عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأذان في مجلس الشعب المصري.. استعراض أم دروشة!!

جمال بن حويرب المهيري
جمال بن حويرب المهيري

تعلمون كيف بدأ الأذان في الإسلام وقد كان رؤيا رآها صحابيان جليلان هما عبدالله بن زيد وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، والعجيب أنّ الصحابة كانوا في اختلافٍ ذلك الوقت فماذا يصنعون لتنبيه الناس على أوقات الصلاة؟ فمنهم من قال ننفخُ في بوقٍ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: هذا لليهود، فقال آخر : نضرب بالناقوس فقال الرسول: هذا للنصارى، فقال آخر: نشعل النار فقال الرسول هذا للمجوس.

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم مخالفة أهل الضلالة، ويبدو من القصة أنّ الذي سمي بعد ذلك بالأذان وهو الإعلام لغةً قد كان شورى ولم يكن وحياً حتى جاء الصحابي الجليل عبدالله بن زيد فقص الرؤيا على حبيبنا المصطفى فأقره وقال له علّم بلالا ما رأيت فقام بلال رضي الله عنه فأذن وخرج عمر بن الخطاب عندما سمع الصوت وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه رأى مثل بن زيد، مما يدل على أنه تعليم سماوي نال شرفه بن زيد وبن الخطاب ثم استمر الأذان كما تسمعونه كل يوم منذ عهد رسول الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
للأذان أحكام تحدث عنها العلماء ولكني سآتي هنا بفائدة فقهية واحدة وهي أنّ الأذان سنة مؤكدة عند أكثر العلماء ومن بالغ فيه جعله فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين وهي إحدى روايات الإمام أحمد رحمه الله، وقد يسأل سائل ما بالك تحدثنا عن هذه الفوائد الفقهية؟ وما علاقتها بمجلس الشعب المصري الذي عنونت به مقالك ؟
قلت : لأن هذه المعلومات من صلب هذه المقالة التي كتبتها اليوم حرصاً على الدولة المصرية الجديدة التي نشأت بعد نظام مبارك والتي ورثت ملك مصر بعد عزيزها والتي يحاك حولها الكثير من المكائد والحيل والدسائس وهم في معمعة نشوة النصر أو في مجاهل دهاليز الحكم الجديد أو أنّ هذا الأمر لم يتخيلوه في حياتهم فباتت تصرفاتهم وأقوالهم بعيدة عن الحكمة أو التصرف الصحيح بسبب قلة الخبرة السياسية أو ابتعادهم أصلا عن هذه

الأعمال العامة وفوجئوا كما تفاجئنا نحن بوصولهم إلى هذه المقاعد خلال فترةٍ قصيرةٍ أو قل بقفزةٍ من القفزات التي لم تكن في حسبان أحد!!.
لقد قرأت كما قرأتم منذ فترةٍ قصيرة أنه قام عضو في مجلس الشعب المصري بالأذان والنواب في مناقشاتٍ وأفكارٍ كثيرةٍ واعتراضاتٍ حول طريقة معالجة الشرطة للمظاهرات التي راح ضحيتها كثير من الشباب.
وما كان من رئيس المجلس المنتخب إلا أن طلب منه التوقف كعادة أي رئيس لمجلسٍ منتخب من الشعب يرى تصرفاً غريباً في مجلسه ولكن هذا النائب استمر في أذانه كأنه لايسمع مخالفا آداب المجالس المنتخبة متبعا لرأيٍ رآه هو بنفسه، وكان مما قاله هذا الرئيس لهذا المؤذن:
"هذا ليس وقت صلاة حتى تقوم بالأذان، ولست أكثر إسلاماً من الحاضرين ولست أكثر فقهاً في الدين من الموجودين، وإذا أردت الصلاة فلتذهب إلى مسجد مجلس الشعب على بُعد أمتار من القاعة".
قلت: لقد قمتَ أيها العضو الجديد بالأذان في المجلس من غير حاجةٍ وجعلت العالم ينظر إليك وإلى مجلسك بنظرةٍ أخرى نظرةِ الريبة والترقب ودولتك العزيزة مصر محتاجة إلى تجديد كبير لتعود إلى سابق مجدها وعزها، ولكي لا تتكالب عليها الدول العظمى، كما فعَلتْ وتفعل وتزيد حدتها وتقل، حسب ما تراه من التطورات، وتذكر بأنّ هناك مصائب جرتها هذه الحركات على أصحابها وهم لا يشعرون.
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية