عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنتاج الأزمات «أجود» بضاعتنا!

لسنا في حاجة إلي شهادة خارجية من أحد تدين ما أصبحت بلادنا عليه الآن!، ولو حدث وجاءت هذه الشهادة السلبية عن حالنا ما وجدنا سبيلا إلي الاحتجاج علي هذه الشهادة سوي الهتاف الزاعق «بأننا لا نسمح لأحد بتناول شئوننا الداخلية!»

كأنه لا يوجد أحد في العالم مؤهل للإطلال علي أحوالنا كأنها لغز لا يفهم فيه أحد سوانا!، مع أن هناك شهادات ومأثورات تنطلق من الداخل وعلي ألسنة الكثير من المصريين تؤكد أن ما يجري غير مفهوم وغير مبرر!، وأننا ربما كنا مجرد شهود علي شيء غير مفهوم!، فأبسط الأشياء حاليا لابد أن تثار بشأنه أزمة!، باعتبار أن النقاش والجدل حول الأزمات هو أجود ما لدينا من البضاعة!، و«تحفة» مصرية خالصة مثل تحفة «أزمة جنسية والدة مرشح الرئاسة حازم أبوإسماعيل» تجعلنا بالفعل أمام هواة جمع الأراشيف النادرة، لقضية استهلكت الكثير من الوقت الضائع والجهد المبذول في غير موضعه لخصت فكرة أن دولة بكامل أجهزتها قد عجزت عن إثبات جنسية أحد رعاياها من حيث إنها قد حصلت علي جنسية أجنبية مع جنسيتها المصرية من عدمه!، فلما جاء بيان بذلك من جهة اختصاص أمريكية بأن هناك جنسية أمريكية حملتها والدة المرشح المتوفاة، برز الطعن بالتزوير علي هذه الشهادة!، وكان هناك قضاء وحكم، تم ضرورة أن تأتي من وزارة الداخلية إفادة، ثم دعاوي قضائية أخري، مع كم هائل من التصريحات الهجومية المتبادلة، ومسيرات من هنا وإلي هناك، لتؤكد هذه «التحفة» في مستحدث أزماتنا أننا قوم

نعيش حاليا علي الأزمات التي ما أن تجد إحداها حلا حتي نعاجل أنفسنا بإضافة المزيد!
وقد بلغ هوان الحال بنا حدا جعل وزير النقل يصرح بقوله: «اللي زعلان من مراته بيعطل القطارات»!، وبقدر ما يأتي هذا التصريح ساخرا. بقدر ما هو معبر بالفعل عن «موضة» قطع الطرق وإيقاف القطارات وافتعال الاعتصامات والمسيرات!، وكيف أصبح التنكر للواجب الأصيل لأي فرد بأن ينحي هذا الواجب جانبا والتفرغ بالكامل لمشايعة مرشح للرئاسة يتقافز معه في مواكبه أينما ذهب!، وبعض من عناصر الشرطة يعلنون شروطهم لكي ينهضوا بواجباتهم في حفظ الأمن!، ومرشح للرئاسة يذكر أنه رشح نفسه لانقاذ «ما بقي من الدولة»!، ثم مسيمات ما أنزل الله بها من سلطان لمن استطاعوا الوثوب علي ثورة يناير فألفوا الأحزاب والاتحادات والروابط فوقعوا علي ما تناثر من أشلاء غنيمة الوطن، الذي بدا الآن وكأنه قد خلا من راشدين ينقذونه مما انحدر إليه وهوي فيه، محنة طاحنة تفترس مصر فليس لها من دون الله كاشفة!