رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد الساعد يكتب :الأسرة الحاكمة السعودية

محمد الساعد
محمد الساعد

< تتميز="" الأسر="" والعائلات="" الملكية="" الحاكمة="" حول="" العالم="" بتقاليد="" متوارثة،="" بل="" تحرص="" الدولة="" بكل="" مكوناتها="" على="" ترسيخ="" تلك="" التقاليد،="" وتعميق="" أثرها="" في="" الناس="" والمجتمعات،="" باعتبارها="" جزءاً="" من="" الإرث="" المعنوي="" للأمة="" التي="" تحكمها،="" بل="" وتفاخر="" بها.="">

وتبرز العائلة المالكة البريطانية كأنموذج فريد للعائلات الحاكمة حول العالم، في تقاليدها وتصرفاتها والوهج الذي تضفيه على بلدها، وتمتاز العائلات التي تمتد في عمق التاريخ؛ بكونها أكثر ثراءً من غيرها في تلك التقاليد والحرص على التمسك بها.

وتأتي الأسرة المالكة السعودية واحدة من تلك الأسر العريقة، والضاربة في أعماق التاريخ مكانة ورسوخاً، فآل سعود يمتد حكمهم في ثلاث دول لما يقارب 300 عام، كما أن الإمام محمد بن سعود آل مقرن -كما كان لقب الأسرة قبل أن يصبح «آل سعود» نسبة إلى الإمام نفسه- كان يحكم الدرعية متوارثاً ذلك الحكم عن آبائه وأجداده.

وهذا يعني أن الأسرة الحاكمة السعودية بدأت حكمها فعلياً عام 850هـ (1447) بداية تأسيس الدرعية، قبل أن يتوسع الحكم، ليشمل معظم مناطق الجزيرة العربية، بداية من حكم الإمام محمد بن سعود عام 1744 إلى 1765.

وكأي أسرة حاكمة حول العالم، لآل سعود تقاليد عريقة متوارثة، تظهر في تصرفات الحكم والسياسة والتعامل مع المكونات الاجتماعية، وفي المناسبات والاحتفالات والأهازيج والرقصات، وطريقة الأكل والمآدب، إضافة إلى المميزات الشخصية التي تظهر في سياقات مختلفة.

وفي الحقيقة لم أعثر على مرجع واحد يرصد هذه التقاليد ويشرحها ويوثقها للتاريخ والباحثين بدقة، لكن بعض الكتابات والروايات والصور تشير إلى بعض تلك التقاليد بوضوح ويمكن الاستناد إليها. لكن من المؤسف أن بعضها نُسي أو اختفى، إما بسبب عدم التزام إدارات التشريفات بها، أو نتيجة لعدم تطبيقه باستمرار.

ولعل أهم تقاليد الأسرة الحاكمة السعودية المستمرة، والتي تميزها عن غيرها، هو ذلك الاحترام الكبير بين أفرادها للأكبر سِنًّا فيهم، وهو ما نراه في الاستقبالات، وحتى في الاجتماعات الرسمية، مضافاً إليها الحُلم والصبر والدهاء في السياسة ودروبها الوعرة، وكذلك الاقتراب من أحوال الناس من خلال الاستقبال الدائم

للمواطنين، والتي تسمى «المجالس المفتوحة».

وللأسرة الحاكمة مثلها مثل غيرها من الأسر الحاكمة عربية كانت أم أجنبية، حقوق وعليها التزامات هي جزء من تلك التقاليد التي يجب الحفاظ عليها، ولعلي هنا أؤكد أن الأسرة -وهي من الأسر الرفيعة نسباً، والعريقة في مجتمعها السعودي والعربي- لها احترامها وتوقيرها وإنزال أفرادها منازلهم التي يستحقونها، كما يعامل العرب كبراء قومهم ووجهاءهم، وكذلك عدم الإساءة إليهم أو التطاول عليهم، أو الخوض في مسائلهم الشخصية والعائلية.

وفي المقابل فإننا نتمنى على مجموع أفراد الأسرة الحاكمة كما عودونا طوال تاريخهم، ألا ينزلوا إلى مستوى الدهماء من الناس، وألا يُجرِّئوا الناس عليهم، ولاسيما مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي سمحت -للأسف- للدهماء والغوغاء والهامشيين والحاقدين والمتآمرين بالقدرة على الإساءة والتعريض بأي كان.

كما نتمنى ألا ينزلق أحد أفراد الأسرة إلى منازل فئوية أو إقليمية أو طائفية، أو حركة أو تفكير محلي، أو عابر للدول، كما فعل قليل منهم بالانحياز إلى بعض أفكار الحركيين والصحويين، الذين تحركهم أجندات أممية لا تتلاءم والأجندة الوطنية.

فأسرة آل سعود هم الحكام الذين نفاخر ونعتز بهم ونواليهم ونبايعهم، وكل الناس أمامهم متساوون في المكانة والوزن، ويفترض وهذا المأمول، أن تكون الأسرة هي مصدر الإشعاع والتمدن والتطور الاجتماعي، ومنها تخرج التقاليد العريقة المثالية التي يقلدهم فيها المجتمع.

نقلا عن صحيفة الحياة