رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فهمي هويدي يكتب :ذُخر أهم من مبارك

عقب الأصداء التي تركتها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي عبرت عن الترحيب والحفاوة بصعود الفريق أحمد شفيق في سباق الانتخابات الرئاسية في مصر، أصدر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليمات صارمة لوزرائه بعدم كيل المديح لشفيق بشكل علني، خشية أن يتسرب ذلك إلى الرأي العام المصري، ومن ثم يؤثر على حظوظه في الفوز. هذا الخبر بثته الإذاعة العبرية مساء الثلاثاء الماضي 29/5، وهو أمر مفهوم ولا مفاجأة فيه. إلا أن المفاجأة جاءت بعد ذلك في إشارة الإذاعة إلى أن قرار نتنياهو بإسكات الوزراء صدر إثر طلب من جهات مصرية لم تحدد (صدق أو لا تصدق!).

قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يلزم سوى وزرائه فقط والمنتمين إلى الائتلاف الحاكم، في حين لم يتردد الآخرون في التعبير عن فرحتهم باحتمال عودة رجل مبارك إلى السلطة، منتخبا هذه المرة. أما القيادات الإسرائيلية من خارج الحكومة فقد كان تعبيرها أكثر وضوحا وصراحة. آية ذلك مثلا أن شلومو بن عامي وزير خارجية إسرائيل الأسبق، قال في حوار أجرته معه الإذاعة العبرية صباح الإثنين الماضي (28/5) إنه إذا انتخب الفريق شفيق رئيسا للجمهورية فإنه سيكون ذخرا إستراتيجيا لإسرائيل، أهم وأجدى من مبارك (لأن شرعيته في هذه الحالة ستكون أجدر وأقوى).
بنيامين بن أليعازر النائب الحالي والوزير السابق الذي كان مهندس العلاقات المصرية الإسرائيلية (صاحب العبارة الشهيرة التي وصف فيها مبارك بأنه كنز إستراتيجي لإسرائيل)، قال في حوار نشرته له صحيفة «ذي ماركير» في 27/4 ما يلي:
< خروج="" اللواء="" عمر="" سليمان="" أو="" الفريق="" أحمد="" شفيق="" من="" المشهد="" السياسي،="" وإضعاف="" مكانة="" القادة="" العسكريين="" في="" مصر="" بشكل="" عام،="" ثم="" نقل="" صلاحياتهم="" إلى="" جهة="" مدنية="" ثورية="" يضر="" بمصالح="">
< إذا="" ما="" خسرت="" إسرائيل="" مصر،="" فلن="" يكون="" بوسعها="" أن="" تعوض="" هذه="" الخسارة="" على="" الإطلاق،="" الأمر="" الذي="" يحتم="" علينا="" الإبقاء="" على="" تلك="" العلاقات="" بكل="" السبل="" ومهما="" كان="">
< كنت="" أتواصل="" مع="" مبارك="" بشكل="" يومي.="" وكان="" عمر="" سليمان="" هو="" المسؤول="" عن="" حل="" أي="" مشاكل="" تعيق="" تدفق="" الغاز="" إلى="">
وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قال إنه: في حال صعد لكرسي الرئاسة من هو محسوب على الجهات المعادية لإسرائيل، فإن مصر بعدها ستصبح مصدر خطر يفوق الخطر الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني، لذا يتوجب تشكيل أربعة فرق عسكرية جديدة على الأقل والزج بها على الحدود مع مصر إذا ما تحقق هذا السيناريو. (معاريف 22/4/2012).
أما المعلق الإسرائيلي أمنون أبراموفيتش فقد قال إن الفزع من نتائج انتخابات الرئاسة المصرية جعل إسرائيل تتدخل بشكل غبي وبصورة أضرت بفرص حلفائها في القاهرة (قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية 17/4/2012).
التليفزيون الإسرائيلي ذكر صراحة أنه رغم ضبط النفس الظاهري، فإن حكومة نتنياهو قلقة من نتائج الانتخابات المصرية أكبر من البرنامج النووي الإيراني (19/4/2012).
في دراسة للجنرال والدكتور رون تيرا، بعنوان: «اهتزاز الفضاء الإستراتيجي لإسرائيل»، نشرتها مجلة «عدكون إستراتيجي»، في 3 أكتوبر 2011، جاء ما يلي:
من الأهمية بمكان أن يحرص العالم على أن تواصل

الإدارة المصرية بعد مبارك الالتزام بالخطوط العامة لسياساته لذلك يجب توظيف الدعم المالي الذي تقدمه الدول العربية الغنية لمصر في المساعدة على تحقيق هذا الهدف. ذلك أن مصلحة إسرائيل والغرب تقتضي أن يضمن أي رئيس مصري قادم تحقيق هدفين أساسيين هما:
أولا: الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل التي أخرجت مصر من دائرة العداء، ومكنت إسرائيل بالتالي من التفرغ لمواجهة الأطراف العربية الأخرى.
ثانيا: تواصل الشراكة الإستراتيجية مع إسرائيل، ذلك أن الشراكة التي وفرها نظام مبارك منحت إسرائيل القدرة على شن حربي لبنان 2006 وحملة «الرصاص المصبوب» على غزة أواخر عام 2008 في ظروف مثالية.
أضاف الرجل قائلا: «لا يحتاج أي رئيس مصري منتخب أن يعلن الحرب على إسرائيل لكي يسبب لها الأذى. بل يكفي أن تصدر عنه مواقف سياسية وإجراءات دبلوماسية بإمكانها أن تقلب البيئة الإستراتيجية لإسرائيل رأسا على عقب، لاسيما عقب تراجع وضعف مكانة الولايات المتحدة». في هذا السياق أكد الجنرال تيرا على أن صعود رئيس لا يتبنى أولويات مبارك وخياراته الإقليمية يعني بشكل واضح تآكل قدرة إسرائيل على توجيه ضربات لأعدائها في غزة ولبنان وفي المناطق الأخرى.
في ذات السياق، أصدر مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في مارس الماضي دراسة للجنرال المتقاعد والباحث الإستراتيجي جابي سيبوني، بعنوان: «ثورات العالم العربي ومغزاها للجيش الإسرائيلي» جاء فيها ما يلي: 
«كان نظام الرئيس مبارك، يمثل حجر الزاوية الأهم في النظام الإقليمي بالنسبة لإسرائيل، وكان أهم ضمانة لإفلاتها من أي عزلة إقليمية، علاوة على أن ذلك النظام لعب دورا مركزيا في مواجهة التحديات الإستراتيجية التي تواجه إسرائيل، لاسيما إيران، كما أنه حال بشكل غير مباشر دون إفساح المجال أمام تركيا لتهديد الفضاء الإستراتيجي لإسرائيل. إن سيناريو الرعب الذي ينتظرنا أن تسفر الانتخابات المصرية عن فوز رئيس لا يتبنى هذه المواقف».
لقد استبقت إسرائيل وصوتت لمن اعتبرته كنزا إستراتيجيا أهم وأجدى من مبارك ــ لذا لزم التنويه
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية