ‬ولو لعقد كامل من الزمان‮ - ‬علي قضية تتطلب حكماً‮ ‬قضائياً‮ ‬ناجزاً‮ ‬يعيد الحقوق لأصحابها ويضع الحق في نصابه سواء بين متقاضين من الأشخاص العاديين،‮ ‬أو بين مواطنين وقرار مجحف اتخذته الحكومة فيما يخص ملكية مستقرة لهؤلاء المواطنين،‮ ‬ومن المعتاد أن نري أن قراراً‮ ‬لوزير من وزراء الحكومة يجري تنفيذه علي الفور مما يخلق أمراً‮ ‬واقعاً‮ ‬جديداً‮ ‬يخل بالملكية المستقرة لمواطنين أو يمنعهم من ممارسة حقوق طبيعية لهم‮!‬.

‬وعندما يلجأ هؤلاء المواطنون إلي القضاء كي ينصفهم من إجحاف هذا القرار الوزاري أو ذاك بحقوقهم،‮ ‬إذا بأمد التقاضي يطول‮! ‬وعادة ما يطيل أمد التقاضي المحامون من مستشاري الوزير أو شئون وزارته القانونية،‮ ‬وقد قرأت في‮ »‬الوفد‮« ‬يوم الاثنين الماضي ما يصور مثالاً‮ ‬صارخاً‮ ‬علي أمد التقاضي الذي يطول ويستغرقه النظر في طعن لمواطني منطقة بأكملها علي قرار لوزير الثقافة،‮ ‬فقد جاء في قرار للوزير‮ - ‬منذ عشر سنوات بالتمام والكمال‮ - ‬بحظر أعمال البناء والترميم لمنازل منطقة نزلة السمان بالهرم،‮ ‬مما حدا بمواطني المنطقة وملاك أراضيها إلي التقدم بطعن علي القرار أمام محكمة القضاء الإداري،‮ ‬وفيما قرأته بالوفد أن المحكمة قد أجلت نظر الطعن‮ - ‬وبعد مرور عشر سنوات عليه‮ - ‬إلي أول شهر مارس القادم،‮ ‬وقد مضت عشر سنوات علي مواطني المنطقة وملاك أراضيها لا يستطيعون التصرف في ملكياتهم للأرض أو ترميم وتحسين منازلهم في حدود القانون الذي يخول لهم ذلك،‮ ‬وهو الأمر الواقع الذي خلفه قرار وزير الثقافة بحظر ذلك،‮ ‬وبات علي المواطنين المتضررين من قرار الوزير والطاعنين عليه انتظار ما يسفر عنه نظر دعواهم بالطعن في مارس القادم،‮ ‬وبعد عشر سنوات من انتظارهم‮!‬

ولست أقصد بما أكتبه التأثير‮ -

‬أي تأثير يذكر‮ - ‬علي ما ستذهب إليه محكمة القضاء الإداري من قبول الطعن،‮ ‬أو إصدار حكم يؤيد قرار وزير الثقافة،‮ ‬أو إنصاف المواطنين الطاعنين علي القرار،‮ ‬ولكنني أكتب‮ - ‬وقد سبق لي شخصياً‮ ‬أن اكتويت بطول أمد التقاضي‮ - ‬ولست في هذا وحدي بالطبع،‮ ‬ولكن تداول قضية ما كل هذه السنين أمام المحاكم يعني أن هناك طرفاً‮ ‬قد خلق أمراً‮ ‬واقعاً‮ ‬جديداً‮ ‬يشعر فيه خصم هذا القرار أنه قد طال انتظار حكم في القضية يحسم الأمر وينصف هذا الطرف أو ذاك،‮ ‬خاصة أنه في حالة قرار وزاري حكومي يقف في مواجهته مواطنون لا ينتظر في تنفيذه صدور حكم ينهي القضية،‮ ‬بل القرار الحكومي نافذ من لحظة صدوره،‮ ‬وإذا كان لمواطن أن يخرق قرار الحظر الذي أتي به القرار الحكومي كان في هذا مخالفة لقرار وزاري يعاقب عليه المواطن،‮ ‬وهكذا يستمر الضرر علي طرف،‮ ‬في حين أن الذي أصدر القرار الوزاري قد توخي مصلحة عامة ارتآها في إصدار القرار،‮ ‬وبموجبه يسري التنفيذ علي الفور،‮ ‬وما دام المتضرر قد لجأ إلي القضاء فعليه أن ينتظر،‮ ‬وما نرجوه ألا يطول الانتظار‮!‬