عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدل عن ضائع

بوابة الوفد الإلكترونية

انتهى الفصل المسلي من ترشيحات الرئاسة المصرية، وبدأ العد الجدي لأهم موعد انتخابي في تاريخ مصر الحديث. فالانتخابات والاستفتاءات الرئاسية قبل الآن كانت مجرد لياقات من قبل صاحب الأرقام حيال الشعب بأن حقه قد أخذ في الاعتبار، أما النتائج فلها من لها، وعليها رجل وحيد لا يقبل منافسا، كما لا يقبل نسبة أقل من تلك التي تحسم له، ليس فقط المعركة الحالية، بل جميع حاليات جميع المعارك الآتية، بما فيها آخر معركة ما قبل الأبد.

مع أن تغيير العادات السيئة أمر صعب، فقد تخلت مصر بعد 25 يناير (كانون الثاني) عن لعبة «الثلاث ورقات» التي تقوم على الخداع النظري بحيث لا يربحها أحد سوى صاحبها، لكن إذا كانت جميع المعارك السابقة قد تميزت منذ 1952 برجل واحد، فإن المعركة الحالية تتميز برجلين اثنين: فقد رشح «الإخوان» خيرت الشاطر، ثم اكتشفوا أن القانون قد يلغي صلاحية الترشيح (وقد لا يلغيها)، فدفعوا برئيس الحزب محمد مرسي بدلا عن ضائع.
«بدل عن ضائع» مصطلح ميري معناه إذا أضعت هويتك، مثلا، تعطى هوية مؤقتة تسمى «بدلا عن ضائع»، أو إذا أضعت صكا، أو شيئا من هذا القبيل، فإذا ثبت حقا أن غلطة الشاطر بألف صححها الحزب تلقائيا، بأن يرسو الاختيار على السيد مرسي.
وعمر سليمان، مرشح اللحظة الأخيرة، هو أيضا «بدل عن ضائع». أولا، هو بدل عن نفسه، فقد

عين نائبا للرئيس في الساعة الضائعة، بدل أن يعد في الساعة المناسبة، وثانيا هو بديل عن المؤسسة العسكرية التي تريد المشاركة في زمن الاختيار، كما منعت هذه المشاركة في زمن التعيين، وأبقت لنفسها ديمومة الترؤس.
وعمرو موسى بدل عن ضائع بدوره، فيوم أحيل على الاستيداع في أمانة الجامعة العربية كان السبب الأساسي أن شعبيته المتزايدة في الخارجية تطرحه مرشحا قويا لرئاسة الجمهورية، فتقرر إبعاده عن الضوء إلى المحرقة، فإذا به يأخذ معه تلك المهارة في صناعة الأضواء في منصب اشتهرت عنه صناعة الظل.
ومسكين أجرأ المرشحين أيمن نور! فعلى قول المثل: «اللي ما لوش حظ تطلعلو عضمة في الكرشة»، ترشح ضد مبارك فسجن على فعلته، والآن لا يحق له الترشح – مثل الشاطر – بسبب الحكم الذي صدر عليه بالذات، يعني هو «ضائع» بلا بدل وبلا أمل، كأنما مش كفاية المرة الأولى، «برضو تاني؟».
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط