عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر منقسمة ب (ثورة ناقصة)

لأن الثورة التي اندلعت في مصر قبل عام، وأحدثت تغييراً جوهرياً في النظام السياسي المصري، لها خاصية فريدة وأسلوب غير مسبوق، إذ اجتمعت في ساحاتها كل ألوان الطيف السياسي والديني والاجتماعي بتبايناتهم الواسعة والعميقة مما تجسد في ظهور عشرات الأحزاب والمنظمات والقوى التي كل منها يدعي أحقيته في الثورة وتدبيرها ومسؤوليته عن مسارها حتى تحقيق كامل الأهداف التي يختلفون حول مضمونها ومراحلها ورموزها. ونتيجة لحدة الصراعات حول الأسس والغايات والتوجهات، فإن المشهد السياسي في مصر أصبح مرتبكاً ومعقداً بوجود عدة شرعيات متصارعة على المستقبل.

وربما كان ’’ الثوار’’ الذين حركوا قوى الثورة يدركون أن المستقبل القريب المنظور ليس في أيديهم ولا من ترتيبهم، إذا أكدت صناديق الانتخابات أنهم خارج مركز القوة التنفيذية والتشريعية، وهو ما جعل معظم الثوار يشكّون في إمكانية استكمال الثورة التي يرونها ناقصة لم تكتمل بعد، بل لم تبدأ بعد من وجهة نظر الكثيرين.

ومن أجل ذلك استعصم مؤيدو حركة 25 يناير بالميادين وأكبرها ميدان التحرير الذي يرمز إلى أن الثورة مستمرة، وهو ما يناقض الواقع الذي يشكله المجلس العسكري الحاكم والقوى التي فازت في الانتخابات.

مؤيدو حركة 25 يناير جربوا معظم الأدوات والوسائل التي يتيحها لهم الميدان، للضغط على المجلس العسكري للتخلي عن السلطة فوراً، وهو أمر لم يؤيده الأحزاب الدينية التي ترى أن الوقت كفيل بإجبار المجلس العسكري على التخلي عن السلطة عندما تستكمل الإجراءات الخاصة بانتخابات الرئاسة بعد نجاح الانتخابات التشريعية.

ولم يجد المحتجون المعارضون لبقاء المجلس العسكري غير الدعوة إلى الإضراب السياسي والعصيان المدني، وهي دعوة لم تجرب في مصر منذ

عقود طويلة، مما قد يثير بعض النقاط التي قد لا تكون في صالح الدعوة، خصوصاً إذا كان كثير من القوى المنتخبة رفضت الاستجابة لهذه الدعوة.

أمران قد يساهمان في نجاح الإضراب، الأول واقعة الصدام في استاد بورسعيد الذي مات فيه 77 شخصاً من مشجعي النادي الأهلي الذي أعلن الحداد لمدة أربعين يوما، وهو ما يعني أن الحزن الشعبي قد يتحوَل إلى غضب حاد يدفع بنجاح الاضراب والعصيان المدني، أما السبب الثاني فإن الوضع الاقتصادي يتراجع بصورة مذهلة على الرغم من تحسن البوصة المصرية خلال اليومين الماضيين، إلا أن الذين لا يعرفون طريقاً للبورصة وتعقيداتها لا يهمهم كثيراً ما يحدث في سوق الأوراق المالية. فهم يقيسون الأمور بالأسعار الطاحنة والمثيرة للإحباط والاكتئاب.

في ظل هذا الوضع من المتوقع أن ينجح الإضراب ولكن هل تنجح ضعضعة القوى الإسلامية أم في إضعاف مركز المجلس العسكري الحاكم؟ ربما الاثنان معاً فتصبح مصر المنقسمة أمام مفترق طرق نحو تحدٍ واحد. . هل تكتمل الثورة بالانقسام أم لن تكتمل أبداً؟!

نقلا عن صحيفة اخبار العرب الاماراتية