عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي بن حسن التواتي يكتب :وتعلو مصر فوق الجراح

بوابة الوفد الإلكترونية

بوعي ومسؤولية، لخص مسؤول الشؤون العربية في «عكاظ» يوم الاثنين الماضي التفاعلات والتجاذبات التي تسود الساحة السياسية المصرية وانعكاساتها

وتداعياتها على محيطها العربي والإقليمي. ولم يعد خافيا على أي متابع للأحداث أن يميز الجماعات والتيارات التي تتصارع وتوظف كل ما يمكن توظيفه من أقوال وأفعال وتحالفات حتى لو تعارضت مع شعاراتها القيمية والأخلاقية التي ترفعها منذ أجيال. وهاهم جميعا مع احتدام الصراع على كرسي الرئاسة يكشرون عن أنيابهم ويكشفون عن أبشع الوجوه التي يمكن أن يتم الكشف عنها. وسواء كانت هناك أصابع أجنبية تحرك الأحداث في مصر أو لم تكن، إلا أن الواضح هو أن تلك الجماعات تنساق بسذاجة أو بتدبير نحو منزلق خطير سينتهي بالتأكيد إلى عزل مصر عن محيطها العربي وتحجيم دورها وإعادتها إلى دهليز (المصرنة) ومعاداة العروبة الذي أدخلت فيه رغما عن إرادة شعبها في المرحلة التي انتهت بتوقيع اتفاقية السلام المصرية مع إسرائيل في (كامب ديفيد) يوم 17 سبتمبر 1978م. وما لبث الشعب المصري العربي الأصيل أن تبين أن الانفتاح الذي ألهي به لفترة من الزمن كان استهلاكيا بحتا لم يضف لاقتصاده أية قيمة تذكر لتتصاعد معدلات البطالة والفقر والعشوائيات. وفي وجه تصاعد المد الشعبي ومصرع السادات اضطر خلفه للانفتاح على العالم العربي من جديد ولكن في حدود ضيقة لم تمكنها من استعادة دورها الإقليمي المعروف عبر الأجيال والقرون. بل إن الفساد والوهن أخذ منها كل مأخذ حد تجرؤ بعض الأنظمة الأفريقية التي لم يكن يجرؤ زعيم من زعمائها على مجرد النظر في عيني زعيم مصري على التهديد بتحويل مجرى النيل. واليوم، وبعد أن أطاح الشعب المصري بالفساد ورموزه ها هم من يتسابقون على إرث السلطة يرمون عرض الحائط بكل القيم بما فيها الاستجابة لإرادة الشعب المصري، الذي ظن لوهلة أن فيهم خيرا، ويفتعلون الصراعات مع المجلس العسكري الذي أجبر على التفرغ للدفاع عن نفسه وعن شعبه من المخاطر الداخلية بدلا من التفرغ لتطوير قدرات القوات المسلحة وتجهيزها لمهمتها الأساسية في حماية البلاد والعباد. لقد وضع المجلس العسكري المصري في موقف لا يحسد عليه فإما أن يسلمهم السلطة فورا دون أي ضمانات لباقي الأطراف والقوى السياسية والدينية الأخرى أو يشعلون الشارع بالاضرابات والاعتصامات والمليونيات التي لا تنتهي .. ومع اقتراب موعد الانتخابيات الرئاسية، وتأكد بعض التيارات أن الفرصة أمامها بوصول أحد مرشحيها للـ (الكرسي الكبير ) قد تلاشت، بدأت بخلط الأوراق المحلية بالإقليمية بكل ما توفر لديها أو

أملي عليها من خبث للتشويش على الانتخابات الرئاسية وإجهاضها قبل ولادتها حتى تبدو وكأنها انتخابات مزورة. وفي هذا السياق يمكن تفسير الهجمة الشرسة المنظمة على المملكة نظاما وحكومة وشعبا والتهجم على سفارتها وبعثاتها الدبلوماسية الأخرى. فمن يقفون خلف كل هذا يحاولون الربط بين المملكة والرئيس المتوقع انتخابه ويريدون القول إن أي مرشح رئاسة سيصل من التيارات الأخرى أو من المستقلين إلى سدة الرئاسة هو مرشح سعودي (بتاع السعودية). ولعل محاولة الربط اليائسة بين المملكة وما يجري على الساحة المصرية هي التي دفعت بأولئك اليائسين إلى التحالف مع إيران ضد المملكة والمصالح العربية القومية العليا رغم أنهم يقفون أيديولوجيا على النقيض من إيران ولكن يبدو أن شهوة السلطة والمصلحة لها أحكام تتغلب مرحليا على المبادئ والشعارات خاصة أن الإخوة على أسس عروبية قومية لم ولن تعني عند مثل هؤلاء أي شيء.. إذن نحن في مواجهة تيار عجيب متلون لا يتورع عن الإساءة لكل ما هو عربي أو حتى إسلامي إذا خالف توجهاتهم واعترض سبيل استئثارهم بالسلطة على النمط العراقي المالكي. ولذلك علينا ألا نتخلى عن الشعب العربي المصري الأصيل ونعمل على مساندة المجلس العسكري المصري الذي يشكل الضمانة الوحيدة والنهائية لسلامة مصر وجوارها العربي. ولذلك كلي ثقة بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يسمي مصر دائما «قلعة العروبة والإسلام» سيعمل كل ما بوسعه لنصرة مصر، ولن يسمح بتسليم قلعتنا وضمانة أمننا العربي القومي لمن يريدون بها سوءا، وسيثبت للعالم أجمع ولكل المتربصين أن التجييش الذي يجري على الساحة المصرية لن يزيد على كونه زوبعة في فنجان.
نقلا عن صحيفة عكاظ السعودية