رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شيخ الأزهر أكبر من مؤامرات الصبية

مشكلة دولة الإخوان وجماعتها وأشياعها مع كل مسئول وكل صاحب قامة وقيمة أن هذه الدولة لا تكاد تطيق من تراه من بين هذه الشخصيات من يعرف قيمة استقلاله كشخص ومنصب عما تريده هذه الدولة له من تبعية تجعله «الشريك الأضعف» في مشاركته بالنهوض بالمسئوليات!،

ولست في حاجة إلي التدليل علي ذلك فيما نراه من مشكلة الشيخ الجليل الدكتور أحمد الطيب صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الذي مازال مصراً ـ فيما يبدو ـ علي استقلاله الشخصي والنأي بالمؤسسة العريقة التي يعمل علي إدارتها برسالتها في الداخل والخارج، وليس هذا من قبيل العناد الذي عرف عن البعض، ولكن الشيخ الجليل يعرف الحدود الفاصلة بين الدين والدولة، ولا يترك في أدائه لمهامه سبيلا أمام دولة الإخوان للتسلل إلي مفاصل هذه المؤسسة الشامخة كي تتحول إلي مجرد رافد من روافد هذه السلطة تكون مرجعيتها في أيدي الجماعة وسلطاتها!، لذلك سوف تبقي لدولة الإخوان مشكلتها مع هذا العالم الجليل شيخ الأزهر، دون أن يكون للرجل أي مشكلة مع أحد في هذا الوطن!، بل هو يمارس سلطاته مستنداً إلي تقدير حقيقي واحترام لشخصه ومنصبه سواء في الداخل أو الخارج، لذلك نري أن سبل أساليب التآمر علي الشيخ ومؤسسته التي تضم علماء لا يقلون في اهتمامهم باستقلال مؤسستهم وأشخاصهم عن اهتمام الشيخ بهذا الاستقلال، ولم يهتز الشيخ الجليل ولا استبد به الغضب وهو يري ويسمع بأذنيه هذه الهتافات الغوغائية التي خرجت بها جحافل مدفوعة ليكون مطلبها الأساسي واصطناع الغضب المركز علي شخص الإمام الأكبر وضرورة إقالته، ظناً من الذين دفعوا بهؤلاء أن الشيخ الجليل أحد موظفي رئاسة أو حكومة دولة الإخوان!، ولتكن مناسبة هذا الصراخ الغوغائي حادث التسمم الأول الذي مازالت حقيقته حتي الآن خافية!، فلما لم تفلح الحلقة الأولي في هذا التآمر الخائب، كان لابد من حلقة جديدة حيكت علي عجلة دون مهلة وفاصل مما يعرفه الدهاة في التدبير للمكائد!، والشيخ الجليل علي سفر لتسلم جائزة محترمة من

مسئولين في الإمارات العربية المتحدة يعرفون قدر الرجل وقيمته، وفي غيابه تنفجر حلقة التآمر الثانية، وليفاجئ الشيخ الجليل الجميع بإعلانه التبرع بجائزته للبلاد!، وبدا الصغار الذين يتآمرون علي الرجل وشموخه في حالة من التردي الذي لا يداريه عدم تحليهم بفضيلة الخجل!، في حين جاء التكريم الثاني للرجل بعد الجائزة بإطلاق سراح سجناء في دولة الإمارات وتكفل حكامها بسداد ما عليهم من غرامات مالية، ليتحقق بذلك لمصر ما عجز عنه الحكم المصري الحالي بكل رجاله وأجهزته!.
ويعرف الشيخ الجليل المطامع التي تحرك من طالبوا بإقالة رئيس جامعة الأزهر!، بعد انفجار حلقة التآمر الثانية في حادث التسمم الغذائي الثاني الذي مازال غامض الخفايا والأصابع!، فيعلن الشيخ أن رئيس جامعة الأزهر باق في منصبه حتي يستوفي مدته القانونية، ثم تجري انتخابات للرئيس الجديد للجامعة أسوة بما جري في سائر جامعات مصر بعد ثورة 25 يناير، ولا تجد دوائر التآمر علي الأزهر الشريف  ورئاسته ما يمكنها من القدح في شخص الشيخ الجليل!، ولا تجد عيباً في الرجل غير أنه يصر علي ألا يكون تابعاً علي رأس مؤسسة تابعة!، ولا تتعلم الدولة من هذه الخبرة التي تفيد باستعصاء بعض الرجال ومناصبهم علي التبعية!، فلا أفلحوا في تطويع القضاء وسلطته!، ولا أظن أنهم سيجدون ما يمكنهم من تطويع الأزهر وإمامه الأكبر!