عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وزير الأوقاف يوقف فوضي الألقاب الدعوية

من المهم جداً أن تنتبه وزارة الأوقاف مؤخراً إلي الأضرار والشرور التي فشت واستشرت في بلادنا نتيجة التسيب الذي أحدث فوضي شاملة في مجال الدعوة والخطاب الديني عندما تبناه «أدعياء» انطلقوا من منابر القنوات التليفزيونية ليفتوا ويتحدثوا في كل ما يخص الشأن الديني!، ليتضح لنا أن الأمر قد أحاط به «بيزنس» واسع جعلت الفضائيات له ميدانا واسعاً

باختيارات القنوات للعناصر والأشخاص الذين تمكنوا - وبموافقة الفضائيات التي تندبهم وتختارهم - ثم تطلق عليهم الألقاب من عينة «الداعية المعروف» و«المفكر الإسلامي» مع إلحاق وصف «الكبير» بأي واحد منهم!، دون أن يقدم لأي منهم بما يقدمه لجمهور الفضائيات عن «نسبه العلمي» إلي مؤسسة الأزهر، أو أنه مجاز من وزارة الأوقاف، أو هو عضو في هيئة كبار العلماء!، لكي تفاجأ الناس بأن هناك ما يسمي «جبهة علماء الأزهر» وهي تبرهن علي «استقلالها» الكامل عن الأزهر! فلا تجد وسيلة لذلك غير توجيه الانتقادات والاتهامات للمؤسسة الأزهرية ورموزها بحيث لا يسلم من ذلك شيخ الجامع الأزهر نفسه!، وبدعوي التجديد تعقدت أمور الدين وتعذر فهمها علي المواطن الذي لم يعد يصل إليه غير التنظير بما تنقطع به الصلة تماماً وتبتعد عن أرض الواقع!، وفي تصريح وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة في هذا السياق عند لقائه بلجنة الإعلام بالمجلس الأعلي للشئون الدينية والإعلاميين أشار الوزير إلي «المصكوكات» التي شاع استخدامها في وسائل الإعلام وترويجها لحملة ألقاب «الداعية الكبير» و«المفكر الإسلامي»!، حيث نفي الوزير أن يحمل قاموس الأزهر مثل هذه الألقاب!، والتي تمني الوزير أن تزول من قاموس الكلام!، حيث لا يعرف الأزهر غير «عضو هيئة كبار العلماء» الرسمية والأستاذ والخطيب.
وتبعا لذلك فقد طالب الوزير نقابة الصحفيين بأن تنهض باتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف الدخلاء الذين قد يضرون بمهنة الإعلام!، كما أخذ الدخلاء بالدعوة، ثم أعلن الوزير استعداد الوزارة لإعداد دورة للإعلاميين عن الأخلاقيات المهنية يحاضر فيها كبار الإعلاميين وشيوخ من الوزارة ثم أشار الوزير إلي أن التسيب من مسببات ظهور التشدد، مؤكداً علي أن وزارة الأوقاف وزارة وطنية دعوية.
ومن يراقب القنوات التليفزيونية والوجوه التي تتبناها بألقاب «الداعية الكبير» و«المفكر الإسلامي» الكبير كذلك

يلاحظ أول ما يلاحظ أن الوجوه والأسماء بهذه الألقاب تختلق اختلاقاً ليسند المضمون كله إلي شاب حديث السن!، ويتضح أن هذا قد أجلسوه ليطلق الكثير من الكلام الذي لا ينتهي بمن يشاهده لغير الضجر والملل!، هذا إذا لم تكتمل المصيبة إذا ما جلس لهذا محاور شاب مثله لا يكاد يبين بما يسأل أو يجيب عن هدفه بالضبط!، ولا ينطبق هذا علي الذين تختارهم القنوات التليفزيونية لهذه المهمة «الدعوية» الوهمية!، بل ينسحب هذا علي جمهرة من الخطباء لا يتبعون وزارة الأوقاف ولا الأزهر!، وهؤلاء ينتشرون في المساجد الصغيرة والزوايا التي لا تتبع وزارة الأوقاف!، ولست أري في ضم هذه إلي وزارة الأوقاف غير السبيل الوحيد لكي يمتنع كل من هب ودب عن إلقاء الخطب التي تزين وتحض علي فتن كثيرة!، تعاني منها البلاد نتيجة تزييف هؤلاء لوعي الناس الذين يسوقهم حظهم العاثر إلي حيث تخطب هذه العينة وتؤم المصلين!، وإنني علي ثقة من أن وزارة الأوقاف - ومعها الأزهر - إذا واصلت الدأب علي تصحيح وترشيد الموضوعات التي يطرحها الخطباء إنما توقف هذا السيل من الذين احترفوا ادعاء ما ليس لهم!، والدين الإسلامي والحديث الشريف والقرآن الكريم قبل ذلك كلها لها علومها المتخصصة التي ينفق المتخصصون أعمارهم للمتوفر علي دراستها العميقة، فينفعون الناس إذا خطبوا فيهم، أو تحدثوا إليهم عبر شاشة تليفزيونية أو صحيفة، ودونما ذلك لا يعدو أن يكون من الأباطيل والأسمار!.