رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تقديراتهم المتباينة وخططهم المفاجئة!

قفزت تعويضاتنا الحكومية لأسرضحايا كارثة قطار أسيوط من  عشرة آلاف جنيه لأسر كل متوفي من أطفال السيارة المدرسية التي افترسها القطار بأطفالها الـ 51 طفلا غير المصابين!، وهذه القفزة في تقديرات التعويض الحكومية قد لحقت بأسر المصابين - وبينهم حالات حرجة تصارع الموت -

من خمسة آلاف جنيه لكل مصاب إلي اثني عشر ألف جنيه!، وقد اندهشت لهذه القفزة المفاجئة ما بين عشية وضحاها بدون أن يصلني منها غير نتيجة واحدة مفادها أن أصحاب التقديرات الأولي للتعويضات تخبطوا وارتبكوا في بداية الأمر!، ثم يثبت هذا الفارق في التقدير الذي أتي بعد ذلك إلي أننا أمام حكومة مرتبكة بالفعل!، وكان لابد من أن تفقد مصر كل هؤلاء الضحايا لينشر مجلس الوزراء في جريدة «الأهرام» أن المجلس قد قرر خطة مفاجئة هي الأخري لتطوير عاجل للسكك الحديدية!، وكنت قد قرأت فور وقوع الكارثة أن هناك الكثير من الخطط التي وضعت من قبل - وهي جاهزة سلفا - لعملية التطوير هذه لمرفق تحول إلي إنتاج الكوارث التي تتتابع في وتيرة متسارعة بدت وكأنها تقع في بلد بلا حكومة مسئولة!، ولست أخص بالذكر هنا الحكومة القائمة وحدها فقط!، ولكنني عند هذه الحكومة أتوقف وقد ذكر وزير النقل الذي استقال بعدكارثة قطار أسيوط أنه كانت لديه دراسة الهزة لتطوير السكك الحديدية كان إعدادها قد رسا علي مكتبه الاستشاري الذي كان يديره وأغلقه بعد أن أصبح وزيرا للنقل!، وقد ذكر الوزير فيما ذكره أمام جهات التحقيق أن عملية التطوير لها تكاليف باهظة لا تنهض لها الميزانيات التي ترصدها الدولة لذلك!
أقول إنه كان لابد من وقوع كارثة حتي يعلن مجلس الوزراء أنه بسبيله وضع خطة عاجلة لتطوير هذا  المرفق الوحيد الذي ضنوا عليه بما يلزم لتطويره دفعة واحدة أو

علي مراحل!، وبدلا من ذلك وجدنا الانفاق الحكومي متاحا وجاهزا لتجميل المحطة الرئيسية لسكك حديد مصر!، ونقل التمثال الشهير لميدان محطة رمسيس ليذهب تمثال رمسيس إلي حيث لم يستقروا علي مكان له أولا!، وكانت عملية تجميل المبني وإعادة ترتيب الميدان محل خلاف بين الهيئة وجهات أخري أبرزها جهاز التنسيق الحضاري، لكن الهيئة وهي تعني هذه العناية بمبني السكك الحديدية ومحيط الميدان الذي تقع فيه!، لم تكن منتبهة إلي أن البشر الذين يستخدمون القطارات أرواحهم في خطر حقيقي وهي تعتمد علي العنصر البشري من فتح الطرق التي تعبرها القطارات وغلقها عند اللزوم!، بل قيل فيما قرأت ان المزلقان المشئوم سبب كارثة قطار أسيوط يعمل العامل المخصص لفتحه وغلقه في وظيفة إضافية! والبوابات الإلكترونية التي تحدثوا عن المليارات اللازمة لتعميمها كان يمكن لو صدقت النوايا توفيرها تدريجيا لو كان العمل لصالح الشعب!، بل بقيت المزلقانات علي حالها!، والقطارات يوميا تعبرها وتعوزها أبسط قواعد سلامتها وسلامة زبائنها في الصعيد المفتري عليه وغير الصعيد!، ولنقرأ بعد ذلك - وفور وقوع الكوارث - عن خطط للتطوير اكتشفوا فجأة أن سكك حديد مصر في حاجة ماسة لها وقبل كل تجميل!