رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شريف عبدالغني يكتب:رئيس مصر الشرعي هارب فى "المول" الخليجي!

شريف عبدالغني
شريف عبدالغني

يوم وقفة عيد الأضحى المبارك الخميس الماضي، كلما قابلت زميلا أو قريبا أو جارا سواء في القاهرة أو القرية ستجده صائما «لأن دي وقفة عيد.. وكل سنة وأنت طيب» كما يقولون.

نفس الشخص بمجرد أن يتناول الإفطار يتجمع مع أصحابه ويذهب إلى سهرة صباحي خارج المنازل (في الريف الحقول هي المكان المفضل لهذه السهرات)، لا مانع فيها من تناول كل المشروبات والمكيفات التي تتعارض مع صيامه ومع المناسبة ومع الأديان عموما، وإذا سألته عن سر هذا التعارض، سيجيبك: «لأن دي ليلة عيد.. وكل سنة وأنت طيب».
هذا ملمس من ازدواجية المصريين، التي لا تخلو من تبريرات متوارثة تحمل من خفة الظل بقدر ما تحمل من فهم قاصر للدين. التبرير الأشهر هو «ساعة لربك، وساعة لقلبك». ربما هذه المفارقات تحدث بصورة واضحة في الحج. أهم ما يشغل كثير من الحجاج المصريين قبل ذهابهم إلى الأراضي المقدسة هو تجهيز علب السجائر ودخان «المعسل» التي تكفيهم طوال فترة أداء الفريضة. لو ذهبت لتوديع الحاج من هؤلاء ستجده يضع اللمسات الأخير على «الشيشة» التي سيأخذها معه حتى يعدل مزاجه هناك. أحدهم -وكان رحمه الله من ظرفاء قريتنا- عاد من أداء الفريضة بانتصار كبير رأى أنه تميز به عن بقية الحجاج الآخرين الخائفين. زعم أنه استطاع دخول الأماكن المقدسة ومعه «الحشيش» الذي لا يحلو السهر من دونه. ولمن لا يعرف المصريين جيدا فإن تعاطي هذا المخدر أمر غير مستهجن في الثقافة الشعبية، وهناك كثير من الأفراح إذا لم يقدم لك فيها أهل العريس أنواعا مفتخرة من المخدرات فإنه يُـتهم بالبخل.
«الحشاشون» في فترة السبعينيات -وكنوع من إعلاء شأنهم- أشاعوا أن الرئيس السادات كان مثلهم يتعاطى الصنف. يقال إن الرئيس الراحل ذهب إلى «غرزة» دون أن يخبر الحضور بهويته، وشدّ نفسين من المخدر وبعدها سأله صاحبه في الجلسة: «هو البيه لا مؤاخذة بيشتغل إيه» فأجابه السادات: «رئيس جمهورية». فرد زميل الجلسة: «كده من أول حجر»!! كناية عن أنه «اتسطل» ويهذي في الكلام، ويعتقد أنه يتبوأ هذا المنصب الرفيع.
الفريق أحمد شفيق الشهير بـ «تلميذ مبارك النجيب» الخاسر في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، رغم أن لسانه حلو الألفاظ ويطـعم كلماته بعبارات ومصطلحات إنجليزية، إلا أنه ابن التربة المصرية، ولا ينفصل عن ثقافة أهله وناسه الذين احتشدوا حوله في محاولة أخيرة لإعادة إنتاج نظام كبيرهم المخلوع. الفريق كالعادة ازدواجي في تصرفاته.لا أقصد لا سمح الله أنه صام يوم وقفة العيد ثم ذهب ليلتها إلى سهرة صباحي يتعاطى «الصنف». لكن ازدواجيته في أمور أخرى تجعله أخف ظلا وأكثر نكتة من أبناء جلدته. لا ينسى له أحد أنه أول واحد في تاريخ يخوض حربا فيخرج منها قاتلا وقتيلا في الوقت نفسه، فكلما ذكر اسمه فإنه يقترن في الذهن بعبارته الأثيرة: «أنا شاركت في حرب أكتوبر وقتلت واتقتلت».
إذا كان بعض الحجاج يذهبون إلى الأراضي المقدسة، ومعهم «الشيشة» و «المعسل»، فإن «شفيق» تفوق عليهم وأتى فعلا لم يأت به الأولون.. فبعد انتهاء المعركة الانتخابية حزم حقائبه واتجه فورا إلى المطار بهدف السفر لأداء «العمرة» والراحة في البقاع الطاهرة ليغسل هموم وعناء وسهر أيام وليالي الانتخابات والمؤتمرات والتصريحات. هكذا أعلن.. لكن بعد أن حطت به الطائرة ظهر في صور يتجول في أحد «مولات» أبوظبي، مما جعله مسخرة الأمة، وليطلق عليه المصريون قذائف النكت،

