رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دليل القارئ لما ينشر بعد التغيير!

اعتدت في أعقاب الأحداث الكبيرة في حياة مصر، الثورة علي رأس مثل هذه الأحداث، أن أتناول بحذر شديد ما ينشر عن النظام الذي سقط ورموزه، والحكايات والاتهامات التي تتوالي وينكشف الغطاء عنها بمعرفة البعض من الأشخاص!، أو المسئولين السابقين، أوالذين تدفعهم شهواتهم الانتقامية إلي المسارعة بتقديم البلاغات أو الادعاءات التي عادة ما يتبين عدم صحتها!، أو نسب بعض الصحف وقائع لم تحدث إلي رؤوس النظام السابق ورموزه بدعاوي أنها من تصريحات منسوبة إلي محققين!، لذا أفضل دائماً أن أنتظر حتي تنجلي حقائق أي ادعاءات بعد تحقيق عادل ومحاكمة عادلة!، وقد تعلمت ذلك من تبين ما نشر بعد وقوع ثورة 23 يوليو!، إذ ثبت أن هناك ادعاءات منسوبة إلي الملك المخلوع فاروق ورجالات عهده من معاونيه وأصدقائه ورجالات القوي والأحزاب السياسية التي كانت علي عهده، كانت مجرد عمليات تشويه ودعاية سوداء في بعضها ولا تمت للحقيقة بصلة!، وهذه الادعاءات التشويهية قد جري توظيفها بمعرفة قادة العهد الجديد بعد الثورة!، وبعض الذين التحقوا بركب الثورة من الذين ينتفعون بكل عهد!، وليس معني ما أقول إن فاروق ومن كانوا علامات علي عهده كانوا جميعاً أطهاراً وأنقياء!، ولكن ما أريد قوله حقيقة أن علي المرء ـ إذا لم يكن طرفاً فيما يقرأ أو يسمع ـ التأني في استقبال ما يشاع!، والانتظار إلي أن تتبين صحة هذا الادعاء أو ذاك، خاصة أن هناك الكثير من الأكاذيب التي يروج لها في العهد الجديد لكسب التأييد له ودغدغة عواطف الجماهير!، حتي تستقر مشاعر الكراهية للنظام البائد!

وأذكر في هذا الصدد حديثاً مسجلاً جري بيني وأستاذي

الكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين بشأن التحاقه بمدرسة الراحلة الكبيرة فاطمة اليوسف، وكيف أصبح بهاء خلال سنوات قليلة نجماً صحفياً لا يباري، ليس في مدرسة »روز اليوسف« فقط، بل في الصحافة المصرية والعربية، وعندما ذكرت الأستاذ بهاء بكتابه المبكر »فاروق ملكاً« الذي حرره في أعقاب ثورة 23 يوليو 1952، وما حمله هذا الكتاب من »المخازي« التي غضبت لها مشاعري الغضة وقتذاك أن فاجأني الأستاذ بهاء بأن مواد هذا الكتاب قد جاءته بها السيدة فاطمة اليوسف، وكلفته بأن يضع هذا الكتاب ليكون جاهزاً في أيدي الناس خلال فسحة ضيقة من الوقت!، وقد استجاب بهاء لطلب صاحبة مجلة »روزاليوسف« وعكف علي وضع الكتاب بكل ما حواه!، ليصبح بالفعل بين أيدي الناس خلال فترة وجيزة!، وعندما صارحت الأستاذ بهاء بما أعتمل في نفسي من مشاعر غاضبة علي »الملك وعصابة عهده البائد« رد الأستاذ بهاء مبتسماً: لا تنسي أن هذا كان كتاباً دعائياً للثورة.. وصدق معظم وقائعه مشكوك فيه.. وهذا ما ثبت بعد فترة من هنشره!! وكان بهاء صادقاً فيما قال!