عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد البرنس يكتب:أزمة حاضر.. ومستقبل!

بوابة الوفد الإلكترونية

بصرف النظر عن توقيتها وموقعها وترتيبها على خارطة الطريق السياسي التي فرضها الحلف غير المقدس بين العسكري والاخوان، ورفضناه ومازلنا نرفضه، وبتجاوز – مرحليا – النتيجة التي يمكن ان تؤول اليها في جولتها الاولى التي انتهت مساء أمس الاول الخميس، أو في ملحق الاعادة المتوقع يومي 16 – 17 يونيو المقبل، انتهى – بأقل الخسائر – الشوط الاول من مباراة الانتخابات الرئاسية، وكما توقعت باحد البرامج الاذاعية، لم تزد نسبة المشاركين فيه عن %50 وربما اقل، من اجمالي المسجلين ولهم حق الانتخاب ويقدر عددهم بحوالي 53 مليونا.

وبحسابات حالة الزخم السياسي التي تشهدها البلاد منذ 25 يناير وحتى الآن اعتبر نسبة الاقتراع متدنية ولا تتلاءم مع صحوة الوعي لدى شرائح مختلفة وابرزها المهمشون رغم اختلافنا حول مضمونها وجدواها خاصة مع استحضار ما شهدته الـ 16 شهرا الماضية من تجاذبات وانشقاقات واشتباكات وملاسنات بين اطراف اللعبة السياسية، سواء أكانوا من اللاعبين الرئيسيين أو من اضطرتهم امكاناتهم المتواضعة للجلوس على «دكة الاحتياطي» خارج الملعب.
لكن – وللانصاف والموضوعية – نقول ان هذه النسبة ذاتها غير مسبوقة مقارنة بما كان يحدث في أي انتخابات او استفتاءات مماثلة، ويكفي في هذا الصدد ان اشير الى نسبة الاقتراع في اخر انتخابات رئاسية جرت في 2005 والتي حددتها جهات محايدة بأقل من %5.
اعترف بأني اسهبت واهدرت مساحة لا بأس بها من هذا المقال في الحديث عن مسائل اجرائية أو شكلية وغير جوهرية.
عموما استدرك لاقول لكل من يعتقد ان الامور سوف تتحسن بمجرد انتخاب الرئيس أنت واهم، بل وأسرفت في الوهم، فالصورة الانية والمستقبلية تبدو لكل ذي عينين شديدة القتامة، وتضاريس الواقع اخطر من التمنيات الطيبة والنوايا الحسنة.
سوف انحي جانبا المستقبليات حتى لا ابدو في نظر البعض كأني عراف أو ضارب ودع، وأتأمل الصورة الانية في ضوء ما هو معلن من اطراف اللعبة، وعدم رضاء كل طرف الا بما يوافق هواه، ثم تجاوزهم الى التهديد بما هو أسوأ من التظاهر والاعتصام.
واقع الامر يقول ان الانتخابات الرئاسية قام بأدوار البطولة فيها خمسة مرشحين، فيما ارتضى السبعة الباقون بدور الكومبارس المكمل للصورة، أو لنعتبرهم ديكور المشهد السياسي.
وكانت أولى ملاحظاتي على مجمل المشهد تصاعد حالة الانوية المسيطرة على كافة اللاعبين، نجوما وكومبارسا، وبدا وكأنهم جميعا يؤدون دورا مرسوما ولا قبل لاحدهم على الفكاك منه، باتخاذ موقف يحفظه التاريخ.
منذ البدء كان هناك مرشحان رئيسيان وثالث كومبارس، للتيار الاسلامي، ورغم ذلك لم تكن هناك أي نقاط التقاء بينهم وقتلت الرغبة الانوية في المنافسة على اية قواسم مشتركة بينهم.
على الطرف الآخر كان هنا مرشحان ممن يطلق عليهم الفلول، وكلاهما رفض ايثار الآخر عن نفسه.
وبقي مرشح ناصري مستقل لتكتمل الصورة، وكنت آراه – ليس لكوني احد مؤيديه – الاجدر على انقاذ البلاد والعباد من تبعات وتداعيات صراع الاسلاميين والفلول، والتي ستكون بالتأكيد مدمرة، اذ كنت اراه كشخصية يمكن التوافق عليه من جميع الاطراف بعيدا عن رغبات الانتقام التي تتردد صداها في طول البلاد وعرضها،

سواء من هذا الطرف أو ذاك.
لكن تمثل امام عيني الآن انه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، خاصة عندما يكون المشهد شديد التعقيد وتسوده الفوضى والعشوائية والتقاطعات غير المفهومة والبعيدة عن التبرير العقلاني الرشيد.
لنتجاوز عن اللغو الدعائي لهذا المرشح أو ذاك من نوعية خطة لـ100 يوم، ومشروع النهضة وغيرهما، في محاولة لتأمل تضاريس الغد في ضوء ما هو معلن من طرفي اللعبة الرئيسيين واقصد الاخوان والمجلس العسكري، خاصة بعد توقعات بانحسار فرص المنافسة على المنصب بين مرشحي الطرفين واستبعاد الآخرين.
الجماعة اعلنتها صراحة انها جاهزة ومستعدة للنزول الى الشارع – بالسلاح هذه المرة – اذا نجح مرشح معين والمعني الفريق أحمد شفيق، بينما اكد العسكري ان وصول احد الاسلاميين الى كرسي الرئاسة سيكون على جثته ولديه في ذلك اسباب مفهومة ووجيهة ومبررة، وهي – بالمناسبة – تتعلق بأعضائه شخصيا ولا علاقة بها بالشعب، فضلا عن انه لا يخفى على أحد مرشحه الرئاسي.
اذن كيف يمكن حل هذه المعضلة التي سيكون الشعب هو الخاسر الوحيد فيها لانه العالق في ثنايا صراعاتها. وخاصة ان كلا الطرفين كشر عن انيابه للاخر، والصدام بينهما – اذا حدث – لا يعلم مداه وخسائره الا الله.
لم اتطرق الى ماذا بعد، ومازلت اتأمل مصير قطع الدومينو التي اغلقت في وجهنا، وربما لهذا السبب وحده كنت اتمنى ان تتوافق الآراء على المرشح الناصري المستقل، باعتباره يشكل المخرج الوحيد لهذه الازمة التي نحن مقبلون عليها.
ليس لهذا السبب وحده تزداد الصورة قتامة، كما أرى فهناك اسباب كثيرة يمكن التعامل معها فيما بعد، لكني اتحدث عن اللحظة المفصلية الآتية التي تشكل مفترق طرق، جميعها اكثر وعورة من الاخرى، والمضي في أياً منها - بالضرورة - سوف يشكل خطورة لم تعرفها مصر في تاريخها ولا يبدو ان هناك فكاكا من هذا المنزلق، خاصة وان لا احد يريد دفع فاتورة تجاوزه، على الاقل في الوقت الراهن، لكني ازعم اننا في النهاية سوف ندفعه صاغرين.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية