رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أدوات نظم الاستبداد!

 

خلال الشهور التي تلت ثورة الشعب المصري في 25 يناير، كان لي اهتمام خاص بمتابعة النشرات والتقارير الإخبارية وبرامج الحوار علي شاشة التليفزيون كلما أمكنني ذلك بالتوازي مع متابعة أحوال صحتي المتقلبة!، وكان اهتمامي الخاص بما يذاع من أخبار مصورة عن التطورات التي تمر بها أحداث ثورات الشعوب في ليبيا واليمن وسوريا، فاكتشفت باباً فريداً في تواريخ النظم الحاكمة المستبدة هو قاسم مشترك بينها!، وهو تكذيب كل ما تتداوله هذه الفضائيات ببعثاتها في قلب الأحداث!، فالتكذيب جاهز علي شاشات التليفزيون الحكومي من المذيعين والمسئولين في هذه البلدان!، فالصور التي تتناقلها الفضائيات حية للملايين الثائرة، وشعاراتها الصوتية والمكتوبة، ثم القمع الشرس الذي تواجهه هذه الملايين الثائرة، خاصة في اليمن وسوريا، مما يؤدي إلي سقوط عشرات القتلي والجرحي الذين ضاقت بهم المستشفيات!، بل تطلق قوات الأمن الحكومي النار علي مشيعي جنازات الشهداء، ومئات الأسر النازحة التي تبحث عن ملاذات آمنة بعيداً عن المخاطر التي تتعرض لها بأطفالها ونسائها في ظروف بائسة علي الحدود السورية اللبنانية، ثم هرب الأسر اليمنية بعيداً عن المدن، ثم الحدود التونسية التي تواجه عملية نزوح جماعية من الأراضي الليبية في المواقع التي تتعرض لقصف يومي شرس من قوات الزعيم الموتور!، ثم قصف قوات حلف الناتو التي تدك عقر ديار إقامة العقيد وأسرته وأشياعه!، ثم أتابع كذلك النجاحات التي يحققها المجلس الوطني الثائر الذي يملك حالياً زمام المبادرة!، حتي أن مبعوثة الاتحاد الأوروبي »أشتون« قد عقدت مؤتمراً صحفياً، وافتتحت مقراً للاتحاد الأوروبي في كبري مدن ليبيا بني غازي!، مما يوضح أن النظام الليبي ـ لفرط حماقته ـ لا يدرك أن خروج

رموزه آمنة من ليبيا قد أصبح أشد عسراً كل يوم عن سابقه!

لكن الكذب الفاضح الذي رصدته في بداية هذا المقال يأتي من أساتذة وعلماء من جامعات اليمن وسوريا وليبيا!، فأري كيف يتحول الأستاذ الجامعي هناك إلي مهرج كأنما يملي عليه مدرب سيرك الحكومة ما يقول ويفعل!، بل هو في بعض المداخلات يتحول إلي »فتوة« يكاد يقفز من مكانه ليمسك بخناق المذيعة طرفه في مداخلته!، وهو يحاول جاهداً كذلك إثبات أن كل هذه الملايين التي تعج بها الشوارع الرئيسية في صنعاء وليبيا ودمشق إنما هي »مأجورة« تعمل لحساب أجندات خارجية!، وهي نفس التعلة السمجة المملة التي أصبحت النظم الساقطة ترددها كلما قامت البينة المصورة علي سأم الجماهير من انحطاط النظم!، بل أري أستاذاً فاضلاً في العلوم السياسية يتحول إلي شتام للقناة التي تحاوره ومذيعتها، متهماً القناة بأنها تتعامل بصورة قديمة مفبركة!، أو يتحداها بأن تذيع أخباراً عن البلد الذي يطلق القناة مدعياً أنه يعلم أن هناك ما لا تعلمه المذيعة وقناتها!، وهذا الأستاذ مسكين أرثي لحاله!، لأنه يتناول لقمة العيش بمذلة مخجلة!