رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مدارس تحفيظ الشعارات!

تتيح ولائم الكلام المكثفة هذه الأيام لمن يتابعها على شاشات التليفزيون عينات من المتكلمين والمتكلمات تشعر بالاحترام لبعضها ممن ترد على ألسنتهم كلمات بسيطة تعبر عن آمالهم فيمن ينتخب رئيساً جديداً لبلادهم، وهذه الكلمات البسيطة يحترمها الإنسان لفرط صدقها وحملها لمقتضى الحال من حاجة هؤلاء إلى رئيس يوفر المأوى والغذاء بأسعار

فى متناول أيديهم والعلاج إذا تعرضوا للمرض، لا قدر الله، وتخفيف مصاريف التعليم وفرصة عمل للعاطلين من أبنائهم، وتخرج الكلمات المطالبة بذلك كله دونما تفلسف أو ادعاء يصرح بأن هذا ما يعنيهم دونما أدنى تركيز على تمنياتهم بأن يكون الرئيس القادم سلفياً أو من الإخوان أو من الليبراليين، أو من المنتمين إلى أى اتجاه سياسى من الاتجاهات التى وضعت «النخبة» تشكيلتها وأصبحت من مناهج ولائم الكلام!، والمواطن البسيط هذا كما نعلم جميعاً هو الأغلبية الكاسحة لسكان مصر، والذى من المفترض أن كل هذه الولائم الكلامية دائمة الانعقاد من أجله والحفاظ على مصالحه الأساسية التى يلخصها دائماً لسائله عن المرشحين للرئاسة، ولكن الشاشات التليفزيونية قد أصبحت متخمة هذه الأيام بعينة من المتكلمين الذين أسميهم بخريجى مدارس تحفيظ الشعارات!، الذين ما أن يضعوا ميكروفوناً أمامهم حتى يكون انطلاق أبواقهم ـ ولا أقول أفواههم ـ بكلام محفوظ مكرر من طول ما تردد، والمتكلم من هذه العينة بسيط الإدراك متواضع المعرفة ضعيف الاحتكاك بالحياة العامة، ولكن الذين «دفعوا» به لتأييدهم لقنوه ما عليه أن يقول!، ليصب ما يقوله فى خانة تأييد مرشح

دون آخرين!، ويبدو هذا المسكين وكأنه طفل من الأطفال الذين يستعينون بهم فى أعمال التليفزيون من المسلسلات المطولة ليشاركوا ناطقين بالكلمات والحكم والمأثورات التى لا يصدق أحد أنها صادرة عن معرفة وإدراك هذه العقول العفنة، بل صاحبها مجرد «ببغاء» حفظ ما سمع دون أن يعرف معنى ما يقول!
وقد شاعت «مدارس تحفيظ الشعارات» هذه الأيام لا يسلم منها برنامج تليفزيونى مما يسمونها برامج جماهيرية يصر الذين يقدمونها على أنهم ينقلون بما يفعلون «نبض الشارع»!، وهذا النبض لا ينقله غير هذا المواطن البسيط الذى يطرح جملة مطالبه من الرئيس الجديد القادم، وليس هذا الذى يسوقه الذين لقنوا شعارات ومقولات لمرشح معين ينتمى لاتجاه بعينه!، ولست أشك فى أن كثيرين قد ضحكوا كما ضحكت عندما راح أحدهم من خريجى هذه المدارس يعدد للمذيع المطالب التى خرج من أجلها إلى الميدان، فهو يريد نظاماً رئاسياً وليس برلمانياً ولابد من إلغاء المادة 28، فلما سأله المذيع لماذا؟ كان الجواب هو الصمت!