عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زاهى حواس يكتب:عندما تمرض الماعت!

زاهي حواس
زاهي حواس

الماعت هي تجسيد الحق والعدل والنظام في مصر القديمة، وعلى أساسها قامت الحضارة المصرية القديمة؛ وكان على ملك مصر أن يرسي الماعت في الأرض لتقاوم كل قوى الشر في المجتمع الإنساني لكي يستقيم ميزان الكون؛ الذي كان وفق المعتقد المصري القديم يقوم على فكرة الصراع الدائم بين قوى الشر ممثلة في «ست» - الأقرب إلى الشيطان - وقوى الخير ممثلة في الماعت.

ورهن المصري القديم استمرارية الكون والحياة بانتصار الماعت الدائم على ست. وتتجلى عظمة الفكر المصري القديم في أنه أرجع أسباب الوهن والفوضى في المجتمعات البشرية إلى ضعف الماعت واختلال المعايير والقيم السليمة في المجتمع وتخلفه؛ مما يؤدي بطبيعة الحال إلى استقواء الشر وأتباعه وانتصارهم مؤقتا على قوى الخير، لكن الإيمان كان عميقا لدى المصري القديم من أن الشر لا يبقى في الأرض طويلا، وأن الخير دائما وأبدا ينتصر، ولذلك كان دائما الأمل في التمسك بقيم الماعت ومحاربة ست بكل الوسائل لكي يستمر شروق الشمس وفيضان النهر وخروج الخير من زرع الأرض وصيد البر والبحر.
هذه المقدمة بمناسبة ما تمر به الماعت في أيامنا هذه من حالة ضعف ووهن استغله أتباع ست في الانقضاض على كل ما هو جميل لتشويهه؛ وكل ما هو خير لتزييفه، ونصبوا من أنفسهم أبطالا ومناضلين، لكنهم بالطبع لن يخدعوا الناس طويلا، وسرعان ما سينكشف زيفهم وتتساقط أقنعتهم، وبعدها يرجعون إلى جحورهم مرة أخرى انتظارا لفرصة ثانية حينما تهتز الماعت وتمرض ليعاودوا الكرّة من جديد. هكذا يتم استغلال ثورة 25 يناير (كانون الثاني) من أعداء الخير وأنصار الشر، ونجحوا في تشويه كل ما هو طيب،

وتجميل كل ما هو غث، وبدأ الناس يكشفونهم ويواجهونهم، وقريبا تشرق شمس جديدة على بلد المصريين.
في إحدى المحطات الإذاعية الفاشلة فوجئنا باستضافة من يدعي أنه عالم آثار مصرية، مع أنه لم يكتب في حياته بحثا، سواء كان علميا أو غير ذلك؛ والأدهى أن حياة هذا المدعي مليئة بالجزاءات والعقوبات نتيجة لانعدام الضمير في العمل، منها سرقة قطع أثرية من الذهب كانت عهدته، وادعى أن الفئران أكلتها، وكان أغرب تفسير سمعه المحقق الذي اندهش عندما وجد الصندوق سليما وداخله العلبة الكرتونية للقطع الذهبية سليمة لم تمسسها الفئران، والتي يبدو أنها كانت تسعى فقط لأكل الذهب! وحوكم بالإيقاف عن العمل لمدة ثلاثة شهور بعد استعمال الرأفة. وقد وجدها فرصة للانتقام بعد الثورة، وظل موجودا على الساحة ينشر أكاذيبه ضد كل من يعمل بجد لحفظ التراث الأثري المصري؛ وبالطبع نالني من سمومه الكثير ولم أرد عليه؛ لأن هذا الوقت هو خاص بست - رمز الشر - وأتباعه.
لا يمكن أن يستمر ست.. لا بد للخير أن ينتصر في النهاية.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط