رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد نورالدين يكتب: مسارات ونهايات متشابهة

بوابة الوفد الإلكترونية

لسان حال "حزب العدالة والتنمية" بزعامة رجب طيب أردوغان هو مثل جهنم التي سألها الله تعالى "هل امتلأتِ وتقول هل من مزيد".

انكشفت تكتيكات أردوغان - داوود أوغلو على مر السنوات التي تلت وصولهم إلى السلطة . جاء أردوغان بوعود غير مسبوقة تتعلق بتعزيز الحريات والديمقراطية وانطلت هذه الوعود على الاتحاد الأوروبي الذي أمر ببدء المفاوضات المباشرة للعضوية مع تركيا في خريف عام 2005 .
التفت كل القوى الديمقراطية والفئات التي لها مشكلات مزمنة مع النظام العلماني العسكري من أجل إنجاح التجربة الجديدة لحزب العدالة والتنمية بما هو حزب إسلامي من جهة وديمقراطي منفتح على العلمانية من جهة أخرى .
غير أن التطورات التي عرفتها تركيا بعد ذلك كشفت كيف أن حزب العدالة والتنمية كان في صدد تنفيذ استراتيجية تقوم على قاعدة الاستعانة بالحلفاء لتصفية أحدهم ومن ثم الانتقال إلى تصفية الحليف تلو الآخر .
هكذا مثلاً بدأ أردوغان بتصفية نفوذ المؤسسة العسكرية حتى عام 2010 . وبعدما تم له ذلك باستفتاء 2010 تخلى عن القوى اليسارية والديمقراطية . وبعد أن أنهى ملفهم انتقل إلى تصفية آخر الحلفاء أي جماعة فتح الله غولين . فكانت "انتفاضة غيزي" ضد أردوغان ومن ثم فضيحة الفساد في مثل هذا الأسبوع من العام الماضي، ذريعة لأردوغان ليحول الاحتجاجات ضده إلى بداية عملية التخلص من حليفه الوحيد الباقي .
رشق أردوغان ومعه وزير الخارجية حينها أحمد داوود أوغلو خصومه بكل الصفات الشنيعة . تحول مثقفو وفنانو وأدباء وناشطو وشباب وطلاب "غيزي" إلى مجرد لصوص وقطاع طرق ورعاع بنظر أردوغان وفي كل الأحوال لم يكن حراك غيزي وفضيحة الفساد برأيه سوى مؤامرة خارجية لقلب نظام حكمه .
ولم يفت أردوغان ان يغدر بأقرب رفاق دربه رئيس الجمهورية السابق عبدالله غول . ومع أن غول كان من أهم دعامات وصول أردوغان إلى السلطة وبقائه فيها بل تواطأ معه، كرئيس للجمهورية، في توقيع القرارات المنتهكة للديمقراطية والحريات، فقد دبّر له أردوغان مكيدة إبعاده عن العودة إلى الحزب ليضطلع بدور قيادي واختار بدلاً منه وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو ليكون خليفته في رئاسة الحزب ورئاسة الحكومة بعدما أصبح رئيساً للجمهورية .
حوّل أردوغان البلاد إلى سجن مفتوح لقمع الرأي الآخر . من لم يستطع إلقاء القبض عليه طرده من وظيفته ولم يُبق مؤسسة معارضة إعلامية أو خيرية على حالها السابق فدمرها بتهمة تواطؤها مع جماعة غولين .
مشى أردوغان سريعاً على طريق التفرد بالسلطة . ولم يتردد في أن يشكل

غرفة عمليات شبه سرية بمثابة حكومة ظل ليتمكن من إدارة الحكومة من بعيد . وهو يستعد لإدارتها مباشرة من خلال ترؤسه جلسات الحكومة مع مطلع العام الجديد على ما أوحى إليه قبل أيام .
عمل أردوغان بكل قوة وسرعة في تنظيف الدولة من أي موظف لا يدين له بالولاء . سواء في الجيش أو الدرك أو الشرطة . أما الجسم القضائي فكانت المجزرة الكبرى في إقالة المعارضين له من جهة وتغيير القوانين بما يضمن تحكم السلطة السياسية بالسلطة القضائية .
لكنه الإعلام الذي يبقى عصياً على التطويع . عشرات الصحافيين طردوا من وظائفهم ومنعوا من الظهور على شاشات التلفزيون . والعشرات غيرهم مسجونون بتهم وهمية . واليوم جاء الدور وعلناً على أبرز صحيفة للمعارضة وجماعة غولين وهي صحيفة زمان وعلى تلفزيون الجماعة "صمانيولو" بمجموع مطلوبين ومعتقلين بلغ 31 اسماً .
جاءت العملية عشية الذكرى السنوية الأولى لفضيحة الفساد . أراد أردوغان أن يلهي الرأي العام عن الأصل . عن تورط ابنه بلال وأربعة من وزرائه وبالتالي هو شخصياً في تلك الفضيحة . سنة بالكامل ولم يفتح أي تحقيق . بل أصدر المدعي العام قراراً بتبرئة المتهمين عبر عدم الملاحقة . لكن وفقاً للكاتب المعروف ممتازير توركينيه فإن أردوغان مهما فعل فلن يستطيع لفلفة فضيحة الفساد التي ستلاحقه حتى النهاية .
تركيا أردوغان توغل في الخطيئة . هكذا بدأ هتلر حكمه بديمقراطية تجمع الجميع وانتهى كأعتى حزب فاشي ونازي عبر التاريخ ولم يكن أمامه سوى الانتحار . ولن تكون تجربة أردوغان مختلفة عن تجربة هتلر لا في مسارها ولا في . . . نهايتها .
نقلا عن صحيفة الخليج