رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرق العراقيين ليس جريمة أمريكية!

مشاة البحرية الأمريكية نشرت صوراً لبعضهم وهم يحرقون جثثاً لعراقيين فى «الفلوجة» العراقية عام 2004!، وفى بعض هذه الصور ظهر جندى من مشاة الأسطول الأمريكى يسكب البنزين على جثث قبل أن يقوم بإحراقها!، وصورة أخرى لجندى أمريكى آخر يلتقط صورة أمام جمجمة لعراقى مات للتو!،

وذكرت الأنباء أن الجيش الأمريكى قد فتح تحقيقاً بعد نشر صور لهؤلاء الجنود وغيرهم!، حسبما ورد فيما أعلنه متحدث باسم البحرية الأمريكية ونشره موقع «تى. م. زد» المتخصص عادة فى نشر أخبار المشاهير، وقد ذكر المتحدث باسم وحدة النخبة فى الجيش الأمريكى أنه يجرى التحقيق والتحقق من صحة هذه الصور، والظروف التى التقطت فيها، وهل تم تحديد هوية الجنود المتورطين فيها أم لا؟، وأوضح الموقع الذى سلم للبنتاجون 41 صورة للوقائع التى تضمنتها هذه المشاهد فى «الفلوجة» معقل المقاومة السنية فى العراق، والذى دارت فيه معارك عنيفة ضد الجيش الأمريكى!، ولكن مفاجأة صادمة جاءت من زعم للمتحدث العسكرى باسم «البنتاجون» بأن «الصور لا تشكل جرائم حرب»!.
وقد أصبح ثابتاً فى ذاكرتى أن الأمريكيين لا يفوتون بصفة دائمة فرص تنشيط ذاكرتنا العربية بكل ما يعين هذه الذاكرة على إدانة وازدراء ممارساتهم أينما حلوا بجنودهم وأسلحتهم باسم كل المبررات التى لا تخرج عن دوافع عدوانية بالغة الفحش والفجور!، وهذا الذى تضمنته السطور السابقة عن حرق مشاة الأسطول الأمريكى العراقيين «السنة» فى منطقة الفلوجة!، حيث كانت هناك المعارك التى كانت تشنها المقاومة العراقية ضد الأمريكيين، هذه الوقائع بصورها المتوحشة من حرق جثث المقاتلين العراقيين لا يمكن لنا ونحن نقرأها ونطالع بعض صورها إلا أن ترتد بنا الذاكرة الى الفضائح الأمريكية التى يندى لها الجبين الإنسانى فيما عرفه العالم بجرائم «سجن أبوغريب» العراقى الذى كان تحت إدارة وقبضة الجيش الأمريكى بعد اجتياحه للعراق وإنهاء حكم الرئيس العراقى صدام حسين!، فنتذكر كذلك كيف ادعت الولايات المتحدة أن عراق صدام حسين يملك ويصنع أسلحة دمار شامل!، وأن هذا مما يمثل مخاطر على التوازن العسكرى فى منطقة الخليج، وراحت الولايات المتحدة تنسج الروايات

وتنشر صوراً للتدليل على أن صدام حسين يملك أسلحة الدمار الشامل!، وعندما التقطت صور لبعض ناقلات العتاد العراقى جرى نشر هذه الصور «العراقية» للتأكيد هى أن صدام حسين ينقل أسلحته التدميرية، من مكان لآخر، بغية اتقاء الهجمات الأمريكية المرتقبة!، وعندما شن الأمريكان الحرب بالفعل على بغداد فى تحد صارخ للإرادة الدولية مجتمعة!، إذا بالمفاجأة تأتى بعد ذلك حاملة النفى المؤكد لأن العراق كان يملك ويصنع أسلحة الدمار الشامل قبل شن الحرب الأمريكية عليه، ولكن العراق الذى أراده الأمريكيون ظل الى اليوم وقد مرت عليه سنوات طويلة محتلاً لا تقوم له قائمة والانقسام يدمر وحدة العراق ويفقد جيشه القوة التى كانت له!، ولابد أن نعود بذاكرتنا إلى فضائح «سجن أبوغريب» العراقى تحت إدارة الأمريكيين، وماذا كان جنود أمريكا، ومجنداتها يفعلون بالمعتقلين العراقيين ما نشرت الصور له!، وكيف كانوا يعاملون أسراهم معاملة الخنازير التى يجرونها بالسلاسل!، ثم إجبار النساء والفتيات العراقيات على ممارسة الجنس مع بعض جنودهم فيما يشبه الإجبار والاغتصاب!، لكن  أمريكا هضمت كل فضائحها من هذا النوع وأسقطتها من عدالة الحساب المستحق!، وتملأ الدنيا ضجيجاً حول مصر وممارساتها فى الحرب على الجماعة الإرهابية والتوصل الى حياة ديمقراطية سليمة!، فلا تعبأ مصر بذلك، وتمضى فى طريقها لا تريد «العسل الأمريكى» ولا عون أمريكا العسكرى!، وتبقى أمريكا على موازينها المختلة القياسات والمكاييل!