عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمجد عرار يكتب : "الإخوان" ولغة التعطيل

بوابة الوفد الإلكترونية

من المسؤول عن مقتل ثلاثة عشر إنساناً وجرح العشرات من المصريين في يوم واحد؟ الحديث هنا ليس بلغة جنائية لأن هذه لها مختصوها، ولا قبل لصحفي أو كاتب أن يتناولها بأسلوب مشجّع مباريات كرة القدم .

من الطبيعي أن يتّهم "الإخوان المسلمون" ومن يتعاطف معهم الدولة وأجهزتها بمسؤولية ما يحصل، كما أن الدولة ومناصريها يتهمون "الإخوان" . بعض المقيمين على بعد آلاف الأميال يستفتون مواقفهم المسبقة وأيديولوجياتهم أو عواطفهم وينحازون لطرف، بل ويستفيضون بالشرح عن الأحداث كأنهم قادمون للتو من مصر .
في هذه الحالة من المجدي أكثر أن يتحدّث المرء ويفكّر ويحلّل بلغة العقل ومنطق المعادلات، وليس بمنطق الرغبات والأوهام، وألا يتعلّق بما تبثّه وسائل الإعلام التي لا تخفي انحيازها، فمن ينحاز، لا يمكن أن يكون مرجعية موثوقة لمعلومات يمكن البناء عليها . وفي مطلق الأحوال، فإن بعض المشاهدين من بعيد، يدهم في الماء، ولا يشعرون بمن يدهم في النار . وطالما أنهم ليسوا شركاء في دفع الثمن فإنهم يفصّلون المواقف وفقاً لأهوائهم، وينسجون الأوهام بناء على ما يشاهدون عبر وسائل يمكن التلاعب بها بسهولة ويسر .
ما هو مؤكّد أن القتلى والجرحى لم يسقطوا في بيوتهم، وأيا كانت ظروف نزف دمائهم فإنها تدمي قلب كل إنسان لديه ذرّة من رحمة . ومن المؤكّد أيضاً أن الضحايا لم يكونوا لصوصاً متسلّلين من نوافذ بيوت لينهبوها، بل خرجوا بناء على دعوة من "الإخوان" تحت العنوان ذاته وهو رفض الجماعة التسليم بإزاحتها من السلطة، وتوظيف الشارع من أجل العودة مرة أخرى بعد إسقاط الوضع القائم .
سواء سقط الضحايا برصاص هذا أو ذاك أو طرف ثالث، فثمّة بيئة حاضنة لكل ما هو فوضوي وسلبي ومكلّف ومستنزف للبلد والشعب وأبناء الفقراء، على الأغلب .
هل هذا نضال أو جهاد؟ لكي يكون كذلك لا يكفي ربطه بالهدف، بل بالقدرة على مراكمة الإنجازات على طريق تحقيق هذا الهدف . ولنتحدّث بلغة الواقع، فلا يمكن للحرق وقطع الطرق أن يوصلا أحداً إلى السلطة . وما يجري من شيطنة للجيش يجعله أكثر جذرية في مواجهة مشيطنيه وأبعد كثيراً عن مراميهم، بل يزيده تماسكاً كلّما شعر أن الوطن هو المستهدف وأن أبناء الوطن يزج بهم في معركة لأجل جماعة . من المؤسف أن تكون سيناء هادئة طوال سنوات احتلالها من الصهاينة، فيما تشتعل اليوم تحت مسمى الجهاد .
في هذا المشهد، يقفز تساؤل عن سبب هذا التصعيد المفاجئ الآن، وهو مرتبط بوضوح باستحقاق الاستفتاء على الدستور . هل ينجح "الإخوان" بهذه الطريقة في تعطيل الاستفتاء؟ ربما، لكن هذا سيفضي إلى نتيجة وحيدة هي استمرار الفوضى وإطالة أمد المرحلة الانتقالية والحكم القائم، وفي نفس الوقت إلى مزيد من تضييق الخناق على "الإخوان"، ولن تكون لعبة "المظلومية" واستدراج الدماء كافية كأداة لتغيير جذري على مستوى صراع السلطة، وستفشل كما في مناطق أخرى . أما استعطاف العالم فنوع من العبث، ويبقى أن التعطيل ليس سياسة .
نقلا عن صحيفة الخليج