عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إرادتنا الوطنية المستقلة تواجه الإرهاب

ليست مصر بحاجة لاستئذان أى قوى خارجية فى شئون إدارتها لحربها الداخلية على الجماعة الإرهابية وأشياعها، حيث مصر يشدها  فى  هذا الشأن إرادتها الوطنية الخالصة، وإذا كان هناك فى هذا العالم من لا يدركون هذا الأمر حق إدراكه فإنهم يتعلقون بأوهامهم الخاصة عن وصايتهم على بلدان العالم!، فيتخيلون ـ مثلاً ـ أن الدول فى حاجة الى استئذان أو ضوء أخضر يأتيها بالمضى فيما تتخذه من تدابير وإجراءات فى مواجهة ما يتهددها من الأخطار!، وفى حالة مصر مع الجماعة الإرهابية فإنها تعبر عن إرادتها المستقلة فيما تتخذه من التدابير

والإجراءات، دون أن تتلفت وهى تفعل ذلك الى «مشاعر القلق» التى تبديها أكبر قوة فى العالم صاحبة وهم الوصاية على الدول وشعوبها!، وأمريكا المغترة بقوتها ونفوذها وأموالها تظن أنه يكفى أن تقلق أو «تنزعج» إزاء تدابير وإجراءات مصر ومن صميم شئونها الداخلية، وقد يكون على من يستقوى بأمريكا من الدول والجماعات أن يكون فى اعتباره دائماً مدى رضاء أمريكا عما تفعله أى دولة وأى جماعة على أرضها، أو مدى سخط أمريكا مما يفعل!، أما مصر صاحبة الإرادة المستقلة فإنها لا يعنيها فى حربها على الإرهاب الذى يتهددها إذا كانت الولايات المتحدة راضية عما تتخذه مصر من الإجراءات والتدابير أو «قلقة ومنزعجة» مادامت مصر تأخذ على عاتقها أعباء معركتها مع الجماعة الإرهابية، ويحق للولايات التمحدة أن تطلب من حليفتها «الجماعة الإرهابية» أن تتوخى فى جرائمها وشنائعها التى ترتكبها فى مصر أن تكون قد حصلت على موافقة أمريكية صريحة بالمضى فى ذلك، والمدى الذى تذهب إليه كذلك، بل ويكون الرضاء الأمريكى أو السخط هو الميزان الذى تحافظ جماعة الإرهاب على اعتداله بل ورجحان كفته فى جانب ما تراه أمريكا!.
كما أن مصر تدرك أنها ليست مطالبة بتبرير ما تفعله فى داخلها صيانة لأمنها القومى، وحرمان الجماعة الإرهابية من العناصر التى تسمح لها بحركة حرة فى اتجاه أقصى درجات التصعيد فى  جرائمها الوحشية ضد الشعب والدولة المصرية!، فهى تعمل ـ كما تعلن وكما هو واضح ـ على تقويض المسيرة المصرية نحو إقامة نظام ديمقراطى ينهض على هدى من دستور يحترم المواطنين ويقيم العدالة بين كل الفئات بحق مواطنة صريحة، فتسعى جماعة الإرهاب إلى عرقلة ـ بل وهدم ـ هذه المسيرة نحو استفتاء على دستور تعقبه انتخابات رئاسية وبرلمانية!، ومع أن الولايات المتحدة ـ حليف الجماعة الإرهابية ـ تعلن فى كثير من المناسبات أنها تقدر مساعى مصر وخطواتها نحو الديمقراطية!، فإن أمريكا

ترى أن من حق الجماعة الإرهابية أن تعبر عن آرائها ووجودها حتى لو اعتمدت العنف والتفجير والإضرار بالمنشآت والمؤسسات وعرقلة سير العمل فى الجامعات، ويأتينا القلق والانزعاج الأمريكى عندما اتخذت مصر قرارها القانونى باعتبار الجماعة الحليف لأمريكا «منظمة إرهابية»!، وكأن مصر فى حاجة إلى أدلة دامغة تقيم الحجة الناصعة على حجم عنف الجماعة وإرهابها!، وربما كان انزعاج الولايات المتحدة وقلقها عائداً إلى أن مصر فى إجراءاتها الداخلية فى هذا الصدد لم تستأذن الدولة صاحبة الوصاية الموهومة على العالم وشعوبه!، وهى تحتفظ لنفسها وحدها بتقدير ما إذا كان هذا الإجراء أو ذاك تستحقه جماعة الإرهاب، مع أن أمريكا ـ على عهد جورج بوش الابن ـ شنت الحرب على عراق صدام حسين دون أن تعبأ باستصدار قرار من مجلس الأمن ـ بجلالة قدره ـ بالموافقة على شن هذه الحرب!، وأمريكا تحارب الإرهاب ـ كما تقدره وحدها ـ فى أفغانستان وباكستان بدون استئذان هذه الدول فى شن الطيران الأمريكى على أراضيها لمطاردة الإرهابيين وهى الدول ذات السيادة!، وأمريكا هى التى سكتت على بريطانيا وهى تحارب الأرجنتين التى سعت الى تحرير جزرها «الفوكلاند» فلم توقف بريطانيا حربها إلا عندما عدلت الأرجنتين عن محاولتها العسكرية لتحرير جزرها من الاستعمار «البريطانى»!، وأمريكا هى التى وضعت عندها قائمة بدول اعتبرتها «راعية للإرهاب»، وتفرض فرضاً على العالم عقوبات قررتها على دول القائمة، وألزمت بها باقى الدول!، ثم تأتى لنا لتعبر عن قلقها وانزعاجها لما آلت اليه أمور حليفتها الجماعة الإرهابية بإجراءات وقوانين فى صلب حقوق دولة مصر التى تواجه وحدها جماعة الإرهاب!، ولسنا بحاجة إلى شىء من أمريكا حتى لو كان اعتذاراً!.