عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغو الصيف والشتاء بعد وفاة السياحة!

يعرف العالم بأسره الآن أن مصر لم تعد بلداً آمناً لأهله أو لزواره!، وقد عبر عن ذلك بوضوح انعقاد المؤتمر الإسلامى فى القاهرة، عندما اختارت الوفود المدعوة توفير حراساتها بمعرفتها دونما الاعتماد على ترك هذه العملية للأجهزة المصرية المعنية!،

وإذا كانت الأخبار المتداولة فى وسائل إعلامنا المختلفة تحمل كل يوم الجديد من حوادث البلطجة والسطو والاختطاف بما يصاحب ذلك من القتلى والمصابين من رجال الشرطة والجناة كذلك، والأسلحة التى أصبحت متداولة بأحدث أنواعها فى أيدى اللصوص والبلطجية، ثم انضمام عناصر جديدة اختارت الجريمة بأنواعها لتروع سكان مصر فى مختلف أقاليمها من العاصمة إلى النجع البعيد، حت أن خلافاً قد أصبح ناشباً بين محافظ سوهاج ومدير أمنها حول وقائع اختطاف 76 مواطناً ـ قيل إن بينهم فتيات!ـ مما اهتم بنفيه مدير الأمن مما يؤكد أن ضحايا الاختطاف من الذكور فقط!، وفى جريمة الاختطاف نجد ارتفاع تسعيرة الفدية المطلوبة قد أصبح يتجاوز بكثير مقدرة أهالى الضحايا على الوفاء بها واسترداد ذويهم!، ومما يزيد من عذاب الأهالى أن لا حيلة لهم فى تدبير الفدية خاصة وأن هذا قد أصبح بناء على نصيحة تأتى من بعض رجال الأمن!، فإذا كان هذا حال الأهالى ضحايا لهذه الجريمة التى أصبحت منظمة، فإن العنف والتصعيد قد أصبح طابع التظاهرات واعتصامات والاحتجاجات التى أصبح لا يخلو منها مكان أو تستثنى منها فئة!، وأحدث المظاهر فى هذه الحالة عمد المحتجين إلى احتجاز الوزراء وكبار المسئولين فى مختلف المرافق!، بل ومنع هؤلاء من مغادرة المكاتب والمواقع هم ونفر معهم من الموظفين الذين يمنعون من ممارسة أعمالهم والمغادرة إلى بيوتهم!، ويطمع محافظ فى «حياء» المحتجين وأريحتهم بالإشارة لهم إلى أن «سيادة الوزيد فى ضيافته»!، ولكن المحتجين يبالغون فى مطالبهم فيرتفعون بسقفها إلى حد الإصرار على إقالة الوزير أو كبار المسئولين فى المحافظة أو الرؤساء المباشرين كى تكون الإقالة والعزل مرافقاً وشرطاً لازماً للإفراج عن هؤلاء بإحسان!
ولا يثير سخريتي فى هذا كله غير بعض الأحاديث والتصريحات حول ما يأمل فيه الذين يطلقون هذه التصريحات من عودة النشاط السياحى إلى مصر!، كأن هؤلاء لا يدركون أن من قبيل «فض المجالس» و«الكلام الساكت» ـ كما يقول عامة

السودانيين ـ عندما يستمعون إلى حديث فارغ!، فمن هذا السائح الذى يحرقه الشوق إلى زيارة مصر وقد سمع بالمحافظ المحتجز والوزير الذى نجا من اعتداء بصعوبة!، ومن هذا السائح الذى لن يأمن على نفسه فى فندقه «الفاخر» وقد داهمه الصبية والبلطجية فلا يمكن للفندق صدهم!، ولا تنجو أدوات الفندق من السرقة ليعلن على المصريين نجاح الجناة فى الهرب دون الاهتداء إليهم!، وأى سياحة هذه التى يتعرض فيها السائح للمكروه من كل لون، ليجد نفسه أسير «حظر تجول» لم تعلنه حكومة مسئولة!، بل هو أسلم وسيلة لمن أراد العودة إلى بلاده حيا!، وأي سياحة هذه نأمل فيها وقد عمدت الفنادق إلى الهبوط بأسعارها حتى تكاد لا تحقق دخلاً يحفظ عليها الاستمرار ولا أقول التشغيل!، فإذا افترضنا أن من الواجب ألا يموت عندنا الأمل فى إحياء السياحة القادمة الينا، فما هى الأمارات التى يمكن لنا تقديمها إلى السائح فى العالم مطامنة له حتى يقدم على المجىء إلينا!، ونحن أصبحنا بدلاً من بذل الجهود الجادة لإقناع العالم بأن مصر ليست «منطقة كوارث» نظن أن ما نروجه ونلوكه من كلام للداخل هو مقنع للخارج!، ولم يعد المصريون أنفسهم يأخذون هذه التصريحات مأخذ الجد، حيث هو حديث تكذبه الوقائع اليومية، فما البال بمن خارج بلادنا  ممن يحبون مصر ومعالمها ولكنهم يحبون حياتهم أكثر!، خسرنا المواسم متتالية!، ولم يبق عندنا غير أحاديث هنا وهناك عن «تنشيط السياحة» التى أعلنا وفاتها رسمياً!