التاريخ يعيد نفسه
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80) مليون إنسان نزرع لهم مليون فدان قمح و(2) مليون حمار نزرع لهم (2) مليون فدان برسيم.. فما الفرق بين جمعية رجال الأعمال التي أنشأها الحزب الوطني بعد انتهاء انتخابات الدورة الثالثة للرئاسة وجمعية رجال الأعمال التي أنشأها الإخوان بعد انتهاء انتخابات المرحلة الثالثة للبرلمان فالوجوه هي الوجوه فقط تغير رئيسها من جمال مبارك إلى «مالك» إخوان، ولا عزاء للغلابة فعليهم أن يختاروا بين «التوك توك» أبوموتور و «الكارتة» أم حمار، فلا مكان للفقير فقد أثبتت الأحداث أن الوحيد في هذا البلد الذي يقوم بالتغيير الصحيح هو «مانويل
جوزيه».. وفي كتاب (مزرعة الحيوان) لـ «جورج أورويل» بعد أن طردوا صاحب المزرعة الظالم باعوا الحصان صاحب الثورة ثم جلسوا يقتسمون الغنائم وحصل سكان المزرعة على كلام حلو وأفعال مُرة وسينما نظيفة وشوارع قذرة ومبروك عليكم المزرعة وصدقوني ما يساعد على استمرار الثورة والفوضى والاضطرابات ليس فقط بقايا النظام القديم ولكن أيضاً بشائر النظام الجديد.. وسيكون أول من يثور هم شباب الإخوان الطاهر النقي الذي لم تلوثه جمعيات أو مصالح والصحافة فين الغلابة أهم، الجمعية القديمة كانت ترصد لهم المساعدات والجمعية الجديدة سوف ترصد لهم الصدقات.. ويا بخت الحمير في هذا البلد، فكل حمار له «عليق» و «إسطبل» و «عربجي» يدافع عنه.. ليس عندنا شباب عاطل بل «معطل» ولا مواطن جاهل بل «مجهل» ولا إنسان غائب بل «مغيب» فالكل مستفيد صاحب المزرعة القديم والوارث الجديد لكن للأمانة وحتى أكون منصفاً تم تغيير اسم الجمعية وعنوانها لكن ما الذي يجمع الذين أفسدهم «مبارك» مع الذين حبسهم «مبارك» في جمعية واحدة.. طبعاً حب المال وكراهية «مانويل جوزيه» فهذا ليس وطن «زينهم» لكنها مزرعة «هيثم» وأي مواطن ساكن
نقلا عن صحيفة العرب القطرية