عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر الثورة ليست مصر مبارك

مازن حماد
مازن حماد

تطفو على السطح هذه الأيام مشكلة العلاقات بين مصر الثورة والولايات المتحدة الأميركية، إذ لم يعد ممكناً في العهد المصري الجديد

أن تسير الأمور بكلمة أو إشارة من حسني مبارك أو السفير الأميركي في القاهرة، ولم يعد ممكنا أيضاً أن تنتهك سيادة مصر كل يوم على يد الأميركيين الذين أقاموا لهم في المدن المصرية عدداً كبيرا من المنظمات غير الحكومية التي تقدم المساعدات المالية المشبوهة وتجري استطلاعات الرأي المريبة في جنبات البلاد.

لذلك لا نستغرب عندما نرى القضاء المصري يتدخل إيجابيا في المشكلات التي أثارها نشاط هذه الجمعيات والمنظمات المثيرة للشكوك. وإذا أردنا أن نكون موضوعيين علينا أن نعترف بأن قضية المنظمات الأميركية التي أثارت غضب الإدارة الأميركية بسبب إخضاع تلك المنظمات غير الحكومية للقوانين والضوابط المصرية، لا تشكل إلا جانباً من الصورة الأشمل والأعمق للعلاقات المصرية ــ الأميركية التي تعرضت لرياح الربيع العربي.

ولا تكتمل الصورة إلا إذا علمنا أن مصر تتلقى مساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة بالمليارات، غير أن الوجه المخزي لهذه المساعدات هو أن الجزء الأكبر منها كان يذهب إلى رأس النظام وأولاده وأقاربه وأعوانه.

لذلك كله يجب ألا نستغرب إذا كانت هناك أصوات وطنية مصرية تدعو إلى تصعيد القضية والتعامل بندية مع الولايات المتحدة.

وقد كان الاستياء الأميركي شديدا تجاه مثول حوالي عشرين أميركياً للمساءلة من قبل القضاء المصري للوقوف على تفاصيل أعمالهم المشينة والمهمات المكلفين القيام بها سواء من وزارة الخارجية أو أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة.

والدرس الذي يجب أن تعيه واشنطن من هذا الموضوع هو أن مصر الثورة

ارتدت عباءة جديدة بعد «25» يناير الماضي، وأن هذه العباءة منحتها القوة والحصانة ضد الخضوع والمذلة لأي جريمة كانت.

ومن هذا المنطلق فإن على القاهرة أن تندفع نحو استكمال دائرة التعاون والاصطفاف بين السلطة التشريعية الممثلة بمجلس الشعب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي استجاب مشكوراً لمطالب الشعب والقوى الثورية والسياسية لتقريب موعد تسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة وكذلك إلى رئيس جمهورية مدني منتخب.

وإذا كنا مطمئنين إلى أن الشعب المصري العظيم قد نجح في صد جميع محاولات الثورة المضادة، فإن إرادة الجماهير الزاحفة على الميادين لم تنتصر فحسب، بل إنها ما زالت تقطف الانتصارات واحداً تلو الآخر.

ولقد راقبنا بكثير من الاهتمام والتقدير مطالب الشعب المصري وهي تخضع للتلبية في الوقت الذي ما زالت فيه دول عظمى على رأسها الولايات المتحدة تحاول أن تعطل بقدر المستطاع مسار الثورة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في عهد حسني مبارك. لكن هيهات، فقد تغير كل شيء وانتصرت الثورة ولم يعد ممكنا العودة إلى الوراء.

نقلا عن صحيفة الوطن القطرية