رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

»دوخة« المواطن بين الائتلاف والخلاف!

يبدو أن المهم الذي له الأولوية الآن أن تكون لكل جماعة لافتة!، ونحن بطبيعتنا نحب الشعارات واللافتات!، وفي حين تشكو مصر حالياً من خواء خزانتها وتراجع مخزوناتها وأرصدتها من كل شيء!، أصبح ما لدي مصر حالياً من أرصدة الشعارات واللافتات التي رفعتها الجماعات المختلفة تحت مسميات الائتلافات والاتحادات تغرينا بتصدير نسخ منها إلي المجتمعات المجاورة لنا التي تشهد حالياً انتفاضات أعقبت انتفاضتنا في 25 يناير وقبلنا تونس، وقد كان لدينا أثناء انتفاضتنا مطلب اتفق عليه الجميع وتلخص في الهتافات »الشعب يريد إسقاط النظام«، حتي تحقق المطلب بضغط شعبي عظيم ثائر كان يملك أصحابه التصميم علي أن يتحقق، فلما فرغنا من ذلك واستدرنا نتدبر أمورنا كان اللجج الكبير والوفرة في المسميات التي أنتجت لنا في مدة وجيزة عشرات الائتلافات والاتحادات التي شاءت إرادات أصحابها التأكيد علي أننا قد وقعنا في براثن معارك الاختلافات نخوضها عبر تشكيلاتنا الجديدة بعيداً عن الثورة التي وحدتنا ذات يوم علي هدف واحد »إسقاط النظام«!، فإذا أضفنا إلي »هوجة« الائتلافات والاختلافات هوجة الانفلات في جميع مجالات حياتنا بما يجعل المخاطر تتفاقم محيطة بنا مهددة بتوقف الحياة اليومية للمواطن العادي الذي هو في أغلبيته لا يبغي غير حياة كريمة ضامنة لاحتياجاته الضرورية!

لكن »التشكيلات الجديدة« قد شاء أصحابها ألا تجعل جماهير المواطنين يستقرون علي أهداف واحدة لما يجري من الصخب!، لقد أصبح المواطن دائماً هذه الأيام بين التشكيلات الجديدة وأهدافها التي لا يبدو من العمل عليها أنها تخص الناس!، بقدر ما

هي تخص أغراض القائمين علي تشكيلها بغية تحقيق الأغراض وبأسرع وقت ممكن!، كما هي أحوال الاحتجاجات الفئوية التي تصر علي تحقيق كل مطالبها جملة واحدة وفوراً بدون إعمال العقل في كيفية الاستجابة وفوراً للمطلوب!، فما الذي يجمع الناس لا أحد يفكر في ذلك!، بل إصرار أراه عند القائمين علي الأمور حالياً علي ما يتقرر حتي لو كان هناك اختلاف وخلاف بين من يقررون!، ومثال علي ذلك أن رئيس الوزراء عصام شرف يري أن يكون وضع الدستور الجديد سابقاً علي الانتخابات العامة!، في حين مازال المعلن حتي الآن أن الانتخابات العامة سابقة علي وضع الدستور!، فما الذي يمكن أن يتوحد حوله الناس حالياً وكل شيء يتقرر بعيداً عنهم!، يحدثونهم عن مؤتمرات للنقاش والوفاق، ثم يعلنون أن الجلسات لم تكن سوي خناقات حامية الوطيس علي ماذا لا أحد يعرف!، وكيف يكون الهدف هو الوفاق فإذا به اجتماع للخناق!، تريد الناس منكم مطالب واضحة، أما أنتم فلا أعرف ماذا تريدون من الناس!