رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يهود مصر.. هل طردهم عبدالناصر(1)

لما أحب د. عصام العريان قطب الإخوان المسلمين أن يبدي تسامحاً لا شك ينسحب علي جماعة الإخوان وحزب «الحرية والعدالة» الذي يحكم مصر حاليا، إذا به يفاجئ اليهود والمصريين بدعوته يهود مصر المهاجرين بالعودة إليها! معتبرا أن «تهجيرهم» من مصر لا مبرر له!،

وألمح العريان لبرنامج بتوقيت القاهرة علي قناة دريم الفضائية إلي أن الرئيس الراحل عبدالناصر هو المسئول عن «طردهم» من بلدهم!، وأكد العريان في هذا الحديث أن من حق اليهود أن يستردوا أملاكهم في مصر!، وقد أثارت هذه التصريحات المفاجئة للدكتور العريان جدلا واسعا عند كثيرين، وأرجع البعض هذه التصريحات إلي «مباركة أمريكية»، خاصة وأن العريان كان قد عاد لتوه من زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، وليس ما يعنيني في مقالي ما أثارته التصريحات، لكن القضية الأساسية التي تعنيني هي الزعم بأن يهود مصر قد أرغموا علي «الهجرة» من مصر مما اعتبره العريان «هجرة غير مبررة»!، وإشارة العريان إلي أن الرئيس الراحل عبدالناصر هو المسئول عن «طردهم» من مصر «بلدهم»!، وقد كانت لهم ممتلكات في «بلدهم» من حقهم استردادها!، وقد كان علي د. العريان أن يتحري الدقة فيما أطلقه في هذه التصريحات، وأولها أن يهود مصر الذين تركوها إلي إسرائيل قد أجبروا علي مغادرة مصر!، ولا يذكر أي سند رسمي وحيد - لا بالتصريح ولا بالتلميح - صدور «تعليمات» من الحكومة المصرية عقب ثورة 23 يوليو 1952 بإجبار يهود مصر علي المغادرة!، وعندما قامت الثورة كانت مصر تعج بالمتاجر الكبري والصغيرة، والبنوك التي أسسها رجال الأعمال اليهود، ثم الإمساك بشرايين اقتصادية مصرية منها صناعات الزيوت والملابس الجاهزة ومحال الرهونات ثم العقارات الضخمة في أرقي أحياء مصر خاصة جاردن سيتي والظاهر والزمالك، وقد أدرك عبدالناصر  منذ اليوم الأول لانتصار حركة الجيش أن عداء مصر للصهيونية السياسية الفاشية المتمثلة في قيام إسرائيل علي أراضي الشعب الفلسطيني وممتلكاته، وتهجير أبناء هذا الشعب بالقوة الغاشمة والمذابح.. أدرك عبدالناصر أن إسرائيل التي قامت بكل ذلك هي العدو الأول لمصر، خاصة أن مصر قد خاضت حربا ضد العصابات

الصهيونية التي تولت ذبح الشعب الفلسطيني وجعلته أمة من اللاجئين!، و حالت توازنات القوي السياسية العالمية دون أن تكون للقضية الفلسطينية وجهها السياسي!، ولكن مصر لم تعرف العداء لليهود أو دياناتهم، بدليل انتشار المعابد اليهودية في أنحاء مصر حتي الآن!، بل ولا يذكر تاريخ سلطة عبدالناصر ومن تلوه في السلطة بعد ذلك هدم أي معبد يهودي!، بل ويستقر المعبد اليهودي الكبير في شارع عدلي حتي الآن، والذي أنشأته عائلة «قطاوي» باشا أحد اليهود المصريين الذين تولوا الوزارة في مصر!
لكن الذي لا يذكره د. العريان أن هناك مؤامرة علي مصر قد دبرتها إسرائيل ضد حكم عبدالناصر في بواكير الثورة، والتي كان الهدف منها الوقيعة بين مصر عبدالناصر- الدولة - والدوائر الرسمية في أمريكا وأوروبا بإظهار مصر أنها عاجزة عن حماية الأجانب والمنشآت الأجنبية علي أراضيها وإظهار أن البلاد ليست مستقرة!، وهو ما عرف فيما بعد بفضيحة «لافون»، علي أن هذه المؤامرة قد بدأت شرسة بحوادث التفجيرات الشهيرة التي قام بها يهود من عملاء المخابرات الإسرائيلية بتفجير دور السينما في وسط العاصمة والإسكندرية وبعض المحال التي يؤمها الأجانب!، وقد قدم الجناة بعد القبض عليهم إلي المحاكمة العادلة التي قضت بإعدام بعضهم وسجن البعض الآخر، وكان لابد أن يثير هذا المخاوف عند بعض يهود مصر!، وهو ما روجت له أجهزة الدعاية الإسرائيلية والصهيونية الأوروبية وقتذاك.