رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسام فتحى يكتب: فاض الكيل

حسام فتحي
حسام فتحي

.. والله العظيم مصر لا تستحق منكم ذلك أبداً.. أبداً..

عندما سئل الداعية الاسلامي الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي لماذا لا تنتمي الى أي حزب ديني أجاب بحكمته المعهودة: «لان الانتماء إلى حزب ديني ليس من ركائز الاسلام.. ولا يضر إسلامي شيء إن لم أنتم إلى هذا الحزب،.. فأنا مسلم قبل أن أعرفكم، وأنا مسلم قبل أن تكونوا حزبا،.. وأنا مسلم بعد زوالكم،.. ولن يزول إسلامي بدونكم،.. لأننا كلنا مسلمون وليسوا هم وحدهم من أسلموا.. إنني ارفض ان انتمي إلى حزب يستجدي عطفي مستندا على وازعي الديني، قبل أن يخاطب عقلي، وهو حزب سياسي قبل ان يكون دينا، وهو يمثل الفكر السياسي لأصحابه ولا يمثل المسلمين،.. لأنني أرفض ان استجدي ديني في صندوق انتخاب، فديني لا استجديه إلا من خالقي.
اتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين الى السياسة، فإن كنتم أهل دين فلا جدارة لكم بالسياسة، وان كنتم أهل سياسة فمن حقي ألا اختاركم.. ولا جناح على ديني».
كم أنت رائع وحكيم، رحمك الله فأنت امير الدعاة في العصر الحديث، وأحد أكثر من انجبتهم المحروسة تأثيراً في الناس كافة، مسلمين وغير مسلمين.
.. بصراحة.. فاض الكيل.. ولم تعد مصر تحتمل منا جميعاً اكثر من ذلك،.. وما لنا لا نهدأ ونتعقل ونفهم ان «الحرب» التي نخوضها ليس فيها غالب ولا مغلوب، بل الجميع خاسرون، والكارثة ان هذه «التراجيديا» التي نعيشها لو طال امدها قليلا.. فلن نجد ما نختلف حوله.. نعم ستسقط الدولة، .. وسنستغرق عقوداً لنستعيد «مصر» التي نضيعها جميعاً بحرب سلاحها العناد.. وتغليب المصلحة الفردية، والمراهقة السياسية، والغباء الاداري، والمعارضة الصبيانية، والعمالة للداخل والخارج، والأموال الحرام التي ينفقها المتضررون من «خلع» رأس الفساد.. أما وقود هذه الحرب الغبية فهو للأسف.. مصر وشعبها وحاضرها ومستقبلها .. وثورتها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
.. السيد الرئيس المنتخب.. أرجوك.. «احكم» مصر، احكمها بالحكمة والحزم والشدة، والقرارات الحاسمة، فالوضع لم يعد يسمح بالقرارات المتسرعة، والتحركات المرتبكة، فأنت الحاكم والرئيس المنتخب في أشد ظروف مصر صعوبة، فاحكم واحزم بالحق وفي الحق وللحق، ولا تستمع لمغرض أو جاهل أو قليل خبرة – وضع مصر فوق جميع المصالح، واجمع المصريين جميعاً حولك،

ولا تشتتهم، واصفح عمن يقول لك «ارحل»، فلا نريدك أن «ترحل» ولكن أن تحكم وتعدل وتحزم وتعبر بمصر كلها إلى بر الأمان.
يا رجال «الجماعة» الأفاضل، اعلموا أنكم تضغطون على الرئيس أكثر من أعتى خصومه،.. رضينا بمرسي رئيساً منتخباً، فوجدنا 100 «مرسي» يحكمون،.. يا سادة أنتم حزب الأغلبية الحاكم، لكنكم لستم «الدولة المصرية»، والفارق كبير، لستم وزارة الداخلية فتقبضوا على الناس وتنتزعوا منهم الاعترافات، وتأخذوا ما تعتقدون أنه حقكم بأيديكم،.. ولستم وزارة الدفاع لتدافعوا عن «مصر» ودستورها ورئيسها، فاهدأوا قليلاً ودعوا «ممثلكم» يحكم دون ضغوطكم، ودون «إرشادكم»، ودون عشرات المتحدثين باسم د.مرسي، ولسان حالهم يقول «كلنا مرسي».
.. ويا شيخ حازم،.. محبتك في قلوب الملايين نعمة من الله، أنعم بها على والدكم الراحل – رحمه الله – قبلك، فاستغل هذه المحبة في تجميع الأمة على قلب رجل واحد ..
ويا أقطاب المعارضة الوطنية، أنتم رموز مصر، نحترمكم ونعلم نواياكم، لكن الوقوف في الميادين، ومحاصرة مقر الحكم، ورفع «لاءات» عدم التفاوض المسبقة، ورفض كل ما يخرج من «الاتحادية»، والمطالبة بـ«رحيل» رئيس منتخب بعد 5 شهور.. مهما ارتكب من أخطاء، لا ترقى الى حد الخطايا، شيء لا يمكن تفهمه، فأعينوا الرجل على «الحمل الثقيل» حتى لا نغرق جميعا.
ارحموا مصر جميعا.. وارحمونا فقد فاض الكيل ونشعر أننا على أبواب ثورة جديدة.. عليكم كافة.. فاحذروا أن تقضوا بكل «نقائصكم» على ما بقي من بلدنا جميعا.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية