عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخليج الإماراتية: مصر والخوف من الغد

جمعة حراسة الثورة
جمعة "حراسة الثورة" بميدان التحرير

لا يبدو المشهد المصري مشجعاً على التفاؤل بعد بيان المجلس العسكري وردود الفعل عليه من جانب “الإخوان” والمتظاهرين الذين ملأوا ساحة التحرير .

ويزداد المشهد غموضاً وخوفاً مع قرب الإعلان عن الفائز في انتخابات الرئاسة، إذ يبدو أن المجلس العسكري قرر أن يمضي في دوره باعتباره “سيد اللعبة”، وهو الممسك بكل أوراقها، ويوجه دفتها حيث يريد، وكذلك نتائجها .
فقراره حل البرلمان، وإصداره الإعلان الدستوري المكمّل “باعتباره ضرورة فرضتها إدارة شؤون البلاد”، ووقوفه المضمر إلى جانب المرشح الرئاسي أحمد شفيق، إضافة إلى بيانه الذي حمل تحذيراً واضحاً إلى “الإخوان” من “مغبة الخروج على القانون والمس بالمصالح العامة”، كل ذلك يشي بأن “المجلس العسكري” حسم أمره وقرر المواجهة مع كل من يحاول تجاوز الحدود التي رسمها، أو التطاول على الصلاحيات التي منحها لنفسه بعد سقوط رأس النظام .
المجلس العسكري من خلال المواقف التي اتخذها والرسائل التي وجّهها يريد أن يقول، إن كل شيء يجب أن يتم تحت إشرافه، حتى رئيس الجمهورية المنتخب ليس استثناء، فهو تمكن حتى الآن من احتواء الثورة الشعبية بدلاً من أن تحتويه، بعدما نجح في فرض نفسه قوّةً وحيدة مؤتمنة على النظام والدولة، وحارساً لمصالح الشعب .
لقد عرف المجلس العسكري، كيف يلعب اللعبة من بدايتها، فهو لم يؤيد الثورة لأنه يؤمن بالثورة، إنما ترك النظام ينهار بعدما أدرك أن لا سبيل لديه للاستمرار أمام موجة شعبية عارمة وجارفة، وعندها التقط اللحظة فأدار ظهره لنظام هوى، وبرز كمنقذ وحيد

تحت شعار “الجيش والشعب يد واحدة” .
المجلس العسكري لن يسمح لرئيس أو برلمان أو أي جهة سياسية أن تتجاوز دوره وصلاحياته، أو الحدود التي رسمها لسياسات مصر الداخلية والخارجية . هو الآن ممسك بالسلطة والقرار، وهو الممسك بأكثر من ثلث الاقتصاد المصري من خلال مؤسسات اقتصادية وإنتاجية واستثمارية . . وكلها خطوط حُمْر غير مسموح الاقتراب منها .
لذا، فالرئيس الجديد أياً كان، والذي يأتي محمولاً بإرادة شعبية مهما بلغت نسبتها، سوف يواجه أمامه سداً منيعاً اسمه المجلس العسكري الذي لن يمنحه شيكاً على بياض .

من هنا، تحمل الأيام المقبلة إرهاصات مواجهة محتملة قد لا تحمد عقباها، وهذه المرة لن يكون ميدان التحرير مجرد ساحة للملايين تريد استمرار الثورة وترفع شعاراتها . فالمجلس العسكري قد يكون له موقف آخر تحت شعار “التصدي بمنتهى القوة والحزم لأي خروج على القانون”، وفق ما ورد في بيانه الأخير . . . . حمى الله مصر ودفع عنها كل الشرور .