ويطرحون تساؤلات عما إذا كان في ذلك «المول» يؤدى «عـمرة» بضم العين، أم «عَمرة» بفتحها! خلال عيد الأضحى لم يخرج «أحمد شفيق» عن الصف المصري. بعد قرار «جهاز الكسب غير المشروع» بمنعه وبناته من التصرف في أموالهم، ووضعه على قائمة ترقب الوصول، على خلفية اتهامات تطاله بالفساد واستغلال منصبه وزيرا للطيران في عهد «مثله الأعلى مبارك» لتكوين ثروات طائلة، فإنه راح يهدد ويتوعد بأن صبره «نفد» وأنه سيكشف مفاجآت خطيرة تهز أركان مصر، رافضا أن يصفه أحد بـ «الهارب».
أما المفاجأة التي كشف عنها «شفيق» فهي أنه الرئيس الشرعي لمصر، وأن الانتخابات الرئاسية تم تزويرها لصالح «محمد مرسي»، وأن وصول الأخير إلى قصر الحكم تم بـ «صفقة» مع المجلس العسكري الذي حكم البلاد بعد خلع مبارك. وعلى الفور تلقف النائب العام بلاغ «شفيق» لتصفية الحساب مع رئيس الدولة بعد محاولة «مرسي» إبعاده عن منصبه كمطلب شعبي، وأمر بالتحقيق بشأن التزوير في عمليات التصويت. لكن فات «شفيق» وحضرة النائب العام أن قرارات اللجنة العليا للانتخابات محصنة، ولا يجوز الطعن عليها.
ما يهم في هذا الموضوع أن مفاجأة الفريق، تثبت أيضا أنه لا يتخلى أبداً عن «الازدواجية». لقد اعترف يوم إعلان النتيجة رسميا بهزيمته، وتمنى التوفيق للرئيس الفائز. فماذا الذي جعله بعد نحو 4 أشهر يتذكر أنه الفائز وأن منافسه انتصر بالتزوير؟ ولماذا ينسى أن المجلس العسكري كان يدعمه بكل الطرق ووقف على طول الخط ضد «محمد مرسي»؟ وكيف يتخيل عقد «العسكر» صفقة مع «مرسي» الذي لم تربطه أي علاقة بهم، بينما الطبيعي أن تكون الصفقة بينهم وبين «شفيق» نفسه نظرا لعلاقته الطويلة بالقيادات العسكرية سواء في الجيش أو السلطة؟ ولماذا تناسى تصريحاته بأنه استشار المشير حسين طنطاوي في أمر ترشحه للرئاسة، وأن علاقته بـ «طنطاوي» مثل علاقة الإعلامية لميس الحديدي بزوجها عمرو أديب، بحسب ما قال لها في لقاء تلفزيوني!
أفكر في أن أخطف رجلي إلى «مول» أبوظبي، حيث يوجد «الفريق» وأسأله: يا سيادة «الشفيق»، لماذا سبق واعترفت بنتيجة الانتخابات؟
أظنه سيجيب: «لأن دي وقفة عيد.. وكل سنة وأنت طيب».
سأعود وأسأله: لكن لماذا تناقض نفسك الآن وتقول إن الانتخابات مزورة؟
مؤكد أنه سيرد: «لأن دي ليلة عيد.. وكل سنة وأنت طيب»!!