المبالغات التي كرهها السيسي
كنت- ومازلت- أشعر بثقة غير محدودة في أن دعوة الغالبية الشعبية للمشير عبدالفتاح السيسي للترشح لانتخابات الرئاسة سوف تحسم باستجابة ايجابية من جانب المشير، دونما نظر مني
إلي احتمال اعتذاره عن تلبية هذا المطلب الشعبي!، وإنما كانت ثقتي في استجابته تعود إلي شعوري بأن أحاسيس الرجل ومشاعره لابد أن تفي بمطلب الغالبية الشعبية التي لن يخذلها الرجل الذي لا شك يقدر ويشعر بأن استجابته «مطلب وضرورة ملحة» كما كان العنوان الذي اخترته لمقال سابق لي عن المشير، وقد لفت نظري ما قرأته- نقلاً عن السيد عمرو موسي- ما صرح به عقب مقابلته مؤخراً للمشير عبدالفتاح السيسي الذي ذكر في المقابلة: «ان المشير قد عبر عن تقديره للتأييد الكبير من جانب قطاعات عريضة من الشعب المصري علي مستوي الجمهورية لترشحه للرئاسة، ولكن المشير مع ترحيبه بذلك قد لفت إلي انه لا يتفق مع مبالغة البعض في إظهار هذا التأييد»، ولعل المشير في هذا التصريح المنقول عنه قد عبر عن شيء من الضيق في صدور كثيرين ممن تابعوا المبالغات والتهويلات التي ذهب إليها الذين عبروا عن تأييدهم للسيسي ومطالبتهم له بالترشح للرئاسة!، وكنت واحداً من الذين تابعوا الكثير من سخافات المبالغة والمداهنة والنفاق الذي تحفل به كتابات وشعارات التأييد للسيسي!، ومحاولات إقناع الآخرين بألا يقدموا علي ترشيح أنفسهم للمنصب الرئاسي في مواجهة ترشح السيسي!، وبمعني آخر ان الرجل قد أصبح عليه- دون أن يقصد إلي ذلك- أن يكون مانعاً يصد الآخرين عن استخدام حقهم في الترشيح!، ودون أن ينتبه أحد من الذين يلعبون هذه اللعبة إلي أن مشاركة آخرين في العملية الانتخابية الرئاسية- والسيسي مشارك أو غير مشارك- يجعل من الانتخابات ما تختلف به تماماً عن عملية استفتاء علي شخص مرشح واحد، حتي لو كان هذا الشخص مطلوباً شعبياً للترشح وشغل الكرسي الرئاسي!
وقد ذهبت بذهني بعيداً بعيداً أفكر في المقاصد التي أرادها المبالغون والمهولون حول شخصية المشير السيسي وتعدد مزاياه وأفضليته للترشح، وقد خشيت علي الرجل من أن يكون القصد من وراء